رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

النائب الدكتورة ردينة العطي تكتب : زيارة البنك المركزي ببعديها

النائب الدكتورة ردينة العطي تكتب : زيارة البنك المركزي ببعديها
 جوهرة العرب - د.ردينة العطي 

بسم الله الرحمن الرحيم 
في خضم المعارك السياسية التي لم تهدأ في المنطقة والغموض الصهيوني فيما يخص الجوهر الحقيقي بتأجيل صفقة القرن وتجلياتها بموضوع الضم وخلال الأنخراط الكلي لكل الوطن العربي والإقليم في مشاكل خارجية أدت في كثير من الدول إلى تغيب الهم الوطني الداخلي
 وخلال هذا الأسبوع وأنشغال الأردن في أربعة مؤتمرات ما بين الرباعية الأردن ومصر وألمانيا وفرنسا مرورا بأجتماع رؤساء الخارجية العرب وصولا إلى المنتدى الصيني العربي كل ذلك ويفاجئنا جلالة الملك بزيارة ذات مدلولات عميقة لأحد مرتكزات المواجهة الإقتصادية لأرتدادات جائحة كورونا وهو البنك المركزي 
في مقالتي السابقة كنت قد ألمحت بشكل دقيق إلى الدور الدقيق و الدور الخفي و المحوري للبنك المركزي في معالجة إستشرافية للآثار المترتبة على الأغلاق وعمق فهمه لأن ذلك الإغلاق لا بد أن يؤدي إلى انعكاسات كارثية على الإقتصاد الأردني واذا لم يؤخذ بعين الإعتبار آليات ناجعة لمعالجة تلك الأرتدادات دون المساس بجيب المواطن 
هذه المعضلة الإستراتيجية في بنيتها الإقتصادية قد أدت إلى إفلاس بعض السياسات الدولية وأعني هنا أنه منذ بداية الجائحة تقدم البنك المركزي بالعمل على مشروع يبقى الإطار المالي والأمن النقدي للأردن بحالة جيدة جدا قادرة على إحتواء تلك الأرتدادات مع أن تلك الجائحة الأستثنائية ولم يسبق لها مثيل وهذا يعبر عن مدى إحترافية وبشهادة دولية وأستطلاع خلاله البنك المركزي رصد الآثار التي ستترتب على الأقتصاد الأردني وعلى عملته الصعبة وليس ذلك فقط وإنما أتخذ خطوات عملية تتماشى مع آثار الأزمة من خلال نموذج أردني بحت وكان ذلك ليس فقط مقتصرا على قطاع محدد وإنما على مجمل القطاعات الإقتصادية 
ذلك كله والذي يعبر عن إدراك ونضج في مواجهة التحديات هو ما حفزني لأن أكتب عن الدور الخفي للبنك المركزي دون أن يكون أحد قد علم بأن الأجراءات التي يتخذها البنك المركزي لا تقتصر فقط على دوره كبنك في الإطار المصرفي وأنما من خلال وعي دوره الوطني والقومي والمؤسساتي في الحفاظ على مكتسبات الدولة الأردنية ودعم قطاعاتها
 لقد خصص البنك خمسماية مليون دولار لتمويل القطاعات المتضررة وأجل الأقساط الأئتمانية المسحقة للشركات والمؤسسات وجدول ديون العملاء مع ذلك ضخ سيولة إضافية للبنوك وتواصل رئيسه معالي زياد فريز بحكم ثقله في القطاع المصرفي وكان إحدى ركائز صندوق همة وطن والراعي إليه إبتداءا لهذا بالضبط قام جلالة الملك بتلك الزيارة تثمينا لدور البنك المركزي كمؤسسة وطنية أولا وركيزة الأمان النقدي والأهم من كل ذلك أنها بالأستحقاقات الكبرى كانت وما تزال وستبقى مؤسسة أولوياتها الأردن وهذا بالضبط ما أراد أن يثمنه جلالة الملك حرصا منه على إعطاء كل ذي حق حقه 
فجلالة الملك يعرف تماما من حفزه مع معركة المواجهة الكبرى مع كورونا من خلال وطنيته وانتمائه ومن قام بمواجهة بإطار البيروقراطية ومن خلال موقعه الإداري 
فهذا الذي لا يغفل رجل بحجم جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين أطال الله في عمره.