ونهجو ذا الزمان بغير ذنب .. ولو نطق الزمان لنا هجانا
قال هذه الأبيات الإمام الشافعي منتقدا حال البشر في زمانه ، فكيف لو أن امتد به العمر الى زماننا ، ورأى كيف تغيب أعين الإعلام والمسؤولين عن الرموز الوطنية القومية الحق ، وأظهرت "ديكورات" وهمية ، ودمى ، ورسمت للناس أن هذه رموزكم فاقتدوا بها ، وقادتنا الى السقوط ، في الكثير من المجالات .
"تيريزا هلسه " هل تذكرونها ؟ هل يعرفها إعلام اليوم ؟ وأبناء اليوم الذي للأسف غيب كثيرا عن قضيته القومية المحورية فلسطين .
"تيريزا" التي كانت أول فتاة عربية أردنية سددت رصاصة الى رئيس الوزراء الصهيوني الحالي " النتن ياهو " في العام 1972 ، عقب عملية فدائية بطولية .
"تيريزا" التي حينها تمكنت من اجبار العدو الصهيوني على الإفراج عن أسرى أردنيين وفلسطينيين من خلال عملية بطولية حدث بها التاريخ ، حيث حينها كان عمرها 17 عاما ، واختطفت طائرة فيها 140 صهيونيا استوطنوا فلسطين العربية .
"تيريزا" الان والتي سطرت هذه البطولات ، تركد على سرير الشفاء بمستشفى الأردن ، وسيتم نقلها الى مركز الحسين للسرطان بحسب ما أبلغنا به نجلها سلمان ، في ظل غياب معظم وسائل الاعلام عن التذكير بهذا الرمز الوطني الذي قهر الصهاينة في فترة من الزمان.
لكن وللإنصاف لا بد من الإشارة الى الوقفات الخيّرة التي قام بها عدد من النواب ، ورئاسة الوزراء التي أوعزت بتأمين سرير لها في مركز الحسين ، وتقديم أفضل الرعاية لها ، وكذلك السفارة الفلسطينية في الأردن والصندوق القومي الفلسطيني ، حيث بادروا جميعا واقفين صفا واحدا الى تقديم ما يستطيعون في سبيل تقديم الرعاية الصحية للبطلة "تيريزا".
"تيريزا" قدمت ما قدمته ليست بهدف نيل الشكر ، ولا تسليط الأضواء عليها اعلاميا ، إنما إيمانا منها بالحق العربي الأردني الفلسطيني في فلسطين ، وواجبنا نحن أن نسد لو جزءا من دينها على الأقل بتذكير الجيل الحالي بما قدمته الرموز الوطنية من تضحيات في سبيل قضية العرب الأولى فلسطين.
كل الأمنيات لـ"تيريزا " بالشفاء العاجل ، وكل الأمنيات لجيلنا الحالي أن يقتدي برموزه الوطنية وينطلق نحو النهضة والتحرر الى الأمام.