رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

ملحمة المجد "قصّة الثورة العربية الكبرى" .. من كلمات المغفور له الشاعر سليمان المشّيني

ملحمة المجد قصّة الثورة العربية الكبرى .. من كلمات المغفور له الشاعر سليمان المشّيني
جوهرة العرب - الشاعر سليمان المشّيني

الأفق تغلفه الظلمهْ
وجدار يحتجز النجمهْ
كي تكتم أنفاس الأمّهْ
وسلاسل تعذيب ضخمهْ
وصدور تغلي بالنّقمَهْ

العيش ظلالُ دجى قاتمْ
فالقبضة فولاذ غاشم
والقسوةُ كابوس جاثم
والسوط وجلاّد ظالم
والحقد على الباغي عارِم

بَطْش إِرهاب تقتيلُ
دستورُ التركِ التنكيلُ
ظلم إعدام تمثيلُ
أحرار العُرب قد اغتيلوا
أَتُرى ليل الإفكِ طويلُ

الأعين ترنو للفجرِ
وتتوق إلى العيشِ الحرِّ
قد ضاقَتْ ذِرْعاَ بالأسرِ
فلتعبس في وجه الشرِ
لا خوف الآن من القبرِ

الموتُ لكي يحيا العربُ
وليُسحَق نذلٌ مغتصبُ
وتمزّق رايتَه القضبُ
فالأنفس جمر ملتهبُ
والثأر يؤججه الغضبُ

وانطلقت أصوات حرّهْ
دَوَّتْ رعداً أذكى شررهْ
تدعو الأحرارَ إلى ثورهْ
تردي المستعمر لن تذره
وتدك بقبضتها وكره

وأَهلَّ من الأفق سؤالُ
مَن قائدُ ثورتِنا قالوا
مَن تقفو خطاه الأبطالُ
لن يصلحَ إلا رئبالُ
تتجسّد فيه الآمالُ

فالتفَتَ العربُ إلى مكّهْ
وَرَنَوْا بقلوبٍ مرتبكهْ
لحسين عنوان الحِنكهْ
ليقود بجرأته الحركهْ
وينجي الضاد من الهلكهْ

وانطلقوا إلى رمز الأملِ
وانتظموا مِن خلف البطلِ
الحرِّ حسين شبلِ علي
والثائر في وجه الخطلِ

مِن أجل عقيدته ثارا
ولِسَحْقِ المستعمر سارا
لا يخشى القوة والنّارا
يتمنطق سيفاً بتّارا
ومضاء في الرّدعِ شرارا

ليثٌ في صورة إنسانِ
يحدوه سناء القرآنِ
وحسام صلب عدناني
يجتثّ جذور العدوانِ
ويدمّر صرح الطّغيانِ

وَأَطَلَّ التاسعُ من شعبان
فأصاخت بالسمع الأزمان
لتدوي الطلقةُ كالبركان
فيهب الصّيدُ إلى الميدان
يفدون بروحهم الأوطان

والأمّة في الوطن الأكبر
سارت خلفَ البطل القسور
ومضت خلف حسين تثأر
من علج باغٍ مستعمر
أمّتنا الحرة لَن تُقهَر

فالغاصب تدحره الأسدُ
وأوار الثورةِ يشتدُّ
فيشيب من الهول الولدُ
والطّامع قسراً يرتدُّ
ويفك عن العنق القيدُ

أمّتنا ثارت ثورتها
أمّتنا قالت كلمتها
شاءت أن تعلن وحدتها
وحسين خلّد نهضتها
والله تولّى نصرتها

وأفاق العملاقُ العربي
من بعد قرون من كربِ
فاهتزّ أساطينُ الغربِ
غدروا بالعهدِ بلا سببِ
مدّوا للقدسِ يدَ السّلبِ

أمْرُ الحلفاء قد افتُضِحا
مذ قال حسين بالفصحى
سوءتكم هذه لن تُمحى
من أجل فلسطين ضحّى
في قبرص منفياً أضحى
لكن حسيناً قد أبقى
ميراثاً من ظفرٍ حقّا
ذِكراً ملء الدّنيا عبِقا
للأمّةِ كي تسمو .. تَرْقى

يا أروع ذِكرى قوميّهْ
أَعْلَتْ رايات الحريَّهْ
صاغَتْ أهدافاً وطنيّهْ
وحقوقاً صانَتْ شَرْعيَّهْ

وثّقت الماضي بالحاضر
خلّدت التاريخ الزّاهرْ
بدماء ميامين قساوِرْ
وَمَضا ابن علي الباترْ
حيّا المولى البطلَ الثائرْ