الربيع في وطني له طقوس مختلفة، فأنا أنتظره بصبر طفلة في الثالثة، لا تعرف سوى أن حبها لأكتشاف ما حولها خبرة تفوق بروفيسور علم ذرة.
أنتظر الربيع عاقدة العزيمة على هدف ...
فلا زال والدي يشتهي و يشهينا بثروة الوطن، تلك الثروة الغنية بنفسها، تغرف من كرامتها ما وفره بقايا الغيث ، لتحبل أرضها المقدسه رغم فقر الحب، فرحم أرض الوطن صبورة، فتُفلحُ و تَفلح لتنجب لنا أشكالا شهية من عكوب و رشاد و مرار و حميض و خبيزه....
فيحصده والدي الثري بحب الوطن الصابر، بيديه المجهدتين من كتم حتى بيرين ، وصولاً لطريق المطار، مرورا بذيبان فلا ذبول في ذيبان فحتى الأمل راسخ فيها يضج كرامة .
كما الكرك ومعان والطفيلة بنوادر رجال عرفتهم فكانوا صدى جدي الشيخ لتظن للحظه أن الأرض تنتج خيراً وفيراً وكأنها تعلم أن والدي قادم قادم، ليحصد ريحة الوطن، بعيون شاكرة راضية .
لتستقبل أمي عطاياه على باب الدار ببسمة و دعوة طيبة .
تجري تعد وليمة لا تقييم بأقل من ثلاثة نجوم (ميشلان) .
فننغمس و نغمس في صحون الوطن، بإخلاص إلى أن تلمع الصحون وكأنها نظيفة ، لنتنفس بعدها ربيع الوطن الأجمل، ليكون أوكسجين حياتنا لباقي العام ، يصبرنا ونصتبر معه .
و تكتسح وجوهنا حمرة تكفينا، و نوهج بهجة و صحة الى أن يزورنا الربيع القادم .