قال تعالى :{ إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ} آل عمران (160).
يحتفل الأردنيون بكل فخر وإعتزاز بالذكرى الرابعة والستون لقرار تعريب قيادة الجيش العربي الأردني.
ففي فجر الأول من آذار عام ١٩٥٦،قرر جلالة المغفور له بإذن الله الملك الحسين طيب الله ثراه تعريب قيادة الجيش الأردني من الوجود الأجنبي، وأصدر جلالته أوامره بمغادرة غلوب باشا البلاد فوراً ، ومنذ ذلك التاريخ تسلم الضباط الأردنيين كافة مواقع الجيش العربي الأردني؛ حاملين الراية الهاشمية الخفاقة في الدفاع عن الوطن وقضايا الأمة.
لقد كان قرار تعريب قيادة الجيش هو الإنطلاقة القوية للجيش العربي الأردني الذي كان وما زال أساس الدولة وسر قوتها، والذي حمل رسالة الثورة العربية الكبرى؛ حيث الحكمة والشجاعة والقوة.
وقد أعطى هذا القرار لأبناء الوطن شرف الخدمة في الجيش العربي وتولي مسؤولية القيادة العسكرية، وكان ذلك حجر الأساس للنهوض والإرتقاء بالجيش؛ وخلق قادة مخلصين من أبناء الوطن رفعوا رايات النصر والعز وعلى رأسها الراية الهاشمية التي تخفق دفاعا عن قضايا الوطن والأمة.
هذا وقد تمت هيكلة مختلف صفوف الجيش العربي والنهوض به وبمستوى أدائه لمواجهة كافة التحديات والتغيرات التي يشهدها العالم من حولنا، وكذلك التعاون المشترك مع العديد من جيوش العالم؛ والتمارين المشتركة ضد الإرهاب والتطرف، ومواكبة كل ما هو جديد في مجال الإعداد والتدريب حتى غدت قواتنا المسلحة نموذجا يحتذى في العطاء والإقدام.
وفي تمام الساعة السابعة والنصف من صباح يوم الجمعة الموافق ٢ آذار ١٩٥٦ نقلت الإذاعة الأردنية أنباء الخطوة الجريئة لجلالة الملك الحسين طيب الله ثراه ، والتي لم يكن يتوقعها أحد، وحمل الأثير صوت المغفور له الملك الحسين وهو يحمل البشرى بنبرات قوية واضحة في خطاب قصير هذا نصه:
"أيها الضباط والجنود البواسل أحييكم أينما كنتم وحيثما وجدتم ضباطاً وحرساً وجنوداً وبعد، فقد رأينا نفعاً لجيشنا وخدمة لبلدنا ووطننا أن نجري بعض الإجراءات الضرورية في مناصب الجيش، اتخذناها متكلين على الله العلي القدير ومتوخين مصلحة أمتنا وإعلاء كلمتنا، وإنني آمل فيكم كما هو عهدي بكم النظام والطاعة، وأنت أيها الشعب الوفي، هنيئا لك جيشك المظفر الذي وهب نفسه في سبيل الوطن ونذر روحه لدفع العاديات عنك مستمداً من تاريخنا روح التضحية والفداء ومترسماً نهج الألى في جعل كلمة الله هي العليا، إن ينصركم الله فلا غالب لكم، والسلام عليكم" .
ويمكن القول أن قرار تعريب قيادة الجيش كان قرارا جريئا يكرس أجمل معاني السيادة والتحرر، حاملا شعاراً مفاده الإيمان بالله ثم الانتماء للوطن والإخلاص والولاء للقيادة الهاشمية.
في ذكرى تعريب قيادة الجيش كل عام وجلالة القائد الملك عبدالله بن الحسين بألف خير وكل عام والأردن و نشامى القوات المسلحة بألف ألف خير .