رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

" انكسار الياسمين" للكاتبة رشا الحجي

 انكسار الياسمين للكاتبة رشا الحجي
جوهرة العرب : الكاتبة رشا الحجي

لقد مررت من هناك 
ظروف قد دعتني لذلك... 
أحياء لم أظن يوما انني سأمر بها ...
أزقة وشوارع وابنية لا يجمعني بسكانها أي شيء ..
لم اعتقد يوماً أنني سأمر بالقرب .. 
لأشاهد ما شاهدت ولأسمع ما سمعت ..
قادني قدري إلى غصن مسكور من مدينة الياسمين 
قادتني قدماي إلى هناك طواعيةً ...
عندما وصلت للمرة الاولى... 
أذهلني مشهد الدمار... 
أيا مدينة الياسمين أغصانٌ مكسورةٌ وجرح عميق ...
لم أعرف لحظتها لمَا أنا هنا
 كنت افضل أن ابقى بعيدة ..
أخذت عيناي تلوح يمنة ويسرى والذهول يغطي ملامح وجهي ...
لم تعد تحملني قدماي أريد أن أعود من حيث أتيت ..
كم من ذكريات اندثرت..! 
وكم من أحلام تحطمت على جدرانها...! 
وكم من صور رسمت ومحاها غبار الحرب ...! 
والغريب ...! 
يمر الناس من امامي مبتسمين... 
مستبشريين ..
متناسيين كل ما حولهم... 
إلى أن أوقفتني سيدة... 
سألتني... 
أتبحثين عن شيء ..؟ 
أأنت تائهة ..؟
لم تنتظرني حتى اجيبها... 
تكلمَّت وتكلمَّت...... 
ولم اعد اسمع صوتها.. 
بدات أهز رأسي... 
وأسمع أصوات الدمار.. 
والدموع.. 
وتأخذني الصور... 
إلى ان قالت لي أنها فقدت اثنان من ابناءها.  
لست قوية كما ابدو يا سيدتي... 
ضاقت بي الدنيا بما رحبت ..
أعرف أن الانسان ينسى .
ولكن كيف  للنسيان أن يحمل كل هذا
عندما مات أبي لم أتقبل موته لأشهر .... 
كيف لي ذلك؟؟ٕ
 الغياب عن الدنيا
 خلال لحظات أمرُّ لا يستطيع العقل تحمله ..
كم هذا غريب كيف اعتادوا على كل هذا  ..
عندما يعيش الإنسان خسارة كبيرة
 يظن أنه سيتجاوز التالية بسهولة أكثر... 
ولكن لا يحصل هذا إطلاقاً ... 
لا يستطيع الإنسان الاعتياد على الموت ..
ربما لم يكونوا أفضل الأشخاص ولكنهم ماتوا بسبب لم يكن لهم علاقة به ..
شعرت بالضيق... 
أردتها أن تصمت ...
أما هي فأرادتني أن اتكلم ...
 لكن لساني لم ينطق ما نطق مني... 
بل هي عيناي ...
بدأتُ أبكي بلا توقف وبدلا من ان اواسي مصابهم بدأت تواسييني... 
وتقول هي الدنيا يا ابنتي ..
مشيت دون أن أكلمها كيف أقول لها انكم تعيشون على حبال وهنة ...
كيف أقول لها اعيدي لي قلبي ...
كانت المرة الاولى التي أحس بها أنني اتنفس حقهم ..
كنت بحاجة إلى وقت مستقطع.. خارج حدود الزمان والمكان 
لم أعد أستطيع إكمال مسيري.. 
فتوقفت و أغمضت عيناي... 
وعدت بعقلي من حيث أتيت تاركة قلبي محطماً على أعتاب قصص وحكايات رواها أصدقاء لهم وأهل ...
تبعثرت حروفي كما تبعثر قلبي ...
Rasha alhajji