لاشك ان كرة القدم هي معشوقة الجماهير الأولى حول العالم، فعند زيارتي لأي تجمع جماهيري كروي، لمتابعة احدى المباريات الكبرى والمهمة، كبطولات الدوري الإنجليزي الممتاز، ديربي، مانشستر يونايتد sv ليفربول حيث يعتبر ضمن اهم واقوى ديربي على مستوى العالم، اشعر بفخر مشجع اليونايتد بالإنجازات التي قدمها فريقه، خلال مسيرته الكروية، وبالوقت نفسه لا نرى هذا الشعور يختلف عن مشجعين نادي ليفربول عندما يتكلمون عن إنجازات فريقهم و تاريخه.
فنشعر بالمستوى الثقافي العالي الذي يمتلكه المشجعين، من خلال سرد الألقاب التي حصل عليها فريقهم، مشجعين اليونايتد يتغنون بلقب فريقهم "زعيم إنجلترا" الحاصل على عشرون لقب، وليفربول يقابله بثمانية عشر لقب، وكل مشجع منهم يعلم بتاريخ فريقه من إنجازات على المستوى المحلي او الأوروبي.
والمثير للدهشة،أن نجد هؤلاء المشجعين، عندما يتحدثون عن أنديتهم المحلية، نرى انعدام الثقافة الرياضية، والتعصب لطرح الآراء، في إبراز قوة أنديتهم وإنجازاتهم والأرقام التي لا أساس لها، سوى انها اداة للمبارزة فيما بينهم، والخروج منتصرا من اي نقاش.
فنتساءل من أين أتى هذا الصراع والتعصب الرياضي ومن المتسبب في تغذيته وانتشاره، بين أوساط الجماهير والمتابعين لأي نشاط كروي محلي، فنجد عدة أطراف متسببة بهذه الظاهرة المرضية، ابتداء من بعض مسؤولين الأندية، الذين يروجون التعصب لجماهيرهم، وبعض الإعلاميين في هذا المجال والذين يدعمون هذا التعصب، مستغلين اي منصة إعلامية لإشعال فتيل اي مواجهه بين فريقين، ونجد البعض ينقل المعركة الإعلامية إلى وسائل التواصل الاجتماعي التي تعطي مساحة اكبر للمواجهة، والتي نادرا ما تخلو من قذف التهم او شتم، مما يجعل هذا الوسط الرياضي مشتعل مما يفقده الروح الرياضية التي كان يتحلى سابقا في ناديه الدولي.