رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

معركة الكرامة .. أيام خالدة في سجل الشرف والمجد والبطولة .. إضافة ثانية

معركة الكرامة .. أيام خالدة في سجل الشرف والمجد والبطولة .. إضافة ثانية

 الكرامة حطمت آمال العدو وأسطورة الجيش الذي لا يقهر

جوهرة العرب

ونتيجة للمعلومات التي توفرت من مصادر الاستخبارات ومشاهدة أرض المعركة، فقد كانت القوات الإسرائيلية تقدر بفرقة مدرعة مع أسلحتها المساندة إضافة إلى سلاح الجو وكما يلي: اللواء المدرع 7، اللواء المدرع 60، لواء المشاة الآلي 80، كتيبة مظليين من لواء المظليين 35، خمس كتائب مدفعية ميدان ومدفعية ثقيلة، أربعة أسراب طائرات مقاتلة ميراج، مستير، عدد من طائرات الهيلوكبتر القادرة على نقل كتيبتين دفعة واحدة، وكتيبة هندسة مدرعة.
وتكونت القوات الأردنية من فرقة المشاة الأولى، تدافع عن المنطقة الوسطى والجنوبية ابتداءً من سيل الزرقاء شمالاً وحتى العقبة جنوباً، وكانت موزعة على النحو التالي: لواء حطين يحتل مواقع دفاعية على مقترب ناعور، لواء الأميرة عالية يحتل مواقع دفاعية على مقترب وادي شعيب، لواء القادسية يحتل مواقع دفاعية على مقترب العارضة، ويساند لواء الأمير الحسن بن طلال المدرع 60 فرقة المشاة الأولى، وكانت إحدى كتائبه موزعة على الألوية وكتيبة احتياط للجيش في منطقة طبربور، وتساند الفرقة ثلاث كتائب مدفعية ميدان وسرية مدفعية ثقيلة، وكتيبة هندسة ميدان.
وكانت المقتربات كالتالي: مقترب العارضة: من جسر الأمير محمد (داميا) إلى مثلث المصري إلى طريق العارضة الرئيس إلى السلط - عمان.
مقترب وادي شعيب:من جسر الملك حسين إلى الشونة الجنوبية، إلى الطريق الرئيسي المحاذي لوادي شعيب ثم السلط - عمان.
مقترب سويمة:من جسر الأمير عبدالله إلى غور الرامة إلى ناعور ثم إلى عمان.
مقترب غور الصافي:من جنوب البحر الميت إلى غور الصافي وغور المزرعة إلى الطريق الرئيس حتى الكرك.
واستخدم الإسرائيليون على كل مقترب من هذه المقتربات، مجموعات قتال مكونة من المشاة المنقولة بالآليات نصف المجنزرة والدبابات، تساندهم على كل مقترب مدفعية الميدان والمدفعية الثقيلة ومع كل مجموعة أسلحتها المساندة المقاومة للدروع من مدافع 106 ملم والهاون مع إسناد جوي كثيف على جميع المقتربات، ونظراً لغرور الإسرائيليين، فقد قام الحاكم العسكري الإسرائيلي للضفة الغربية بدعوة رؤساء البلديات في الضفة إلى قيادته، وأبلغهم أنهم مدعوون لتناول طعام الغداء معه في عمان والسلط، وما كان لهذا الهوس أن يقهر، لولا وقفة الجيش العربي في وجه القوات المهاجمة، فقد قاتل رجاله بكل شجاعة وتضحية مستخدماً ما هو متاح له بأفضل السبل.
ونجد أن الهجوم الإسرائيلي قد خُطط على أكثر من مقترب، وهذا يؤكد مدى الحاجة لهذه المقتربات لاستيعاب القوات المهاجمة، وبشكل يسمح بإيصال أكبر حجم من تلك القوات وعلى اختلاف أنواعها وتسليحها وطبيعتها إلى الضفة الشرقية، لإحداث خرق ناجح في أكثر من اتجاه يتم البناء عليه لاحقاً ودعمه للوصول إلى الهدف النهائي.
وكانت الغاية من اتساع جبهة المعركة وتعدد المقتربات، تشتيت الجهد الدفاعي لمواقع الجيش العربي وتضليلها عن الهجوم الرئيس، وهذا يؤكد أن القوات المتواجدة في المواقع الدفاعية كانت قوات منظمة أقامت دفاعها على سلسلة من الخطوط الدفاعية، بدءاً من النهر وحتى عمق المنطقة الدفاعية، الأمر الذي لن يجعل اختراقها سهلاً أمام المهاجم، كما كان يتصور، لا سيما أن المعركة قد جاءت مباشرة بعد حرب العام 1967.
يتبع..يتبع--