قصيدة "جنون الحب" الشاعر د. حسن علي الخمعلي

جوهرة العرب: حسن الخمعلي

جنون الحب

جنون الحب يأتي كل يوم ٍ

و لا ادري أتنخاني الحوازم

و لا ادري أجائتني الحزينة

و ليس يدلني في الليل عالم

و ترقى في المواجب حُرُّ عيني

و يفنى في المهالك كل ظالم

و ليست في حياض الموت الا

جنون الحب يا خير المواسم

تبادلني السهام اذا رأتني

و ليس ينام من يبغى المغارم

و أشرب من عيون العشق سراً

و أفشيه اذا هَدَّ الدعائم

و شَرطي أن أُنَمِّقَ كل بيتٍ

و أشدد شطر بيتي بالمحازم

و يحيا حاضنا للقلب عمري

و ابقى ضاحكا من ذي الهزائم

و تشرق شمس صيفي في رباها

و ترقص في سما حِسِّ المزاعم

و تندى من دموعي كل خيمة

و يذكر صاحبي كأس الندائم

مدامعها تحرك كل قلب

و قلبي لا تحركه التمائم

و تبغاني و تذكرني بخير

أليس الحب من كثر العزائم

أليس الحب يوم الحربِ حربٌ

لِأكسر عزمها يوم العزائم

عيوني للعدوِّ عيونَ ذئبٍ

و روحي للحبيبةِ يا ابن حاتم

هواها قدْ هواني و انتهينا

بأني في هواها جِدُّ قَاسِم

و كانت تستقي دمعَ الحيارى

و كنتُ أخُطُّ دربي بالمقالم

أحبتني و لست لها حبيباً

و جاءت تبتغي درج السلالم

فقلت قفي فإني في هواكِ

كطيرٍ طار من فوق الغمائم

عيون الحب ما زالت تنادي

و أقسم انني في الحب هائم

حبيب الحب قد نادى هوانا

بليل فراقنا و الصوت حازم

و عيني - و السماءُ لها بروق -

تداري دمعتي و الرعد نائم

جنوني قد تحرَّكَ لي جنونٌ

بكىٰ قلبي على نوحِ الحمائِم

و دقَّت ساعتي فالرَّوح أَولى

و نادت فاغربي شمس الأوادم

و ليست تبتغي ذكراي إني

سأذكر عطرها و الوردُ راسم

أيا #فيروز حُطِّي في المكاحل

دموعَ العينِ و انتظري عَزاهُمْ

حياضُ الموتِ تنحرُ كلَّ غادٍ

و ليسَ يحدُّني في الموتِ قادم

و نحري - و السيوف لها بريق -

يُهجِّجُ مغرمي و الغمد كاظم

عيوني في الحياةِ لها عروسٌ

تَزُفُّ الشَّهْدَ مِنْ عِبْقِ المَبَاسِم

و قَدْرِي في الحياةِ عزيزَ قدرٍ

بعون الله من رب العوالم

و تلك الشمس تشهدُ ما جرى لي

و غابت نجمتي فالليل عاتم

يشاركُ فرحتي طربُ الأغاني

و ينحتُ دمعها أمرُ الخوادم

شذا عطرُ الربيعِ نسيمُ عشقي

يُصَفِّي لونَ ياقوتِ الخواتم

أنا في العشقِ فانوسُ البوادي

و في الهيجاءِ دَوَّاسُ الجَماجِم

عيوني نارها تحكي سواداً

يفكُّ السِّحرَ من بعدِ الطَّلاسِم

تُكَحِّل للزَّناتِي دُعْجَ عينٍ

لِسَعْدا بنتِهِ نِسْرُ العَمَائِم

كلامُ العشقِ يُطرِبُ كل دامي

و شاهد عشقها هذي الجرائم

ألا كيفَ الحياةُ و ناظِرَيَّ

مُعَلَّقَة على سيفِ المآتم

جروحي درَّبت في الحب قلبي

فعادَ الحبُّ من ليلِ العواتِم

حمص الرضيفات

الخميس_4_3_2010

الشاعر د. حسن الخمعلي