من المتوقع أن يشهد قطاع البناء في المملكة العربية السعودية تعافياً أسرع مع زيادة استخدام تقنيات وإمكانات الطائرات المسيرة بدون طيار "الدرونز" في عمليات البناء، وذلك مع اتباع الإجراءات الوقائية اللازمة للحفاظ على صحة وسلامة عمال البناء.
جاء ذلك وفقاً لشركة فالكون آي درونز، وهي الشركة الأولى والرائدة في مجال حلول وتكنولوجيا الطائرات بدون طيار "الدرونز"، وتكنولوجيا المعلومات، والتحول الرقمي، حيث أكد ربيع بو راشد الرئيس التنفيذي للشركة، أن الدرونز تمثل بديلاً فعالاً في عمليات البناء في المملكة العربية السعودية التي ازدهر قطاع البناء فيها على مدى السنوات الماضية.
وقال ربيع بو راشد: "فرضت أزمة كورونا تحديات صعبة على قطاع البناء السعودي الذي لطالما تطلب عدداً كبيراً من عمال البناء. وفي ظل الجهود الحثيثة التي تبذلها المملكة العربية السعودية لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد، يمكن لشركات البناء توظيف تقنيات وإمكانات الدرونز في عملياتها ذلك أنها تمثل بديلاً مبتكراً يساهم في ضمان استمرارية المشاريع والحفاظ على سلامة العمال والمجتمع بشكل عام."
ووفقاً لأحدث التقارير الصادرة عن وزارة الإسكان السعودية، فإن قطاع البناء والإسكان قد شهد نمواً ملحوظاً بنسبة 8.03٪ بعد تنفيذ المشاريع الكبرى، تماشياً مع رؤية المملكة 2030. وقد ساهم القطاع في زيادة الناتج المحلي الإجمالي للمملكة بنسبة 12.6٪. وعلاوة على ذلك، فقد ذكر التقرير أن "الربع الأول من عام 2020 قد شهد العديد من التطورات الإيجابية في القطاع العقاري والسكني".
وشدد ربيع بو راشد أن استخدام الدرونز سيساهم في المحافظة على قوة وزخم الحركة في قطاع البناء لا سيما في ظل توجه شركات البناء في دول الخليج إلى توظيف تقنيات وإمكانات الدرونز في إنجاز المشاريع وذلك مع اتباع الإجراءات الوقائية للحفاظ على صحة وسلامة العمال، مشيراً إلى أن الدرونز تساهم في تنفيذ عمليات البناء بشكل أسرع وأكثر دقة من الطريقة التقليدية.
توفير الوقت والتكلفة
بهذا الصدد، أوضح ربيع بو راشد أن الدرونز يمكنها أن تساعد في خفض التكلفة بنسبة تصل إلى 11.8٪ فيما يتعلق بمراقبة عملية البناء، ذلك أن تقنياتها تتيح لها رصد الأخطاء بشكل منتظم. وأشار إلى أن قدرة الدرونز على مراقبة حالة البناء من خلال الرحلات المتكررة والخرائط الجوية عالية الدقة يمكن أن تساعد مديري المشروع على تحديد التحديات المحتملة بسهولة قبل أن تكلفهم الكثير.
كما نوه ربيع بو راشد إلى أن الدرونز يمكنها أن توفر خمس ساعات في الأسبوع من وقت الموظفين الذي قد يضيع في اجتماعات غير ضرورية، مشيراً إلى أنها تخفض من العمل اليدوي بنسبة 25٪.
وعندما يتعلق الأمر بالحصول على مستجدات حول المشاريع، أكد ربيع بو راشد أن الدرونز تساعد المطورين على توفير ساعات أو حتى أيام للتخطيط للموقع. وأضاف أنه قبل وجود الدرونز، كانت الشركات تحتاج إلى استئجار طائرة هليكوبتر والتحليق فوق المناطق لمجرد التقاط الصور ورسم خريطة الموقع. والآن باستخدام تقنيات الدرونز، يمكن للمقاولين جمع البيانات المطلوبة في غضون دقائق، مما يقلل حجم إهدار الوقت بنسبة 18.4٪.
علاوة على ذلك، ذكر ربيع بو راشد أن استخدام الدرونز في عمليات البناء سيعزز من أداء وإنتاجية العمال وجميع القائمين على المشروع، ذلك أنها تساهم في تقليل مدة جمع البيانات بنسبة 32٪ وزيادة سرعة إعداد التقارير بنسبة 25٪.
الدقة والحفاظ على السلامة
بهذا الخصوص، أوضح ربيع بو راشد أن العديد من شركات البناء تتوجه نحو استخدام الدرونز في عملياتها ليس فقط بسبب الوقت والتكلفة اللذان توفرهما، بل ولأنها تساهم في الحفاظ على صحة وسلامة المقاولين وعمال البناء أيضاً.
وقال ربيع بو راشد: "إن قدرة الدرونز على العمل دون تدخل العنصر البشري وتوفير بيانات أكثر دقة تساهم بشكل كبير في مراعاة تدابير السلامة في عمليات البناء، لا سيما في هذه الفترة التي يواجه فيها العالم بأكمله أزمة صحية."
وفيما يتعلق بفحص موقع البناء، قال ربيع بو راشد إن الشركات لم تعد بحاجة إلى جمع عدد كبير من العمال وقضاء عدة أيام لتقييم كل نقطة من المشروع، الأمر الذي غالباً ما يعرض عمال البناء إلى خطر السقوط من أماكن مرتفعة.
ونظراً لقدرة الدرونز على مسح أخطر الأماكن في موقع البناء في غضون دقائق، يمكن للمقاولين مشاهدة مقاطع وبيانات مفصلة ودقيقة من مكاتبهم. كما يمكن للدرونز أن ترسل بيانات محدثة مباشرة إلى جهاز الكمبيوتر وذلك لتسريع وتيرة العمل على المشروع.
وختم ربيع بو راشد بالقول: "إنني على ثقة من أن قطاع البناء السعودي سيشهد مزيداً من النمو والتطورات الإيجابية مع استخدام الدرونز في عمليات البناء. يعود السبب في ذلك إلى المزايا التكنولوجية التي تتمتع بها الدرونز، والتي تلعب دوراً حيوياً في توفير التكاليف غير الضرورية والوقت والجهد على شركات البناء. كما أن الدرونز قادرة على توفير بيانات أكثر دقة في مدة لا تتجاوز الساعة الواحدة."