لا شك أننا الآن قد فهمنا معاني الأبيات أعلاه، وفسرت لنا الظروف مقاصدها إذا ما أسقطناها على ظروفنا الحالية والأحداث التي يرتقبها سكان الأرض جراء فيروس الكورونا المستجد ودخوله الغريب على مجريات حياتنا اليومية.
عندما تعود بنا الذاكرة إلى الزمن الماضي، حينما كنا نسمع من أجدادنا القصص والروايات عن ماضيهم والأحداث التي مرت عليهم ويروونها لنا، كانت جميعها أحداث تمر على مخيلتنا مرور الكرام، ولكن الملفت للنظر وهذا العام تحديداً، هو قدوم العيد بشكل لم نألفه من قبل، أو سمعنا به حتى في سابق الزمان.
كانت أكبر آمالنا أن يمر العيد وقد جهزنا الألعاب والملابس الخاصة للعيد ووضعها تحت الوسادة، حتى تبقى مرتبة، ونصحو لنجدها جاهزة لارتدائها، ومن ثم ممارسة صقوس العيد من لهو ولعب ومعايدات وحلوى، حيث يكون يوم استثنائي يخلو من كل قواعد الإلتزام وكأنه فرصة للتحرر من قيود الإلتزام بقوانين البيت.
هذا العيد استثنائي وشكل لدينا حالة من الإرتباك والفوضى، وقلب كل شيء رأساَ على عقب ، وأفسد كل برامجنا المعتادة، وربما سيحرم الكثير من لقاء أحبتهم وتبادل تهاني العيد بشكل طببعي، لأن هذا العيد جاء برفقة وباء قاتل، وفيروس غريب غزا العالم من كل صوب، ودخل كل شبر على الأرض عنوة ولم يستأذن أحد ولم يعطي الفرصة لأحد أن يعيش حياته دون منغصات، وحزن كبير خيم على بعض الدول ونسيت فرحة العيد، بل لم يعير البعض اهتماماً لقدومه، وكل همه البقاء على قيد الحياة، وحماية الأهل والأحباب والتخلص من هذا الضيف الثقيل.
ومع كل كميات الحزن والألم، والترقب والخوف من القادم، إلا أن هناك فسحة من أمل تلوح في الأفق، وضوء بعيد ولكنه يؤنس النظار، يهدي الأنفس إشارات وبشارات بأن هذه الغيمة ستذهب وستأخذ معها كل كميات الألم والخوف المحملة بها، وتلقي بها في غياهب النسيان، ولسوف تنزل رحمات الله وفرجه على الأوطان وكل موجوع، ودائما الفرصة متاحة لنعود كما كنا، ولكن يختلف الوضع هنا بأن الدرس قوي ونحتاج للاستفادة منه، ونسأل الله أن يرفع هذه الغمة عن أمتنا الإسلامية والعربية والإنسانية جمعاء، وكل عام والجميع بخير وبمأمن من شر هذا الوباء.