دوت صافرات الإنذار اليوم محذرة من الخروج خارج المنزل، لتقول لنا أن نبقى في بيوتنا، الكل تمنى وقتها لو تأجلت هذه التحذيرات يوما فقط لنذهب إلى أمهاتنا ونقبل أياديهن الطاهرة ونقدم التهاني في عيدهن.
لكن لا بأس لأني على ثقة تامة بأن نبضات قلوبنا جميعا نحن الأبناء تنبض بأمهاتنا، لأن البعد يزيد الحب، والمسافات ما هي الا الطريق المؤدي للهدف، فما بالكم اذا كان الهدف هو الموجة المتولدة في الشرايين هو "النبض" الذي لا يتوقف الا عند الموت، فالمسافة لا تستطيع أن توقف نبضات قلبي التي تدق بك يا معشوقتي التي سكنت حنايا صدري وسافرت بين ثنايا أضلعي لتصبح لي العمر ولقلبي النبض..
توقفت الصلاة في المساجد والكنائس لكننا نصلي من بيوتنا، وأنت يا أمي كطمأنينة الصلاة نشعر بحبك أينما وجدنا؛ فالطمأنينة هي الحياة الحقيقية للسعادة وهي سكون القلب الذي ينشده الجميع ويسعى له ولكن لا يهتدون إليه الا بالتقرب إلى الله، وأنت يا أمي أيضا الطمأنينة التي تلامس قلبي وأشعر بها أينما كنت…
حبيبتي أمي،.. المسافات لن تبعدنا ما دام حبك مغروسا في قلبي، وقلت لك سابقا أنك تتواجدين في كل مكان أكون فيه لا بل وتسبقينني إليه بدعواتك ووجودك الخارق للعادة، لترسمين جميع لوحات الجمال والسعادة وراحة النفس وبأنك كالملائكة لكنك تتواجدين بأفعالك.
أمي، معشوقتي…. أرسلت لك القبلات مع العصافير التي تسمعين تغريدها الآن لتقول لك كل عام وأنت الأجمل والأرقى والأنقى، كل عام وأنت النبض لقلبي، كل عام وحبك الوحيد هو الأطهر،ودمت لي النبض الذي لا يتوقف.
تأجلت إحتفالاتنا وقبلاتنا،… لكن ستزول هذه الغمة ونحتفل قريبا وسيكون الاحتفال بفرحتين للأم ولإنتصار الوطن وإتحادنا ووقوفنا معا لتحدي هذه المرحلة وتجاوزها بإذن الله.
أمي وجميع الأمهات نحن جميعا بحاجة دعائكم الآن لنكون بخير أكثر وأكثر