شاررك مطعم شباب شاورما في دبي مع حملة إبداعات يصنعها التوحد التي تهدف إلى تشجيع الشركات على تبني مفاهيم التنوع والشمولية وتقديم فرص التوظيف للأفراد ذوي الإمكانات المختلفة،
حيث استضاف المطعم الشهر الماضي طاقم عمل مميز وموهوب من أصحاب الهمم.
وفي هذا الصدد، قال معتز البطة، شريك إداري لمطعم شباب شاورما: "انطلاقاً من إدراكنا لأهمية رعاية وإحتضان المواهب من مجتمعنا المحلي، نفتتح أبوابنا لإستضافة هؤلاء الشباب المبدعين والموهوبين".
واستضاف المطعم الشاب لورانس أنتوني دي جوزمان، عازف البيانو الموصوف بدرجة الكمال وسفير التوعية بالتوحد والسفير الشعبي لدى MEYE 2020 حول التسامح والمرونة والسعادة البالغ من العمر 15 عاماً، وشقيقته شارلين جوي اللذان أبدعا في الغناء لزوار المطعم، بالإضافة إلى تأدية نسخة خاصة من أغنية "عيد ميلاد سعيد" لأحد الضيوف المحظوظين احتفالاً ببلوغه 18 عاماً.
واستقبل المطعم ضيوفه وسط ديكورات فريدة أبدعها المصمم الشاب ديرين باتيا المقيم في الإمارات العربية المتحدة، والذي طوّر مهاراته لمساعدة والدته في دفع تكاليف رعايته الطبية.
وفي المطبخ، قدم تاناي شاه، وهو شيف مبتدئ موهوب من عشاق تحضير الكب كيك، مهاراته للمساعدة في تحضير أشهى الحلويات في المطعم، بما في ذلك تحضير كعكة عيد ميلاد لأحد الضيوف المحظوظين.
وعلى صعيد التصميم، استقبل المطعم الشاب محمد داؤود، الخطاط الموهوب الذي أضفى بإبداعاته لمسة فريدة على المكان، حيث عمل على تجديد اللافتات وقوائم الطعام وإضفاء طابع شخصي على كؤوس المطعم.
نجح هؤلاء الشباب الأربعة باستعراض مواهبهم الفريدة وساهموا بإضفاء طابع حيوي على المطعم والارتقاء بمكانته كوجهة مثالية للاجتماع مع العائلة والأصدقاء، حيث نالوا إعجاب الضيوف بما قدموه من إبداع وشغف وموهبة.
ومن جهتها، قالت خولة الصايغ، نائبة المدير التنفيذي في مركز المشاعر الإنسانية لرعاية وإيواء ذوي الاحتياجات الخاصة: "نشهد يومياً الإنجازات الرائعة التي يمكن للأفراد المصابين باضطرابات طيف التوحد إبداعها، ونأمل أن تشجع هذه المبادرة الشركات وأصحاب الأعمال على تقديم فرص التوظيف للمصابين باضطرابات طيف التوحد وتبني مفاهيم التنوع والشمولية بطريقة إيجابية وفريدة".
وتتجسد إحدى أهم أولويات المركز في رفع مستوى وعي الشركات بالإمكانات والمواهب الفريدة التي تقدمها هذه الشريحة من المجتمع، حيث تتيح للشركات التقدم بطلب لمساعدتها في تنظيم برامج تدريب تهدف إلى دمج أصحاب الهمم في مجتمع الشركات والأعمال، بالإضافة إلى تمكين الشركات من احتضان مواهب هؤلاء الأفراد ورعايتها.
ولذلك تبذل الشركات ذات التفكير المستقبلي جهوداً حثيثة لدمج الأفراد ذوي التوحد ضمن طواقم عملها. كما تتعاون العديد من الشركات مع المنظمات التي تساعد الشركات على توظيف هذه الفئات من خلال تعيينهم في مواقع تناسب طبيعة قدراتهم.
وفي معرض تعليقها، قالت الدكتورة نادية خليل الصايغ، المديرة العامة لمركز المشاعر الإنسانية لرعاية وإيواء ذوي الاحتياجات الخاصة: "على الرغم من وجود وعي عام بالتوحد، لانزال بحاجة لتفهم وقبول ودمج الأفراد المصابين باضطراب طيف التوحد، وتوفير المزيد من الحلول الإضافية التي تمكّن الأطفال والبالغين المصابين بالتوحد من الاستمتاع بحياة هانئة وبناءة قدر الإمكان، وتشجّع حملة إبداعات يصنعها التوحد كافة المؤسسات على اختيار هؤلاء الأفراد عند التوظيف، لمنحهم الشعور بالانتماء والاندماج".
وخلصت إلى القول، "نحن بحاجة إلى تحقيق التوازن بين الموارد والفرص وجعلها أكثر ملاءمة لهؤلاء الأفراد، الذين إذا ما أتيحت لهم الفرصة، سيكون بمقدورهم تحقيق التفوق والتميز ليثبتوا بأنهم من الأصول والموارد القيّمة".