لا أدري إن كان المهندس عاطف الطراونة متورطاً أو غير متورط.. حتى وإن كان متورطاً فعلاً بفساد او تهرب ضريبي أو استغلال للسلطة .. فهو ليس أول الفاسدين ولا الأكثر فساداً بينهم .. هناك آخرون سبقوه وأكثر فساداً منه بكثير .. لم تتم مساءلتهم أو الاقتراب من ساحتهم .. وها هم يتبخترون في شوارع عمان نهاراً جهاراً .. غير آبهين بالحرب التي تدعي الحكومات بأنها تشنها عليهم وغير مهتمين بنظرات الاحتقار التي ينظر بها الناس إليهم من خلف حجاب !!!
هل نحن امام قضية مكافحة للفساد او التهرب الضريبي .. أم اننا نشهد حالة اغتيالٍ لشخصية وطنية .. ولماذا كل هذا التشهير والتعزير وفي هذا الوقت بالذات .. من هي الجهة التي تقصد الاساءة لمواطن أردني محترم وشخصية اعتبارية تترأس مجلس النواب !!
هناك من يقول بان شركات عاطف الطراونة وأخوته استحوذت على حصة كبيرة من العطاءات الحكومية .. وما كان ذلك ليحدث لو لم يكن عاطف رئيساً لمجلس النواب .. قد يكون ذلك صحيحاً وقد لا يكون .. وإن صح .. فما ذنب عاطف فيه !! أليست المؤسسة الحكومية المسؤولة عن طرح العطاءات وإحالتها على الشركات المؤهلة هي التي تتحمل المسؤولية !!
ثم لماذا لا يكون لشركات الاخوة الطراونة نصيب من هذه العطاءات.. لا سيما انهم أصحاب مهنة وكارٍ .. توارثوه عن والدهم -رحمه الله- الذي كان من كبار المقاولين الاردنين لسنوات طوال .. وثروتهم متوارثة أيضاً وليست طارءة كثروات آخرين فاسدين يسكنون اليوم في قصور وفلل بعد ان كانوا بالأمس القريب يقيمون في شقق صغيرة ومتواضعة كشقتي !!
لا أعتقد أن لإسرائيل وأجهزتها الاستخبارية -كما يقول البعض- أي دور في الهجمة على الرجل !! فأن يهاجم رئيس البرلمان الأردني اسرائيل وسياساتها وغطرستها.. لا يهز ضميرها ولا يحرك سبلة قمح في سهول مرج بني عامر التي سرقتها من أصحابها الشرعيين .. فإسرائيل أتفقت معنا على ان نقول ما نريد وأن تفعل هي ما تريد ...
جميعنا مع محاربة الفساد ولا احد منا يدافع عن الفاسدين .. والكل منا يطالب بالضرب بيد من حديد لكسر ظهر الفساد وإنقاذ البلاد من قبضة الحرامية والسُرّاق .. شريطة أن لا تكون محاربة الفساد انتقائية تستهدف أشخاصاً دون غيرهم وسيفاً نشهره بوجه من نريد .. ونعيده الى غِمده في حضرة من لا نريد ولا نكيد !!
فإما أن نكون جادين في محاربة الفساد .. أو ان نترك الحبل على الغارب ونفوّض أمرنا لرب العباد ليكون لهم بالمرصاد .. فمحاربة الفساد بهذه الطريقة هي أكبر واخطر فساد !!!