رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

النائب الدكتورة ردينة العطي تكتب : إعتقال المناضل سعيد ذياب توظيف سياسي لقانون الدفاع

النائب الدكتورة ردينة العطي تكتب : إعتقال المناضل سعيد ذياب توظيف سياسي لقانون الدفاع
جوهرة العرب - د.ردينة العطي

بسم الله الرحمن الرحيم

عندما كتبت مقالة حول التراجع الحكومي عن إستكمال مهام الإصلاح السياسي وأن الحكومة تعتبر أن موضوع الإصلاح السياسي ليس على أجندتها وحذرت من توظيف قانون الدفاع للتراجع عن المكتسبات السياسية رغم الأشتراطات الملكية ، وقلت أيضا بأن الحكومة ليس فقط تغييب ملف الإصلاح السياسي وإنما تتراجع عن بعض مكتسبات التحول السياسي وضربت مثلا على ذلك بما يجري بين الكواليس من سعي في الخفاء من أجل دمج وزارة الحكم المحلي مع وزارة الداخلية أي إعادة وزارة مهمتها تمكين مشروع اللامركزية وعمل مجالس المحافظات المنتخبة ديمقراطيا إلى وزارة أمنية يعين وزيرها من قبل الحكومة  رفضت بعض الصحف نشر المقال. ولكنني نشرته على صفحاتي في المواقع
والآن وبعد إعتقال المناضل الكبير الدكتور سعيد ذياب أمين عام أحد أعرق و أهم الأحزاب اليسارية الأردنية حزب الوحدة الشعبية والتحقيق معه رغم مشاكله الصحية وما يشكله من رمزية وطنية من خلال مواقفه المبدئية وثوابته القومية المعروفة لنا جميعا
 لمصلحة من يتم اعتقاله؟!!!!
لمصلحة من عدم الأخذ في الاعتبار البعد الإنساني ؟!!
 فهو كبير في السن ومريض أيضا في الوقت الذي يجهد فيه جلالة الملك المفدى لمشروع دولي يقوم على أنسنة السلوك السياسي للدول لما  أفرزته الجائحة من عفن سياسي في العلاقات الدولية
من هنا أعيد طرح السؤال الكبير لمصلحة من هذا التراجع عن التحول الديمقراطي وعن منظور الاستراتيجية الملكية للتمكين الديمقراطي في ظل حكومة جاءت نتيجة لذلك التحول ومساهمة الدكتور ذياب شخصيا من خلال حزبه في دعم وإسناد حراك الرابع والذي كان العامل الحاسم في دفع الدكتور عمر الرزاز الى الواجهة ، هل هكذا تقرأ الحكومة حصانة الجبهة الداخلية وتكامل عناصرها الرسمية والوطنية لمواجهة مشروع الضم الصهيوني والذي يشكل خطرا وجوديا على الأردن وتصفية للقضية الفلسطينية من خلال نظام فريد من الفصل العنصري و الأبارتايد بسمات صهيونية جديدة 
إننا في هذه المرحلة المصيرية والتي جعلتنا في الأردن وفلسطين وحدنا نعم وحدنا "عربيا واسلاميا " في مواجهة هذا المشروع الصهيوامريكي
ونحن في أمس الحاجة الى رص الصفوف و تعميق الوئام المجتمعي والوحدة الوطنية وتوظيف الحالة الوطنية الجامعة والاستعداد الرسمي والشعبي التي أفرزته المواجهة مع جائحة كورونا وتطوير أدوات الأستجابة السياسية والمدنية وخارطة طريق وطنية شفافة ترسم تقاسم الأدوار وتكاملها في مواجهتنا الكبرى كما يريدها ويراهن عليها جلالة الملك المفدى 
وأن نقدم نموذجا شموليا في تطوير ومضاعفة أوراقنا الرابحة و أسلحة المواجهة في أم معارك الهوية والوجود الأردني والفلسطيني للفكاك من ذلك التلاحم المصيري بين الشعبين المعمد بالدم والخلاص من  الأردن  ورسالته العروبية والقومية والروحية التي رسختها القيادة الهاشمية على مدار التاريخ وتجلت بأبها صورها من خلال ما أحدثه جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المفدى من  أستهداف للوعي المجتمعي بأن الأوطان لا يمكن ان تحقق أهدافها وطموحاتها إلا من خلال توسيع دائرة المشاركة السياسية في صنع القرار و إحترام التعددية بكل أشكالها لأن تعدد الخلائق ووحدانية الخالق هي سمة الوجود  .