قال وزير الثقافة د. باسم الطويسي: إن وباء كورونا المستجد كشف أهمية الدور الثقافي وحيوته في المشهد الانساني القلق، وأن الثقافة تمثل خط دفاع متقدم ضد الوباء.
وأكد أن وزارة الثقافة الأردنية خلال الأزمة نجحت في تطوير رؤية جديدة للخدمات الثقافية استمراراً للنجاح الذي حققه الاردن في تقديم أنموذج متقدم في مواجهة الوباء، وبموازاة ذلك فقد طورت الوزارة رؤية توازن بين مفهومي التكيف الثقافي والحقوق الثقافية.
وأضاف د. الطويسي في المؤتمر الاستثنائي لوزراء الثقافة العرب الذي عقدته المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الأليسكو (مساء اليوم الاثنين 11/ 5/ 2029) عن بعد ،أن معركة الإنسانية ضد هذا الوباء الذي نسعى جاهدين لمواجهته بكل قوتنا وطاقاتنا لا تجزأ.
وفي المؤتمر الذي ترأسته الدكتورة ايناس عبد الدايم وزيرة الثقافة المصرية، وحضور أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط ود. محمد ولد اعمر المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ذكر د. الطويسي ثلاثة دروس مستفادة على الصعيد العربي بينت أهمية الفعل الثقافي وضرورته.
وأكد د. الطويسي أن أول الدروس تتصل بالقيم الثقافية التي تمثل الذراع الأقوى في معركة الوعي والوقاية، وأساسها قيم الالتزام الطوعي، أن المناعة الثقافية لا تقل أهمية عن المناعة الصحية، وهو ما ينبغي ان نعمل عليه.
وبين د. الطويسي أن ثاني الدروس مهمة أن تنتقل بسرعة وبسلاسة من التركيز على النخب إلى الاشتغال على الثقافة المجتمعية، وثالث الدروس أن الجائحة فتحت المجال واسعًا للاستثمار الرقمي، والذي يفترض أن المجتمعات العربية الفتية، هي الأكثر قدرة على استثمار هذه الفرصة من غيرها.
وعدد د. الطويسي الحزم التي نفذتها الوزارة خلال فترة الوباء ضمن برامج التكيف الثقافي التي شملت برامج التوعية والتثقيف، وبرامج الاستثمار الأمثل للوقت، والتخفيف من حدة تأثيرات التباعد الاجتماعي مستخدمة جميع الأدوات الممكنة لخلق واقع ثقافي يرافق الحالة ويتعاطى معها ضمن شروطها الصحية.
وبين د. الطويسي أن البرامج خلقت مناخات إبداعية مهمة كشفت عن آلاف الموهوبين من جميع الفئات والأعمار، في أكثر من 100 ألف شخص انخرطوا في سلسلة من المسابقات الإبداعية التي حفزت الجميع للمشاركة.
وأشار إلى مشاركات عشرات الآلاف ممن تلقوا التدريب وبناء القدرات في أكثر من 100 برنامج تدريبي في حقول الفنون والصناعات الثقافية من خلال المنصات الرقمية، علاوة على عشرات الملايين من المشاهدات للقنوات التي بثت جملة من العروض المسرحية، وصنوف الفنون وأشكال الإبداع.
وقال د. الطويسي أن الوباء خلق تحديًا جديدًا لما بعد كورونا المستجد، والذي يتمثل في كيفية إعادة تأطير هذه الفئات الموهوبة وصهرها في المشهد الثقافي والإبداعي الوطني والقومي.
وزاد د. الطويسي إننا نبحث عن خطط جديدة واستراتيجيات لما بعد هذا الوباء، مبينا أنه لا يمكن أن يكون بمعزل عن تخطيط أكثر اتساعًا وشمولًا، محليًا وعربيًا من أجل تعميم التجربة أولًا، والاستفادة من المشاريع والتجارب العربية التي خلصت إليها العديد من الحكومات العربية في ظل هذا الجائحة.
وأكد على إيلاء بعدي الحقوق الثقافية واستدامة قطاع الثقافة والعاملين فيه الرعاية المطلوبة، حيث وصلت البرامج الثقافية والفنية إلى الفئات الخاصة التي تحتاج الاهتمام في هذه الظروف، مثل دور إيواء المسنين والسجون والفئات المجتمعية التي لا يمكن الوصول إليها من خلال الخدمات الرقمية.
وعبر الوزير عن اهتمام الوزارة بالمساندة في حماية العاملين في حقول الثقافة والفنون، وهو ما وصفه بالتحدي الكبير الذي يثير القلق اذ ما استمرت الأزمة وطال أمدها.
وختم د. الطويسي إن علينا إعادة التفكير في استثمار الرأسمال الثقافي العربي في مواجهة الأزمات وحالات الطوارئ والكوارث، وأن يكون للثقافة المكانة الموضوعية في خطط الطوارئ وإدارة الأزمات.
وكان عقد اجتماعا استثنائيا عن بُعد للجنة الدائمة للثقافة العربية، بتاريخ 20 نيسان/ أبريل 2020، لممثلي الدول العربية لعرض ما تم من مبادرات من أجل احتواء التأثير السلبي للأزمة على المؤسسات الثقافية والمبدعين والمهنيين في قطاعي الثقافة والتراث بكل بلد.
وعاين الاجتماع الاستعداد لمرحلة ما بعد كورونا أولوية كبرى لحماية الموارد الثقافية والحد من هشاشة القطاع الثقافي ودعم دوره في التنمية المستدامة، وما يقتضيه ذلك من ثقافة مختلفة وخطة ثقافية عربية مشتركة وشاملة تأخذ بعين الاعتبار الدروس المستفادة من الأزمة والتحكم بتوظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصال في إنتاج المحتوى الثقافي.
وتناول تطوير الصناعات الثقافية والإبداعية الرقمية وفي إطار الإعداد الجيد للاجتماع الاستثنائي عن بعد للمشتغلين في الشأن الثقافي في الوطن العربي، ومراعاة لخصوصية التواصل على الخط الذي يتطلب التخفيف أكثر ما يمكن من الوقت باتجاه الضغط على الحيّز الزمني لفعاليّاته.