لطالما نظر الانسان الى مواقع التواصل الاجتماعي بعين من السخط ويعود ذلك الى سوء استخدام اغلبية الناس في الكثير من الأحيان لها، لكن الغريب في الامر ان تلك المواقع لم تكتفي بالنشر والتواصل وانما باتت علاجا وكأنها تقول لا غنى عنا بعد اليوم ..
دوما ما يشاع في مجالسنا أن التقاط الصور ونشرها باستمرار، يتسببان في ضعف الذاكرة، وتراجع القدرة عند الأشخاص على استحضار الذكريات، لأن من يلتقط الصور يكون مشتتا للغاية من أجل الحصول على الصورة الصحيحة بحسب ما فسرته البحوث العلمية .
ولما للذاكرة والذكريات من قدسية خاصة في النفس البشرية فهي تعتبر اثمن ممتلكات الانسان فقد طرحت مواقع التواصل كالفيسبوك والسناب وغيرها ميزة "في مثل هذا اليوم" والتي اعتبرها الخبراء "علاجا للذاكرة" وذلك من خلال استرجاع بعض الذكريات التي نشرها في ذات اليوم بالاعوام السابقة بملفه الشخصي .
يأتي الاشعار للمستخدم على غفله من امره فأما ان يحمل بطياته لحظات تنعش ذاكرته وتصب في أوردته الفرح واما تعاسه من لحظات حاول المستخدم مرارا وتكرارا ان يتنساها ليصل الى نتيجه الادراك حينما يتمعن بها ان لا يمكن الحذف للمواقف من سجلات الزمن وانما تجاوزها .
اليوم تبقى الذكريات الرقميه بين مؤيد ومعارض فمن ضمن الملايين من المشتركين يأيدون تلك الخاصيه لما لها من اثر طيب بقلوبهم واخرون يعارضونها فقد تترك ندوبا في النفس لتؤثر سلبا على حياتهم ، فعلى الصعيد الشخصي فأني احارب تلك الميزة بامنيتي الدائمة بمقاضاة الفيسبوك كلما تلقيت اشعار منها تذكرني بجدتي المتوفية من خلال استرجاع بعض الصور لنا مؤمنه تماما انني ساكسب بتلك القضية لما يتركه اشعار الذكريات ذاك اثرا نفسيا لدي .
وفي النهاية يبقى السؤال "هل فعلا ميزة الذكريات الرقمية قد تخلق فرحا او وجعا ام انها مجرد ظنون واستنتاجات ؟"