والدتي أطال الله في عمرها وعافاها ، على مشارف المئة عام تشبه الوطن في كل شيء فهي جميلة كجماله لأنها استمدت جمالها من تراب الوطن وهواءه تشبه الوطن في كل تفاصيله،
في هذه الأيام أصبحت أمي تشبه كل الأردنيين، ماهره في التحليل السياسي والاقتصادي والصحي للوطن والعالم في ظل أزمة جائحة كرونا ، وهذه الأيام ما إن اتصل لأطمئن عليها حيث الحضر أبعدني عنها منذ بدايته ، فهي في البترا الوردية وأنا في عمّان الأبية ، وما أن اتصل لأطمئن عليها وتسمع صوتي ، أصبحت تختصر الكثير من الأخبار العائليه التي اعتادت أن تزودني بها بالتفصيل لمن هو قريب منها من اخوتي والأقارب وأحيانا تمتد لمن يسكن البترا بشكل عَامْ . أُميْ هذه الأيام بدت محلله تلم بكل الأمور ، تجهد سريعا تُطمئنني على صحتها على غير عادتها ، ويبدوا أنها قد نسيت ما تشكو من ألآم العمر ، وأصبحت نشيطة ، وتفرغت بكامل وقتها لسماع الأخبار وتحليلها ، وليس التحليل فقط بل مصدر لها أيضا ، وهي
تظن أن لا أحد يُتابع الأخبار غيرها ،؟ يا لبساطتك يا أمي
اليوم أتصلت عليها كالعاده لأطمئن عليها ، وفور سماعي ،
بدأت تزودني بعدد الحالات وحالات الشفاء ومن ثم اعطتني التحليل متى يمكن للكرونا أن ينتهي وما يجب فعله ،
وانتقلت الى المال والأعمال
وعن تأثير هذه الجائحة على بلدنا والمقصود بكلمتها بلدنا " البترا " وقالت بالحرف والله يمه كأنها الشغله مطوله لما ترجع السياحه والفنادق تشتغل وترجع الحياة زي زمان ، وحتى الأردن كله يمه والله غير يخسر كثير والناس ربنا يعينها على الأيام الجايه وانهت التحليل والموجز الاقتصادي بدعوه ربنا يكون مع الأردن وأهله من شماله لجنوبه ، أعدت سؤالي عن صحتها تجاوزت السؤال وكملت بقولها ، والله يمه الطلاب يمكن السنه تروح عليهم لكن لو الحكومة بدها رأيي خلص تنجحهم ، خلي الطلاب واهلهم يفرحوا وأكيد رايحه التربيه تلقى لهم حل مَلِيحْ ، التحليل إليّ مستحيل حد يتخيله ، أنه الحجة وصلت لأمريكا ، وقالت هذول بدهم يؤخذوا من الاردن دكاتره بتعرفي ليش يمه ، لأنه
دكاترتنا احسن دكاتره في العالم ،
والله ما بنعرف شو بده يصير يمه ، ربنا يجيب إليّ فيه الخير ويحمي الأردن وملك الأردن والحكومة ، والله يمه الاردن أحسن دولة في العالم كله .
هذه والدتي المسنة الأمية الأردنية ، التي علمتها الحياة وثقفتها السنين ، فهي
لا تختلف بأي حال كثيرآ عن غالبية الأردنيين الذين أصبح جلهم إعلامي ومحلل ، والأخطر حتى البعض أصبح يبحث عن الشهرة على حساب الوطن، اما والدتي حماها الله ومثلها أمهات الاردنيون جميعاً لا يدفعهن إلا الحب الحقيقي الصادق للوطن والبراءة ، حمى الله الوطن وأمهاتنا اللواتي يمثلن الأرض والإنسان .