هل سيكون اصدار قانون عفو عام أولوية حكومية لمواجهة وباء كورونا .. كتب الدكتور محمد صالح جرار

جوهرة العرب - د. محمد صالح جرار

في ذكرى معركة الكرامة...معركة الفداء والنصر... يكون للصفح والتسامح معنى عظيما في قاموس آل هاشم الأطهار، والذي ما احتوى سفر تاريخهم المجيد سوى العفو والصفح الذي وسمهم بفضائل النبوة المطهرة وهم ورثة النبي الشريف محمد صلوات ربي وسلامه عليه.

واليوم في هذا الظرف الدقيق الذي يمر به وطننا الاردني لا سبيل للخروج من هذه المحنة سوى بالتعاضد بين القيادة والحكومة والشعب، وما ورثناه من تاريخ مجيد أننا اسرة اردنية واحدة في وطن عظيم بحجم آمال وتطلعات وطموح قيادته وشعبه.

تبرز الحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى للإرتقاء على خطأ البعض من أبناء شعبنا ظلموا أنفسهم بارتكابهم أفعال كانت نتيجتها عقوبة السجن.

بعضهم قد أعسر ماليا وبحاجة اليوم الى اعطاءه فرصة اخرى ليتمكن من النهوض واعادة الحقوق المالية لأصحابها.

والبعض الآخر ارتكب فعلا في لحظة غضب وغياب للعقل عطل ادراكه جعلها رب العالمين سببا لعدم وقوع بعض الاحكام الشرعية، وخاصة اذا كان هؤلاء من أصحاب الفضل والشرف في مجتمعنا ولم تحتوي سيرتهم على سوابق جنائية وقضائية.

ولتحقيق المصلحة العليا للوطن في ظل انتشار هذا الوباء الذي يعصف بأبناء شعبنا والعالم بأسره، تبرز الحاجة الى اصدار قانون عفو عام عن فئات معينة أسقط الحق الشخصي عن أفعال ارتكبوها ولم يعد متعلقا قضاءهم للعقوبة بحقوق العباد.

فالتكلفة المالية المترتبة على الخزينة الاردنية لقاء سجنهم تكلف مبالغ نحن أحوج اليها اليوم لتسخيرها في مواجهة هذا الوباء، ودفع مفسدة اصابات جماعية لا قدر الله في السجون أحرى أن يتم اطلاق سراحهم ما دامت أفعالهم تمت تسويتها بين أبناء الشعب الواحد وتعلقت عقوبتهم في الحق العام فقط.

فإلى عميد آل هاشم الأطهار جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، والى الحكومة الرشيدة، ومجلس النواب هذه طموحات أبناء شعبكم نضعها بين أيديكم في وقت تكون اجتماع الارادات فيه سبيلا للانتصار على المرض بهمة ووعي وحرص كافة أبناء الشعب الاردني الأصيل.