منذ ساعات الصباح الباكر ومع بدأ بيع الخبز خرج المواطنون من بيوتهم وتجمهروا وتنازعوا لشراء الخبز من الباصات في مشاهد متكرره قد ينتج عنها ما لا يحمد عقباه، كأنك يا أبو زيد ما غزيت! فمن المسؤول عن هذا السوء من إدارة الازمة؟ ولماذا يتكرر الخطأ الإداري ويتم تحميل المواطن المسؤوليه؟في ليلة فرض حظر التجول خرج المواطنون لشراء الخبز وحصل تزاحم مخيف جدا وهذا المشهد تقليدي للغاية وسبق أن حصل هذا المشهد في الكثير من الأزمات السابقه ورغم ذلك تعيد الحكومات التعامل مع الموضوع بنفس الطريقة ويخرج المواطنين بنفس الطريقه ولكن هذه المرة الموضوع مختلف وهنالك مرض خطير جدا تسبب في سلب حريات مليارات بشر ومنعهم من الحركه، فلماذا عادت ممارسة نفس الأسلوب الخاطئ والإعتماد فقط على وعي المواطن؟ لماذا لم يقترب المسؤولين عن إدارة الأزمة من عقل المواطن وفهمه ومن ثم إيجاد حلول تقلل المخاطر؟
من الواضح مجددا إن هناك فجوة كبيرة جدا قد لا تتلاشى بين عقلية المسؤولين في المكاتب الإدارية وبين عقلية المواطن البسيط في المناطق الشعبيه البسيطه )وهي الغالبية في الأردن( وعلى ذلك فلن يتغير شيء وسيستمر الخلل في مواجهة كل أزمة جديدة ولن تفيدنا شهادات الدكتوراه من أفضل جامعات العالم ألن الحياة الحقيقيه الواقعيه في المناطق الشعبية لا تتشابه كثيرا ونظريات وفلسفات نظريه.
إن صناع القرار في بلدنا مطالبون الآن بسرعة التصرف تحت ضغط هذه الأزمة لأن الموضوع لازال في بدايتة والمقصود هو إتخاذ طريقه أفضل لإيصال المواد التموينيه وحاجات المواطنين بحيث لا تعتمد على وعي المواطن لأن المواطن مهما فعلنا لن يلتزم )كما توضح مجددا هذا الصباح( وكما كتبت في مقالة أخرى بأن القلق والخوف يتحكمان في تصرفاته ولن يكون هناك تغيير إيجابي في سلوكه وهو خائف وقلق، وهذا الخوف والقلق جعل ممرضه بريطانية تخرج من خلال فيديو في بريطانيا وهي مرعوبة و تبكي لأنها لم تجد في السوبرماركت ما تحتاجه لبيتها واسرتها، وهذه السيدة في بريطانيا فما بالكم في الأردن!؟ لازال هناك وقت للتصرف بحكمة أفضل حتى لو وصل الأمر لكي تتولى الأجهزة الأمنية عمليات البيع لأن الحقيقة بان الكثير من المواطنين لن يهتموا كثيرا لكل ما يقال لهم من كلام لطيف على شاشات التلفاز ولكن الخوف قد يكون حافز أفضل لتقليل المخاطر.
المخزون الغذائي في الأردن كافي لفترة زمنية طويلة كما أكد أكثر من وزير أردني وهذه حقيقه نثق بها ولكنها غير كافية لتغيير سلوك المواطن! حمى الله الأردن وشعبه الطيب في ظل القيادة الهاشمية من هذا الوباء.