وفي الواقع، تعد دولة قطر أول دولة خليجية تتسلم فيها امرأة منصباً وزارياً، وذلك في العام 2003، بعد تعيين شيخة المحمود وزيرة للتربية والتعليم، وتلاها تعيين وزيرة للصحة عام 2008.
ولعل الأمثلة على قيادة المرأة في قطر لجهود التصدي لفيروس كورونا ومساهمتها في مكافحة الفيروس عديدة وكثيرة حيث برز هذا الدور بشكل جلي من خلال وقوف الطبيبات والممرضات القطريات والمتطوعات والاداريات صفا واحدا أمام هذه الجائحة ليشكلن بعلمهن وعملهن الدؤوب درعا وطنيا يحمين به كافة أفراد المجتمع.
وأكدت قياديات قطريات يعملن في الصفوف الأولى للتصدي لجائحة كورونا في تصريحات صحفية لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ على الدور الكبير الذي تؤديه المرأة القطرية في هذا الظرف الراهن سواء كانت ربة منزل أو في الصفوف الأمامية لمواجهة الجائحة.
وقالت الدكتورة منى المسلماني المدير التنفيذي لمركز الأمراض الانتقالية بمؤسسة حمد الطبية، أن المرأة القطرية أثبتت على الدوام قدرتها على كسب الرهان وكسر كل التحديات وذلك بفضل التكوين الاجتماعي والتعليمي الذي تلقته.
كما أكدت أن اهتمام الدولة بالعنصر النسائي وتأهيلهن كان له الأثر البالغ في احتلالها مكانة مرموقة في المجتمع القطري حيث باتت المرأة القطرية تقف الى جانب الرجل وتبذل العطاء والجهد في مجال عملها.
ولفتت الى ان جائحة كورونا الحالية أبرزت الدور المهم الذي تلعبه المرأة القطرية وقدرتها على تقديم الإضافة النوعية ضمن الكوادر الصحية العاملة في تقديم العلاج للمرضى المصابين.
واوضحت ان مركز الامراض الانتقالية بمؤسسة حمد الطبية يزخر بالعديد من الطاقات القطرية من طبيبات وممرضات وفنيات مختبر واداريات ساهمن كل من موقعه في جهود التصدي لفيروس كورونا.
وشددت على أن الدعم الذي تلقاه المرأة القطرية من قبل القيادة الرشيدة للدولة والتشجيع كانت كلها اسبابا لتألقها وتميزها في كل المواقع التي تعمل فيها.
بدورها قالت الدكتورة هنادي الحمد المدير الطبي لمستشفى الرميلة ومركز قطر لإعادة التأهيل بمؤسسة حمد الطبية ان جائحة كورونا أبرزت العديد من الحلول الجديدة لتقديم الرعاية الطبية للمرضى خاصة من كبار السن حيث عملت الكوادر الصحية على ابتكار نماذج جديدة لتقديم الرعاية لأفراد المجتمع في منازلهم دون الحاجة الى مراجعة المرافق الطبية وذلك لحماية من مخاطر انتقال العدوى.
واوضحت الدكتورة هنادي وهي تشغل أيضا منصب قائد برنامج الشيخوخة الصحية في الاستراتيجية الوطنية للصحة، أن الفرق الصحية التي تعمل في تقديم الرعاية الصحية تضم عددا كبيرا من الكوادر القطريات اللاتي يعملن بلا كلل ولا ملل في تقديم أفضل الرعاية الطبية للمرضى.
وقالت "تضم الفرق الطبية طبيبات وممرضات وإخصائيات قطريات في مجالات متعددة حيث يقدمن رعاية تخصصيات فائقة الجودة لأفراد المجتمع خلال هذه الجائحة بفضل ما تلقينه من تدريب وتعليم مستمر".
واكدت ان المرأة القطرية تمكنت في هذه الفترة من اثبات قدرة كبيرة على العمل بكل جهود واخلاص في مثل هذه الأزمات بل واستطعن ايجاد حلول ابتكارية لطرق جديدة في تقديم الرعاية الطبية للمجتمع رغم جائحة كورونا.
ومنذ بداية جائحة فيروس كورونا شكل أبطال الجيش الأبيض خطا منيعا لحماية المجتمع من الفيروس، وكانت المرأة القطرية تتصدر الصفوف الأولى دائما مع الرجل في بذل كل ما هو ممكن للتصدي للفيروس.
وفي هذا الإطار تقول الدكتورة جميلة العجمي المدير التنفيذي لإدارة مكافحة العدوى بمؤسسة حمد الطبية أنه على مر السنوات أثبتت المرأة القطرية قدرتها على الصمود والتضحية وتقديم كل الجهود الممكنة في سبيل رفعة وطنها.
واوضحت ان أزمة جائحة كورونا شكلت تحديا للمرأة القطرية استطاعت معه اثبات قدراتها العلمية والعملية حيث وقفت بكل قوة سدا منيعا وتصدرت الصفوف الاولى في القطاع الصحي لمكافحة هذا الفيروس.
واشارت الى ان النظام الصحي في قطر يزخر بالطاقات القطرية الشبابية النسائية واللاتي يعملن في عدة مواقع سواء الطبية او الفنية او التمريضية ويبذلن كل ما في وسعهن لحماية المجتمع من مخاطر الفيروس.
بدورها أكدت الدكتورة إيناس الكواري رئيس قسم المختبرات الطبية بمؤسسة حمد الطبية على أن المرأة القطرية تميزت دائما في كل المواقع التي تشغلها، وأن جائحة كورونا أبرزت هذا الدور العظيم الذي تقدمه المرأة القطرية في المجال الصحي.
وأوضحت ان مختبرات مؤسسة حمد الطبية تضم العديد من النساء القطريات من طبيبات وإخصائيات مختبرات اللاتي يعملن على مدار الساعة في جهود التصدي لجائحة كورونا من خلال الفحوصات الكثيرة والمستمرة التي تجريها المختبرات للكشف عن الفيروس.
وشددت على ان القيادة الحكيمة للبلاد راهنت على المرأة القطرية منذ البداية وقدمت الحكومة كل الدعم لها وبالتالي نحن اليوم نحصد ثمار هذا الاستثمار في العنصر النسائي القطري ونجد المرأة القطرية تعمل الى جانب الرجل في الصفوف الامامية في جهود التصدي لجائحة كورونا.