والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي العربي الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد،
معالي وزير الزراعة المهندس ابراهيم الشحاحدة الأكرم أيها الحفل الكريم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كان القطاع الزراعي وما زال رافدا مهما من روافد الاقتصاد القومي في الأردن. أما المحافظة على الزراعة فتعني المحافظة على البيئة الأردنية وعلى الثروة الحيوانية. وكما نعرف فإن الزراعة في بلدنا تعاني من قلة مصادر المياه ومن صعوبة فصول الجفاف وقِصرِ موسم الأمطار، فضلا عن قلة مساحة الأراضي الزراعية المستغلة.
وإذا كان الاردن قد حقق اكتفاء في بعض المنتوجات الزراعية مثل الزيتون والبندورة والخيار والبطيخ فضلا عن انه أصبح يُصدرُ منتوجاتِ الدخان. بَيد أن زراعة القمح مثلا قد تراجعت وأصبحنا نستوردُهُ ونستورد بعض الخضار والفواكه.
ويُسهم القطاعُ الزراعي بما يقارب 3% من الناتج المحلي الإجمالي ويعمل فيه 3.5% من مجموع السكان. أما الصادراتُ الزراعيةُ فتشكلُ 11% من مجموع صادراتِنا، والتي يُستهلكُ بعضها محليا والبعضُ الأخرُ يُصدر الى الأسواق العربية. أما المساحة المروية فتشكلُ 33% من المساحةِ المزروعة
وأهمُ الأشجارِ المثمرة في بلادنا هي الزيتون والحمضيات واللوزيات والعنب والتفاح والموز، كما أن الثروةَ الحيوانية مُرتبطة بالثروة الزراعية التي هي مَصدرُ الأعلافِ التي نَعتمدُ عليه في تغذية الحيوانات والمواشي. اما بالنسبة للثروة الحيوانية فإن قِطـاعَ الدواجنِ يأتي في المرتبةِ الأولى ومن ثم يليه تربيةُ الأبقار وأخيرا الأغنامُ من ضانٍ وماعز. أما العنايةُ بها فسيرفعُ من نسبةِ انتاجها من اللحوم والحليب ومشتقاتِهِ، فضلا عن الزيادة في كميةِ الجلود والصوف. وتعودُ أهميةُ الزراعة في الوطن العربي الى أنها تُحققُ الأمنَ الغذائي الذي يُؤدي الى الاستقرار. كما ان تنوع المناخ يساعد على تعدد واختلاف المحاصيل الزراعية.
أما مشاكلُ الزراعةِ في الوطن العربي وربما في كثيرٍ من بلاد العالم فتعود الى ما يلي:
راسُ المال: وهو ضروري لتوفير الآلاتِ والمعدات الزراعية والكفاءات من الايدي العاملة، وكل مستلزمات الزراعة من أسمدة وبيوت بلاستيكية وري، فضلا عن استصلاح المزيد من الأراضي الزراعية وعمل ما من شأنهِ منع انجراف التربة.
الجفاف: وكما يقولُ ربُ العزة (وجعلنا من الماء كل شيء حي). لذا وبدون الماء لا توجد زراعة أصلا. بَيد أن الأردن بعكس جاراتها سوريا ومصر والعراق فهي تعاني من قلة المياه وشح الامطار.
التصحر: وسبَبُهُ اهمالُ البيئة وعدم العناية بها وتَغير المناخ العالمي.
انجرافُ التربة: وبفعلِ قوةِ المياه الهائلة والرياحِ العاتية تَتَعرى التربة من الطبقة التي تستخدمُ في عملية الزراعة.
وكل هذه المشاكل بحاجة الى حلولٍ جذرية لِتحتل الزراعة مكنتها التي توفر لنا الحياة الكريمة. وبكل تأكيد فإن التشجير هو أهم هذه الحلول كما أن كثيرا من المزارعين قد نزحوا الى المدن ومن الضروري مساعدتهم على العودة الى قراهم ليمارسوا مهنة ابائهم وأجدادهم.
وأعتقد جازما أنه من المهم تطوير مراكز الأبحاث الزراعية لِتحسين نوعية المنتوجات الزراعية وزيادة انتاجها كما اننا نستطيعُ الاستفادةَ أكثر من مياهِ الصرفِ الصحي ومعالجتِها للاستفادةِ منها في الري والزراعة، فضلا عن التوسع في زيادة المساحات المزروعة.
وأخيرا نحن في الهيئة الاردنية الأوروبية العليا لا نتوانى عن عمل كل ما فيه مصلحة أردننا الغالي. ونتمنى له كل التقدم والازدهار تحت الراية الهاشمية بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله ورعاه لِنُحققَ معا الأمن الغذائي ونتمنى لمؤتمرنا هذا كل النجاح والتوفيق.