رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

أعلام في الإعلام الاردني .. "الإعلامية عبيدة عبده"

أعلام في الإعلام الاردني .. الإعلامية عبيدة عبده
تقرير تعريفي وحواري + فيديو 

جوهرة العرب - ماجد عبدالله الخالدي

يرتكز المجال الإعلامي بشكل رئيس على ابجديات وأسس وقواعد ، لتحقق الرسالة الإعلامية السامية ، ومن أبرز تلك القواعد : المهنية ، والوضوح ، والشفافية ، والتأثير المجتمعي "الجماهيرية" . 

وتعد قاعدة التأثير المجتمعي "الجماهيرية" من اهم متطلبات النجاح للمؤسسة الإعلامية والعاملين بها ، ذلك من خلال مدى تأثير المؤسسة أو الإعلامي العامل بها بالمجتمع ، وجذب أنظار المتابعين صوبه .

وهناك اعلاميون ، في الوسط الإعلامي الأردني تحديدا ، استطاعوا من خلال تأثيرهم بالمجتمع توثيق مواقيت عرض برامجهم كأوقات مقدسة لا يمكن الانشغال عنها من قبل المتابعين ، وفي هذه الفقرة نسلط الضوء على منارة إعلامية في سماء الوطن ، رسمت اجمل صور النجاح ، وكانت علامة فارقة في كل مؤسسة إعلامية تنتمي لها . 

الإعلامية الأردنية عبيدة عبده ، منارة تألقت عبر شاشات العديد من القنوات الفضائية ، وتمكنت من بناء علاقة ودٍّ وترابط مع أفراد المجتمع ، من خلال تميزها المهني أولا ، ومتابعتها الدؤوبة للقضايا الهامة التي تعني المجتمع وتهم المواطن بشكل مباشر ، ونظرا لتلك العلاقة المتينة ما بينها وبين الجمهور ، خاصة في برنامجها "كلام صريح " الذي كان يبث مباشرة على شاشة الاردن اليوم ، اصبحت عبيدة شخصية مؤثرة في المجتمع الأردني بشكل عام والإعلامي بشكل خاص . 

معلومات عامة عن منارة إعلامية ..
 
ولدت عبيدة يوسف عبده في العاصمة السعودية "الرياض" ، وتميزت واجتهدت في دراستها ، فحصلت على شهادة الثانوية العامة "التوجيهي" الفرع الأدبي بمعدل (87.1) من المدارس النموذجية العربية في عمان ، والتحقت بجامعة اليرموك لإكمال دراستها الجامعية بكلية الصحافة والإعلام بعزم وتشجيع والدها رحمه الله ، وتخرجت بتقدير جيد جدا . 

واصلت عبيدة المسيرة العلمية لإكمال دراساتها العليا ، فحصلت على شهادة الماجستير في "دراسات المرأة" من الجامعة الأردنية بتقدير امتياز .

الخبرات العملية ..

وإكمالاً للتميز والتفوق العلمي ، شهدت المسيرة العملية لـ "عبيدة عبده" ، تميزاً لافتاً أيضاً ، إذ لم تسجل تلك المسيرة أي توقف عن العمل ، نظرا لكون صاحبتها محط أنظار غالبية المؤسسات الإعلامية .

وفيما يلي ملخص لأبرز المحطات التي عملت بها "عبيدة" ، خلال مسيرتها العملية : 
 

* معدة ومقدمة برنامج "كلام صريح" على شاشة الأردن اليوم الفضائية ، وهو البرنامج الوحيد الذي عالج قضايا حقوق الإنسان على الشاشة الأردنية ، حيث استضافت الاعلامية عبيدة عبده الحالات الإنسانية وصناع القرار والمسؤولين لإيجاد الحلول لأكثر الفئات تهميشا وصون الحقوق والحريات ، وتقصي الحقائق والقضايا الشائكة من الميدان على مستوى المملكة.

* معدة ومقدمة برنامج "كلام خاص" على شاشة قناة سفن ستارز الفضائية ، ناقش البرنامج المواضيع الاجتماعية والقانونية ورسم السياسات وانعاكاسها على المواطنين بتعزيز الحقوق ومعالجة التحديات.

* معدة ومقدمة برنامج "تنافس القبة" خلال فترة الإنتخابات لمرشحي مجلس النواب الثامن عشر على شاشة سفن ستارز الفضائية .

* كاتبة ومحررة صحفية في مجلة ليالينا .

* إعداد وتقديم برنامج "أضواء مع عبيدة" : برنامج إذاعي أسبوعي حواري  يختص بقضايا النوع الإجتماعي والمرأة عبر أثير راديو البلد لاربع سنوات متتالية.

* موجهة لطالبات الجامعة الأردنية ضمن مشروع دولي "أنا هنا" / الوكالة الألمانية GIZ .

* ضابط اعلام في قسم الاتصال والعلاقات الدولية في المجلس الأعلى لشؤون الأشخاص المعوقين مع الأمير مرعد بن رعد بن زيد .

* مستشارة و باحثة في مركز دراسات المرأة -الجامعة الأردنية – بالتعاون مع جمعية القضاء والقانون الأمريكي ABA . 

* العمل ضمن فريق إعداد البرنامج الحواري "نبض البلد" قناة رؤيا الفضائية .

* إعداد الدراسات الاجتماعية خاصة البحوث النوعية المختصة بقضايا النوع الاجتماعي في الحياة العامة (الجندرية) وقضايا المرأة . 

* عضو مركز عمان لدراسات حقوق الإنسان .

* ناشطة في حقوق المرأة والعمل العام والأمن الفكري .

* المشاركة بمؤتمر الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جينيفا، سويسرا - 2018 ، يناقش الاستعراض الدوري الشامل لحقوق الإنسان الخاص بالأردن. 

*مستشارة اعلامية  في مؤسسات المجتمع المدني على القضايا الحقوقية. 

الانجازات ..

وتقديرا لجهودها العملية المتميزة ، كُرِمت عبيدة عبده على مجهودها في المجال الإعلامي بشكل عام والقضايا المجتمعية بشكل خاص ، وأهم الانجازات التي حصلت عليها : 

* تكريم إدارة مكافحة المخدرات تقديرا لجهودها في تسليط الضوء على قضايا المخدرات ومكافحتها . 

* افضل صوت اذاعي في مهرجان تكريم الاعلاميين الاردنيين الشباب الاول .

* تكريم جمعية المذيعين الأردنيين تقديرا لجهودها المتميزة في العمل الإعلامي وخدمة المجتمع الأردني .

* تكريم جمعية حماية ضحايا العنف الأسري تقديرا لجهوها وعملها الدؤوب في تسليط الضوء على قضايا الطفل والعنف الأسري .

"حوار جوهرة العرب مع عبيدة عبده" ..

وبعد الحديث عن مسيرة الإعلامية عبيدة عبده المليئة بالعطاء والانجازات والتميز ، نطرح الآن مجموعة من الاسئلة على الزميلة عبيدة : 

س : هل كان التوجه للمجال الإعلامي رغبة وطموح ، أم واقع وجدتي نفسك امامه ؟ 

ج : التوجه لعالم الإعلام كان رغبة منذ الصغر وطموح وأمنية أن أعمل في مجال الإعلام وان اكون مذيعة تقدم البرامج واكون قريبة من الناس عبر الشاشة المرئية في مجال الإعلام ، شاءت الأقدار وتحققت الأمنيات بالرغم من اصرار والدي على دراستي للقانون عند صدور نتائج الثانوية العامة حينها ، وقام والدي حينها بتعبئة طلب الالتحاق بالجامعة باختيار تخصص القانون في جميع جامعات المملكة بجميع خانات الطلب ، طلبت منه إضافة تخصص الصحافة والإعلام وقام بإضافتها مجاملة لي ، وشاء القدر ان تتحقق امنيتي بدخول تخصص الصحافة والإعلام بجامعة اليرموك ، وبقي بنفس الحماس يشجعني في المجال الذي تمنيته منذ الصغر . 

س : ما هو اصعب موقف وجدتِ نفسك أمامه في المجال الإعلامي ، أمام الشاشات أو في الميدان , وكيف تجاوزتِ ذلك الموقف ؟ 

ج : من اصعب المواقف التي وجدت صعوبة بتقديمها العمل الميداني وذلك لانك تعيش الواقع الحقيقي لحال المظلومين الذين يشعرون بالغبن وعدم الحصول على حقوقهم ، في مكان سكناها ، ومن قلب المعاناة ، تلك هي البيئة الحقيقية التي تتحدث بكل صدق عن واقع الحال وبالذات للفئات المهمشة واصعبها مواجهة انسان تنزل دمعته ولا يستطيع ايقافها وهم "الاطفال ذوي الاعاقة" .

وكنت أتجاوز تلك المواقف بدعم كادر العمل وعلى رأسهم رئيس مجلس إدارة قناة الاردن اليوم السيد محمد العجلوني الذي كان يعطينا الحماس والدعم للنزول الى الميدان ونقل الواقع الحقيقي دون ان نخشى اي شيئ ، كان يعطينا قوة وقدرة وطاقة ودافع قوي لنكون صادقين وواضحين مع الجميع ، وهذه السمة تميزت بها  قناة "الاردن اليوم " . 

س : ما هو سبب توجه عبيدة عبده لمجال القضايا المجتمعية وقضايا المرأة ؟ 

ج : سؤال هام جدا ، توجهت لمجال القضايا المجتمعية وقضايا المرأة نظرا للاساس الأكاديمي ، عندما اكملت دراسة الماجستير دراسات المرأة ، وجدت ان هذه القضايا بحاجة الى البحث بشكل اكبر واهتمام اكثر في الميدان ، قمت بدراسة تلك القضايا والتعمق بكتابة الابحاث عنها ، ومن خلال الدراسة وجدت ان هناك اشكاليات حقيقية تعاني منها النساء ويعاني منها الأطفال وكبار السن وذوي الإعاقة وايضا الرجل تهضم حقوقه في مجتمعنا  . 

كنا دوما ننادي على ان المرأة نصف المجتمع ، لكن وجدت ان الامور مجرد تنظيرية ، حقيقة الأمر ان المرأة ما تزال تظهر بمظهرها الخارجي وموقعها ان كل شيئ على ما يرام وبالنسبة لها من حيث التعليم والعمل ، لكن داخليا هناك ضغوط واعباء تتحدث عنها او لا تتحدث عنها المرأة ، لكنها اعباء "مسكوت" عنها ولا يوجد بها اي نوع من أنواع العدالة . 

س : كيف استطاعت عبيدة عبده التأثير على المشاهد ؟ 

ج : لا يوجد استطاعة معينة ، ولكن للأمانة كانت هناك مبادئ اعمل بناءا عليها وهي : الصدق والموضوعية الوضوح والثقة وطرح الوثائق  ، وعلى سبيل المثال في برنامج كلام صريح كانت تصل لنا اشكاليات مختلفة وقضايا منوعة ، لكن كان مبدأ القبول لأي قضية يعتمد على وجود وثائق وتقارير تثبت صحة القضية ، وليس فقط على اقوال ، لذلك نحن حافظنا على مصداقيتنا في البرنامج ، وحافظنا على ثقة المشاهد بنا ، وبالتالي هذه الثقة أدت الى تعزيز المشاهدة دائما لان المتابعين اصبحوا يعلمون ان اي قضية نقوم بطرحها تستند على بينات واضحة ومكتوبة وعلى شهود، والمتابعة مع الوزارات والمؤسسات الوطنية حسب قانون حق الحصول على المعلومات بالمؤشرات والبيانات ، وكأنها جلسة محاكمة لبيان الخطأ والصواب والتواصل مع صناع القرار ، وفي كثير من الاحيان كان يتم تصويب او تصحيح او تعديل قرار معين خلال الحلقة أو بالحلقة التي تليها ومنها تعديل الكثير من القوانين المتعلقة بالأحوال الشخصية، وقانون العقوبات، أو بتعليمات التعليم الدامج لذوي الاعاقة في المدارس النظامية، وايضا المطالبة بصون إعفاءات  مرضى السرطان  بعلاجاتهم في مركز الحسين للسرطان  ، والكثير من القضايا التي تم معالجتها مبنية على بينات ووثائق واضحة .

ايضا مسألة الحفاظ على خصوصية صاحب القضية او المعاناة كانت من أسباب النجاح بالنسبة لنا ، فقد كنا نعطيهم ضمانات بعدم كشف هويتهم او أي شيء يدل على شخصهم ، بالرغم من اننا كنا نعمل بشكل مباشر على الهواء ، لكننا كنا نقوم بتغطية الوجه كاملا وتغيير الصوت ، وحتى الآن لا احد يعرف هوية اي شخص طلب طرح قضيته مع الحفاظ على سرية الخصوصية . 

س : ما هي رسالة عبيدة عبده للمشاهد ؟ 

ج : فئات المشاهدين متعددة ، ورسالتي للمشاهد سواء أكان يشهد المشكلة او القضية التي نقوم بمعالجتها او كان يعاني من المشكلة او كان صانع قرار ، رسالتي لجميع الفئات ان تكون ردات الفعل على قدر من وعي المشكلة ، وان لا يكون هناك تحيز لموقف معين وانما يكون على الحياد في تحليله للمشكلة ، ودائما نحن نراهن على رصد وذكاء المشاهدين للقضايا المطروحة ، وايضا لاستضافة صانع القرار لايجاد الحلول المناسبة ، وعلى سبيل المثال في قضية مقتل الطفلة نيبال العام الماضي كنت اعلم ان المشاهد يتألم من رواية القصة ، ومن الوضع النفسي الصعب لاهل الطفلة رحمها الله، ولكن من واجبنا الإعلامي قمنا بتلبية طلب اهل الطفلة باستضافتهم ليكون برنامج كلام صريح منبرا لصوتهم ومعاناتهم . 

س : برنامج كلام صريح الذي كان يبث عبر شاشة الأردن اليوم الفضائية وهو من إعداد وتقديم عبيدة عبده ، برنامج تميز عن جميع البرامج من حيث الفكرة والمحتوى ، ما هو دور إدارة قناة الأردن اليوم وكادر العمل بنجاح وتميز هذا البرنامج ؟ 

ج : بداية أود ان اشير الى ان قناة الأردن اليوم كانت من المحطات العملية الهامة التي عملت بها ، أما فيما يخص برنامج كلام صريح ، فسبب النجاح يعود للمبدأ الذي قام عليه البرنامج ، وهو مبدأ المصداقية والوضوح والشفافية ، كما أن إدارة القناة وفرت لنا جميع متطلبات النجاح من معدات واجهزة وغيرها ، وأسرة عمل متميزة من زملاء  اكفاء على قدر عالٍ من المسؤولية في البرنامج .

اضافة لما اسلفت من اسباب للنجاح ، ايضا اود التنويه على ان فكرة البرنامج ومحتواه كانت من الاسباب الرئيسية لنجاحه ، إذ كان البرنامج الوحيد في الاردن الذي يطرح قضايا حقوق الإنسان على الشاشات الأردنية المحلية .  

ايضا من اسباب النجاح التعامل المباشر مع صناع القرار ، ومن هنا أود ان أهنئ كل صاحب قرار بادر بالاستجابة والحضور لبرنامج كلام صريح لأن ذلك ينم عن ثقته بعمله وادائه ويبادر سريعا لإيجاد الحلول المناسبة للقضية المطروحة  ، وهناك قلة كان لديهم التردد في الحضور وكنا نعلن عن عدم حضور اي مسؤول نقوم بدعوته ولا يلبي الدعوة . 


س : ضمن إطار الحرص المهني ، تتبنى عبيدة عبده رسالة مهنية للإعلام الأردني ، تهدف لإكمال النهضة الإعلامية والخروج بإعلام وطني مهني ، ما هو مضمون هذه الرسالة : 

ج : رسالتي للإعلام الأردني تأتي من منطلق الغيرة الوطنية والمهنية ، وتتلخص بمجموعة نقاط ، وهي : 

الإعلام هو السلطة الرابعة وذلك يحملنا مسؤولية الكلمة .

علينا رصد المعلومة ونقلها بمصداقية وموضوعية، وضمان حق الحصول على المعلومة بشفافية ونقل صوت المواطن من منبر يبحث عن الحقيقة لصون حقوق الناس .

دور الاعلامي صعب في تقصي الحقيقة، وبحاجة إلى ضمير حي .

حان الوقت لانتساب خريجي الصحافة والاعلام لنقابتهم بتعليمات جديدة تحميهم وتحمي حقوقهم اسوة بجميع نقابات المملكة .

وقبل النهاية اود أن اشكر الزميل ماجد عبدالله وموقع جوهرة العرب على تقصي المعلومة وذكاء الاسئلة .


كلمة الجوهرة للزميلة عبيدة ..

في الختام ، نقدم الشكر لمنارة الإعلام عبيدة عبده ، ونثمن الجهود التي تبذلها في سبيل خدمة الوطن والمجتمع ، ونؤكد من خلال تقرير "أعلام في الإعلام الأردني" وموقع جوهرة العرب الإخباري على ان مسيرة "عبيدة" المليئة بالإنجازات تستحق النظر والتأمل والاهتمام ، فتلك المسيرة كانت وما تزال نجمة ساطعة في سماء الإعلام الأردني ، الذي كان لـ "عبيدة" بصمة واضحة في نهضته .