رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

المكتب الثقافي والإعلامي ینظم جلسة حواریة ( قیمنا والطریق إلى المستقبل )

المكتب الثقافي والإعلامي ینظم جلسة حواریة ( قیمنا والطریق إلى المستقبل )
جوهرة العرب

استضاف المكتب الثقافي والإعلامي بالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، الدكتور سعید الطنیجي مستشار أسري و تربوي، والكاتب الشاعر طلال الصابري، في جلسة حواریة بعنوان " قیمنا والطریق إلى المستقبل" لمناقشة تأثیر التكنولوجیا بكافة أشكالھ ورسائلھ على مجتمعاتنا في العصر الحالي، والتطور الھائل الذي یسود العالم ، والثورة الرقمیة غیر المسبوقة ، وتأثیر ھذا التطور على القیم الاجتماعیة وثقافة الفرد وأنماط السلوك، وكذلك محاكاة التطور الثقافي والانفتاح على الثقافات الأخرى، والعلاقة بین الإنسان والأدوات التكنولوجیة.
أدارت الجلسة الحواریة التي تمت عن طریق برنامج زوم، عائشة عثمان، نائب مدیر مجلة مرامي الإلكترونیة.
وقد أشادت الجلسة باھتمام دولة الإمارات العربیة المتحدة بكل ما ھو جدید من تقنیات وتكنولوجیا في مختلف فروع الحیاة، بھدف تحقیق إسعاد الناس، وتوفیر أسھل متطلبات 
ومقومات الحیاة العصریة الرغیدة، وھو ھدف نبیل وسام، تحرص القیادات الرشیدة في الدولة الوصول إلیھ، ضمن استراتیجیتھا ورؤیتھا لاستشراف المستقبل، كذلك وصولا 
إلى العالمیة في التقدم والإبداع والتسامح والتطور بجمیع أشكالھ ومجالاتھ، وأیضا التحول نحو المعرفة والابتكار وتكنولوجیا المعلومات، والعصر الرقمي، والذكاء الاصطناعي.
وأكد الدكتور سعید الطنیجي على ضرورة مسایرة التطور التكنولوجي في المجالات كافة، لأن من دونھا لا یمكن إحراز التقدم والتطور والازدھار، وما كان لنا أن نتقدم ونحقق ھذه القفزات والإنجازات مالم نواكب مسایرة الركب، وانتھاج الطرق العلمیة. 
وقال: صحیح أنھا حصلت تحولات جذریة في شتى نواحي والمعرفیة الحدیثة المتطورة الحیاة بتأثیر التكنولوجیا والتقنیات ، مرورا بالتصورات الفكریة ، والقیم الأخلاقیة ، 
وأنماط السلوك ، وأفكار تقفز على الدور التقلیدي ، وتغییر بعض المفاھیم ، ولكن لم 
. یؤثر في قیمنا الثابتة
وفي مواجھة التحدیات من أثر التغیرات قال: لابد من التحلي بالقیم، وبالبعد الأخلاقي، 
والتمسك بالعادات والتقالید الحمیدة، وغرس المبادئ والقیم النبیلة في نفوس الأبناء منذ الصغر، وتربیتھم على الانتماء والولاء وتشجیعھم على التمسك بھویتھم، وتعزیز 
الخصوصیة التي تمیزھم عن غیرھم.
وركز الدكتور في حدیثھ على عدة قیم من أھمھا القیمة الروحانیة، والقیمة الذاتیة، 
وقیمة الأسرة التي تنبع منھا: الأخلاق والموروثات والعادات والتقالید، وأضاف الدكتور 
الطنیجي: عندما تكون الأسرة تعرف ربھا ومحافظة على دینھا وعباداتھا، ومخلصة 
لھویتھا وانتمائھا لوطنھا، نجد أن الذي نشأ في ھذه الأسرة یكون محصنا ضد كل ما قد 
یعوق مسیرتھ، والقیمة الذاتیة تجعلھ یبعد نفسھ عن سفاسف الأمور.
وذكر أن الشخص الناجح ھو الذي یمسك العصا من الوسط، ویوازن بین كفتي 
المیزان، یأخذ من التطور والعصرنة أجملھ، وكذلك یكون محافظا على قیمھ 
وأخلاقیاتھ، فلا غلو ولا افراط ولا تفریط في كلیھما، والتغییر السلیم ما یأتي من داخل 
الفرد نفسھ، أفضل من أن یأتي من الخارج بإجبار وإكراه.
واختتم الدكتور الطنیجي حدیثھ: لولا الانفتاح لما استطعنا أن نكمل التعلیم، وأن یستمر 
الأفراد في عملھم ووظائفھم من بیوتھم عن بعد، في ھذا الوقت.
الكاتب الشاعر طلال الصابري قال: لابد من مواكبة التطورات والمتغیرات، وتسخیر 
التقنیات والتكنولوجیا من أجل تحسین المستوى في شتى المجالات، فقد دخلت 
التكنولوجیا في مختلف الأماكن، في بیوتنا، والمؤسسات، وفي كل مكان، وبات من 
الطبیعي تعامل الأفراد معھا كبارا وصغارا، وبمستویاتھم العلمیة والفكریة، وقد 
استطاعت التكنولوجیا أن تغیر في أنماط الحیاة للأفراد في بعض الجوانب، وأكثرھم 
تأثیرا الأبناء الذین یكونون عرضة لأي جدید.
وأضاف: القیم الآن تأتي من كل مكان تنفتح علیھ عالمنا، ونحن نعیش العصر الذھبي، 
فالعلم موجود في كل مكان وبالمجان، ویمكنك الیوم حضور محاضرات جامعیة 
ودورات تدریبیة عن طریق الیوتیوب مثلا. 
وأفاد الصابري: للأسف أصبحنا الیوم فردیین أكثر من اللازم، نعیش في منزل واحد، 
ولكن كل شخص یعیش في ھاتفھ النقال ونتواصل ولكن من خلال وسائل التواصل 
الاجتماعي، فما صاحب استخدام التكنولوجیا تأثیرات كثیرة تنقسم بین الإیجابیة منھا 
والسلبیة، حیث یرجع الأثر إلى كیفیة الاستخدام. ومظاھر التأثیر لاشك تلقي بظلالھا 
على الخصوصیة المجتمعیة والثقافیة، وقد لا تتوافق مع قیم المجتمع وعاداتھ وتقالیده، 
ولذلك لابد من ابتكار وسائل تحمي أجیالنا من الانجراف نحو السلوكیات غیر المرغوبة 
من تأثیر المتغیرات المحیطة بھ. وأھم ھذه الوسائل لیس رفض الآخر ومحاربتھ، ولكن 
بالتوجیھ والإرشاد من خلال الحوار الھادئ، وركز الصابري على ھذه المسألة، أن یفتح الآباء والأمھات وأولیاء الأمور الحوار مع أبنائھم، ومناقشتھم والتوضیح لھم بأن 
الانفتاح على العالم والتطور في جوانب الحیاة المختلفة لا یعني الانسلاخ عن ھویتنا، 
ولا یكون على حساب خصوصیتنا، وضرورة الانتماء لوطننا، وأن تعلم اللغات 
الأخرى شيء حمید ومفید، ولكن لا تكون بدیلة عن لغة الأم اللغة العربیة، وأفضل 
رسالة نوجھھا لأبنائنا ھي التواصل مع الآخرین عن طریق القدوة الإیجابیة.