كنت اسأل قبل أن تشغل العالم كله أزمة انتشار وباء الكورونا ماذا قدمت الأندية الرياضية على مختلف مسمياتها للوطن ؟! وما الدور المميز الذي قامت به تلك الأندية المؤثرة بالشارع ؟! واليوم يتجدد السؤال بطريقة قد يراها البعض اندفاعية أو بمعنى أصح "هجومية" .. لماذا غابت الأندية الرياضية عن الفزعة الوطنية ؟! .
قبيل مواجهة وطني الحبيب لجائحة الكورونا كنت قد وجهت رسالة لرئيس الاتحاد الاردني لكرة القدم سمو الأمير علي بن الحسين عبر موقع جوهرة العرب الإخباري بعنوان "رسالة للامير علي بن الحسين رئيس الاتحاد الاردني لكرة القدم" .. وتحدثت من خلالها عن المناكفات التي تجاوزت حدود النزاعات الرياضية وأصبحت تسبب التفرقة بين أبناء الوطن الأعز والأغلى في هذه المعمورة .. ثم جاءت أزمة الأندية مع الاتحاد وقرار تعليق أنشطتهم الرياضية إحتجاجا على تخفيض مكافآت بطولة الدوري .. كرسالة واضحة بعدم وقوف الأندية الرياضية إلى جانب الاتحاد الاردني لكرة القدم في ظل الأزمة المالية التي يعيشها الاتحاد .. واليوم بعد الأزمة التي حركت ضمائر كل القطاعات العامة والخاصة في كافة أرجاء الوطن .. يتجدد غياب الأندية .
وللتعمق أكثر في سبب الهجوم على الأندية .. من الناحية المادية تجني تلك الأندية مبالغ طائلة من ريع الجماهير وحقوق البث التلفزيوني وبيع عقود اللاعبين ودعم الرعاة الرسميين لها .. وبالمقابل فإن الأندية ذاتها على استعداد تام للتعاقد مع محترفين اجانب بمبالغ تتجاوز النصف مليون دينار .. لكنها لم تبادر بتقديم اية مبالغ تذكر كدعم لوزارة الصحة لمواجهة أزمة كورونا .
ومن الناحية الاجتماعية .. كنا نرى إدارات تلك الأندية تستطيع بكلمة واحدة تحريك جماهيرها للمناكفات والصراعات مع جماهير الأندية الأخرى .. وتمتلك القدرة التأثيرية الكافية لتحريك الجماهير اينما أرادوا .. ولكن في ظل انتشار وباء الكورونا لم نرى دورا مؤثرا لهذه الأندية على الجماهير .
تلك الأزمة مثلما كشفت تكاتف الوطن بقيادته وحكومته وشعبه ومؤسساته وأجهزته العسكرية والأمنية على صف واحد وقلب واحد .. كشفت أيضا التقصير الكبير من الأندية تجاه الوطن .. ولعل هذه الأزمة كفيلة بتقديم رسالة جديدة لسمو الأمير علي بن الحسين لاتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه الأندية الرياضية .