مع الظروف المعاصرة التي نعيشها في ظل جانحة كورونا وإرتدادتها ،أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي آفة تقنية يعيشها أبناءنا نتيجة الإدمان عليها للتواصل مع الأهل والأصدقاء ،وأصبحت مع الجانحة مصدرا للتعلم وتلبية الطلبات المنزلية والأسرية وحتى الاجتماعية والاجتماعات الطارئة لبحث ومناقشة شتى المواضيع المتعلقة بحياتنا وحياة كل قطاع في المجتمع،حتى أن بعض حفلات الخطوبة والزواج والتخرج تجري عبرها.
فأصبح القدوة والنموذج الذي يحتذي به أبناءنا للأسف فنان أو مطرب او نجمة التيك توك أو دمية وهمية خرافية خيالية عبر الألعاب الإلكترونية المتداولة عبر أجهزة الكترونية متنوعة ما بين الهاتف المتحرك والآي باد والحاسوب وغيرها من التقنيات ومواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات ذكية لا حصر لها لنتخذ من شخصية ما قدوة لنا أو نموذجا يقلده أولادنا الشباب والشابات .
ترى هل تيقظ الآباء والمربون وعلماء النفس والحكماء لخطورة الأمر أم أنه أصبح متطلب مجتمعي ملح متداول بين الجميع وحمل هذه الأجهزة التقنية جزء من ممارساتنا اليومية التي لا نستغني عنها بل ندفع مقابل الحصول عليها مبالغ طائلة .
لهذه التقنيات إيجابياتها العديدة ولكن سلبياتها أكثر بكثير من الإيجابيات فقد أصبح وجود الهاتف المتحرك جزء من حاجة ملحة لأبنائنا شئنا أم أبينا والتعلم عن بعد ساهم في تدني مستوى التحصيل لدى الكثير من الطلبة الأمر الذي أعتبره المربين أمرا طبيعيا واستسلام لا أرادي للتكنولوجيا الحديثة وأنه لا ضير على طفل في الثالثة من عمره أن يتسلى بألعاب خطرة تغذي دماغه وتهدم مستقبله شيئا فشيئا ،ناهيك على مواقع التواصل الاجتماعي التي أباحت للشباب والفتيات اللقاءات والمواعيد الافتراضية وغيرت كورونا مجرى الحياة بحيث تجرى الندوات والحوارات خلال الواتس أب أو محطات الزووم والتطبيقات الذكية التي لا حصر لها في عالم التكنولوجيا ما جعل الحلال حراما والحرام حلالا ،وما إلى ذلك من ممارسات مرفوضة عرفيا ومجتمعيا ودينينا الحنيف ولست هنا مع التطرف والتوحد بل مع التعقل والحكمة في حسن الاختيار لما يفيد الأجيال المستقبلية بناة الوطن .
ورغم كل هذا تجد في بعض التطبيقات السهلة الصعبة ما يقضي الحوائج وينفس عن الفكر والحاجات الإنسانية بكلمات وصور وفيديوهات عبر الواتس أب والفيس بوك الأخطر على عقول الابناء والشباب وقطاعات المجتمع في معظمها والطامة الكبرى أن الجميع يتقبلها ويتدرب عليها دون مدارس ومعلمون أصبح بائع الخضار يتقنها وحتى عامل النفايات وفئات لا تحمل شهادات أكاديمية تتعامل بها بكل أريحية .
فهل للتكنولوجيا ضريبة ندفعها من أخلاقنا وعاداتنا وتقاليدنا وهل التقنيات الحديثة عنوان التقدم والحضارة
نحتاج لمن يوجه الأجيال المستقبلية لخطورتها ومساعدتهم وتوجيههم في استخدامها بما يفيد وتجاهل الرذائل وما يصاحبها من انتهاكات للمشاعر والعواطف والقيم والأخلاق التي تربينا عليها كي نبني أجيالا صالحة تخدم الوطن وتبني مستقبل الأبناء على أسس علمية وخلقية واجتماعية تحفظ ما أكتسبه الأجداد وما علمونا إياه من قيم وأخلاق مبنية على مخافة الله وتجنب الكبائر وعدم الانسياق نحو الهاوية والانهيار للمجتمع .