رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

كورونا والديمقراطية الصفراء الامريكية .. بقلم منصور البدادوة

كورونا والديمقراطية الصفراء الامريكية .. بقلم منصور البدادوة
جوهرة العرب - منصور البدادوة

منذ اكتشاف أميركا في عام 1492 اي تقريبا من 527 سنة توافد عليها عدد كبير من المهاجرين من جميع أنحاء العالم مما أوجد مجتمع متعدد الاعراق و الأجناس . أنقسم المهاجرين بين من أتى طوعا ومن أتى قسرا كماحدث مع الأفارقة السود وذلك بسبب العقليه اليديولوجيا التجارية التي كانت سائدة في تلك الفترة بالنسبة للدول المستعمرة.
احدثت تجارة العبيد والرقيق اكبر هجره قسرية للافارقة في الفترة ما بعد اكتشاف {أميركا} وذلك عبر الأطلسي الذي كان شاهدا على أول ظهور { تمييز عنصري} اتجاه الأفارقة السود ، حيث تم التهجير القسري لإعداد هائلة من الأفارقة السود تحت مسمى { تجارة العبيد}، ولقد أشار {كلاين هربرت Klein, Herbert} في كتابة {The Atlantic Slave Trade} عن هذة الاعداد الكبيرة وبالتفصيل.
اتساءل عن الديمقراطية الامريكية في خضم ما نشاهده ونسمعه من مناكفات بين كل من الديمقراطيين والجمهوريين وكلاهما وجهين لعملة واحدة، هل هي الديمقراطية السائدة في المجتمع الأمريكي ككل؟! ام هل هي الديمقراطية البيضاء   الخاصه للأميركيين البيض فقط؟!  .
بالامس القريب مزقت نانسي بيلوسي وهي تشغل منصب رئيسة مجلس النواب الأمريكي خطاب ترامب أمام الكاميرات وقالت حسب المصدر: مزقت خطاب ترامب لأنه "مزق الحقيقة" الحقيقة التي مزقت كما أوضحت بيلوسي أن ترامب كذب بتأكيد أنه سيحمي تغطية التأمين الصحي للمرضى الذين يعانون من مشاكل صحية بالفعل، بينما تدعم إدارته دعوى قضائية تسعى لإلغاء قانون يحمي هؤلاء المرضى". {المصدر: رويترز}.
  وبما ان التأمين الصحي  هو من الضروريات في المجتمع الأميركي كما هو في جميع بلدان العالم فإن الاقليات والعرق والجنس لعب دورا هام في تحديد من يشملهم التأمين الصحي وذلك بسب فقرهم أو بسبب المشاكل الصحية اوالتميز العنصري الواضح الذي انعكس في جميع نواحي الحياة كماحاصل مع  الأفارقة السود.و بالاشارة إلى ما افصحت عنة بيلوسي نجد ان  قانون الرعاية الصحية الأمريكي {أوباما كير} هو الذي يحاربه ترامب وبلا أدناه شك لأن من وضع هذا القانون أوباما الذي هو من اصل افريقي.
فمن الواضح أن سياسات ترامب فيما يخص التأمين الصحي لا تلقى رضا في المجتمع الأميركي، وذلك بعدما افصح تقرير صادر في عام 2018 عن المركز الأمريكي لمكافحة الأمراض والوقاية منها، عن عدد  الأشخاص الغير مؤمنين صحيا والبالغ 30,4 مليون حسب المصدر.
بالرغم من وصول او أوباما للبيت الأبيض لفترتين متتاليتين من 2008  إلى 2016 شاهدنا وقرأنا في جميع القنوات والصحف الامريكية الإشادة  بوصول أميركي من أصول أفريقية الى البيت الأبيض فوصف مذيع قناة (MSNBC) ماثيوس Matthew's فوز أوباما "انه عصر ما بعد العنصرية" وأضاف قائلا : "I Forgot He Was Black Tonight for an hour" لقد نسيت أنّه كان اسود الليلة لمدة ساعة كاملة."
وابان فوزه بالرئاسة قال باراك أوباما: أمريكا دخلت حقبة التغيير وأضاف أوباما إن التغيير أتى إلى أمريكا، وإن قوة بلاده الحقيقية ليست عسكرية فقط، وإنما بالديمقراطية والتعددية.
برغم من انه تحدث عن الديمقراطيه والتعددية كقوة لأمريكا الا ان هذا لم يأتي بجديد حيال الاقليات وخاصة الافارقة منهم الذين كانو يعولون الكثير على أوباما حيال مسألة {اللامساواة العرقية}. 
وتزامنا مع ظهور جائحة كورونا لقد ظهرت لنا حقيقيه الديمقراطيه التي تنتهجها في التعامل مع الأفارقة السود فهي (الديمقراطية الصفراء) إن صح التعبير فهي تظهر للعالم رضاها عن المزيج المجتمعي والذي يتكون من جميع الاعراق والأجناس لكن في حقيقيه الأمر هي غير راضيه عن الوجود الافريقي في النسيج العام للمجتمع الأميركي. وفي ظل ما اظهرتة الاحصائيات معظم الوفيات كانت من الأمريكيين ذو الأصول الأفريقية، وهذا ما أشارت إليه {ديبورا  بيري} Deborah مختلف BERRY في صحيفة {USA TODAY {Apr. 9, 2020  
"Black people are overwhelmingly dying from coronavirus in cities across the US." 
"يموت السود بأغلبية ساحقة من فيروس كورونا في مدن الولايات المتحدة" 
وذكر {د. كيري كرولي} Dr. Kerry Crowley وحسب ما ورد في صحيفة {The Mercury News {Apr. 16, 2020 
"African-American COVID-19 deaths ‘disproportionately’ high in California"
"بأن وفيات الأمريكان من أصل أفريقي بالكوفيد- 19 مرتفعة بشكل غير مناسب في كاليفورنيا". وفقًا للبيانات الجزئية الصادرة عن وزارة الصحة بالولاية أشارت الصحيفة أن 6% من سكان كاليفورنيا من أصل أفريقي والسود، ويشكلون7% من حالات COVID-19 المؤكدة ، و11% من الوفيات.
أن المتتبع لاحوال الأفارقة السود في أميركا ام الحريات كما يسمونها سيجد ان أسباب عدم المساواة الصحيةوايضاالحصول على الرعاية الصحية أضف إلى ذلك الاختلال  في جودة الرعاية الصحية التي يتلقاها الأمريكيون من أصل أفريقي تقف وراء تدهور  الحاله الصحيه لهم ومما أوجد  أمراض مزمنة وهذا ما يجعلهم اكثر عرضه للاصابه COVID-19 . 
وبعد وصول ترامب لسدة الحكم زادت المخاوف من زيادة الفجوه  بين الاعراق وظهر استياء شعبي من السياسات العنصرية وهذا ما كشف عنه التقرير الذي نشرة مركز بيو للبحوث {Pew Research Center} في {Apr 3, 2020}" ان الغالبيه يقولون  ان ترامب جعل العلاقات بين الأعراق أسوأ"
في ضوء ما تشهده أميركا الأن من اضطرابات  في مواجهة تحديات كورونا والتصريحات التي صدرت من بعض حكام الولايات وخاصة حاكم ولاية نيويورك والتي أصبحت مركز الوباء بالنسبة لاميركا كشفت عدم الرضا عن الرئيس ترامب في أدارت لملف كورونا وأيضاً العنصرية اتجاه الأقليات وخاصة الأفارقة السود، هل تشهد أميركا انهيار كما شهد {الاتحاد السوفيتي} سابقا؟!! ربما يكون هذا الانهيار بسب {ثوره سوداء} تنهي مرارة الديمقراطية الصفراء الأميركية، ولربما جاء كورونا لتنهي عنصرية دامت لعده قرون وعجز عن إنهائها {مارتن لوثر كينغ الابن} والذي حاول إنهاء التميز العنصري ضد السود لكن تم اغتياله برصاصة من قبل {جيمس إيرل راي}، وأيضاً أوباما.
من المحتمل أن نرى تمرد بعض الولايات وذلك من خلال التفكير عمليا بالإنفصال عن الاتحاد الفدرالي وذا كان الأمر كذلك يحتاج لوقت، وهذا سيشكل تهديداً واضح لسقوط الحكم الفدرالي الأمريكي، ومن هنا يجب على أميركا أن تغيير  السياسات الداخلي والتحول من الديمقراطية الصفراء إلى الديمقراطية التي تقبل جميع مكونات المجتمع الأمريكي دون تمييز والتعامل مع أزمة كورونا بشكل أفضل مما هي عليه إلان قبل أن يسقط الاقتصاد ويسقط معه الاتحاد.
من جانب آخر بدأت أميركا بتوجيه أصابع الاتهام لصين رسمياً من خلال التصريحات الرسمية الأخيرة حول مسؤوليتها عن   نشر فايروس كورونا واخفائها الحقائق المتعلقة بخطورة هذا الفايروس،  وهذا اذا ما افترضنا نظرية المؤامرة ربما على المدى المتوسط سوف يتم زج روسيا إلى جانب الصين.