جوهرة العرب - أ . محمد النمرات / ماجستير علوم سياسية - جامعة ديسلدورف
مع إزدياد كل حالة إصابة بفيروس كورونا، تزداد وتيرة الشائعات والفيديوهات الساخره عن مدينه إربد، هل هذا الوقت مناسب لترويج الشائعات وتلفيق الإتهامات على مواقع التواصل الإجتماعي، هل هذا وقت مناسب لتسليط الضوء على أخطاء بعضنا البعض وجميعنا في خندق واحد نتسلل رويدًا لإقتناص القاتل الخفي ( فيروس كورونا )، جميع الأردنيين على متن سفينة واحدة نصارع الأمواج الثائرة من أجل الوصول إلى شاطئ الأمان عندها نحمد الله ونشكره أن أخرَجنا من هذا الوباء العالمي ونعزف سوية موسيقة (موطني) ونغني هذا الأردن أردنا، وما شئنا من الأغاني الوطنية، لا تدعونا في منتصف الطريق نغني أغنية( على وين الدرب مودينا)، يد بيد لا تدعوا الرياح تخترق شراعنا، عندها نكون ارتطمنا ووصل بنا الأمر إلى قيعان المحيطات ويعزف الأحياء سيمفونية الوداع على الأموات.
مدينة اربد هي ثالث أكبر مدينة من حيث المساحة بعد العاصمة عمان والزرقاء، وثاني أكبر مدينة من حيث عدد السكان بعد العاصمة عمان حيث يبلغ تعداد سكانها ما يقارب ٦٠٠٠٠٠ الف نسمه، وتقدّر مساحتها مع ضواحيها بحوالي ٣٠ كيلو متر مربع، هذا التعداد الضخم من السكان، هل من الممكن أن يعمم عليه أنه لم يلتزم بتعليمات السلامة العامة من اجل مواجهة هذه الأزمة والتصدي لها، لو كانت النسبة ١% سيكون عدد الأشخاص الخارجين ٦٠٠٠ شخص ولا أقول أن هذا العدد قليل، ولست من المؤيدين لخروجهم ولكن هذا العدد قليل نسبيًا مقارنةً بالعدد السكاني.
للأسف الشديد أن التغطية الإعلامية لمدينة اربد لم تكن على مستوى عالي والقدر المطلوب، هل من المعقول أن يتم تسليط الضوء على الأماكن التجارية و الحسبة المركزية وهي تعد عصب اربد التجاريّ لجميع المواد التموينيه بالإضافةِ إلى أن موقعها محاذي للسوق الرئيسي لمدينة اربد، ومن ثم تكثر الإشاعات والسخرية أن يطلق على أربد عبارات وكلام ما أنزل الله به من سلطان، كان من الأجدر ان تتم التغطية الإعلامية على مجال أوسع.. هل كانت التغطية الإعلامية بالقرب من دوار الثقافة، ومنطقه دوار النسيم، ومنطقة السيفوي بالقرب من المحافظة؟ هل كانت في حي جامعة اليرموك وهي ثاني أكبر جامعة بعد الجامعة الأردنية؟ لو كانت في هذه المناطق سيتم تسجيل مدينه اربد في موسوعة جينيس لاتباعهم تعليمات السلامةالعامة، ولا ننسى أن شارع جامعة اليرموك دخل موسوعة جينيس في عام ٢٠٠١ لكثرة حيويته وعدد مقاهي (الإنترنت)، واربد هي أول مدينة أردنية استطاعت إدخال الأردن موسوعة جينيس، لو كانت التغطية الأعلامية في تلك المناطق سيطلق على مدينة اربد(مدينة الأشباح) وهي خاوية على عروشها، أمّا على ما تم تداوله بخصوص العرس الذي حصل فلم يكن في الوقت الذي انتشر به الوباء على مستوى عال كي يتم توبيخ أصحابه على الإذاعات والقنوات وجميع وسائل التواصل الإجتماعي( ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء) وأنا لا أعرفهم من قريب أو بعيد.
لا أريد أن اسلط الضوء على بطولات أشخاص وعشائر, وثقافة مدن وقرى وكما ذكرت في مقدمة المقال جميعنا في خندق واحد نتضامن يد بيد؛ حيث أنّي اعيش في قرية ( صما) وهي تتبع اداريآ للواء الطيبه ونحن جزء لا يتجزأ من مدينة اربد الأشاوس بأهلها جميعًا ولا يقل أو يزيد شأنًا عن كافة أرجاء الوطن الحبيب، هل تمت التغطية الإعلامية أن جميع عشائر صما أصدرت بيان بوضع المضافات الرئيسية بجميع عشائرها تحت تصرف الحكومة بسبب أزمة كورونا، ووقْفُ جميع المناسبات الإجتماعية مهما كبرت أو صغرت, هل تمت التغطية الإعلامية أن شباب صما قامو بتشكيل لجنه من الشباب المتطوع بعنوان (كلنا أبناء وطن) ووضعوا أرقام هواتفهم وسياراتهم من أجل توفير المواد الغدائية وتوزيعها على الجميع من أجل إبقاء جميع العائلات في منازلهم.
خلينا جسد واحد، راسي وراسك (السلط والكرك ومعان والطفيلة والعقبة) وقلوبنا ( جرش واربد وعجلون ومادبا والمفرق والبلقا) خلي همنا واحد إنه الأزمة تعدي على خير وعلاجنا زيت زيتون من خير بلادنا، ونلاعب أولادنا على حفنة تراب الاردن الطاهر، وصفحات قرآن نطمئن بها قلوبنا، وشماغ يدفي ضلوعنا.
بوركت جهود العيون الساهره بجميع الأجهزة الأمنية الأشاوس والكادر الطبي بجميع كوادره، فأنتم العزوة والسند حمى الله الأردن من كل شر وبلاء.