رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

الزميلة يارا الغزاوي تكتب : الغربة عن الوطن وجائحة كورونا

الزميلة يارا الغزاوي تكتب : الغربة عن الوطن وجائحة كورونا
جوهرة العرب - يارا الغزاوي

سلام على برك وبحرك, سلام على صحرائك, سهولك وجبالك, وعلى كل المقيمين على أرضك الطهور.
أكتب مقالتي بحرقة غير مسبوقة؛ ممزوجة بدموع العين؛ ترتجف أحرفها بين الشدة والسكون؛ وبين الرفع والجر .
اغتربت عن أرضك وأنت تسكنين اضلعي شوقا؛ يتسلل الشوق إليك بين ثنايا غطائي ليلا،ليوقظني باستمرار ويقلق مضجعي.
أيا بلدا عشقنا ترابها والسهل فيها والجبل؛ اغترابنا عنك ليس طواعية؛ فلا تصدقيهم أبدا إن قالوا ؛ فالحقيقة غائبة عنهم وعنك ؛ فهم ينعمون بشمسك وهواءك ؛ ويرتشفون بعضا من قهوتهم تحت زرقة سماءك.
الأردن ليست احتكارا لصناع القرار فحسب،؛ الأردن تحتضن مواطنيها من شتى بقاع العالم؛ تحتضن الجميع دون محاباة فهي وطن ؛والوطن لا يلفظ أبناءه إلى الخارج.
لماذا كل هذا التضييق على الأردنيين في الخارج بحجة كورونا ؟؟؟
يمثل المغتربون فرصة ذهبية لاقتصاد بلدهم؛ من خلال الحوالات النقدية الشهرية، علاوة على ذلك، يمكن أن يشكل المغتربون محركاً قوياً للتغيير؛ ولتشجيع صياغة عقد اجتماعي جديد؛ لأنهم يدعون غالباً إلى الانفتاح والمنافسة وتحسين جودة تطبيق الديمقراطية، كما يمكن النظر للمغتربين ودورهم فى التنمية وتخفيف حدة الفقر فى بلدانهم الأصلية.
الحكومة الأردنية لا تفكر فى المغتربين خارج نطاق التمويلات النقدية فهم يرون أن عطاء المغتربين لأوطانهم أولوية؛ وتمويلاتهم النقدية يمكن أن تعزز التصنيف الائتماني؛ علما أن المغتربين أكثر استعداداً لدعم أوطانهم من رجال الأعمال الأجانب فى فترات الاضطراب.. ولديهم حنين لمنتجات بلدهم قد ينعش تجارتها.. كما يشكلون منجماً من المهارات المختلفة.
الحكومة الأردنية التي تتلذذ بين الفينة والأخرى ؛بفتح المطار من عدمه؛ بحجة جائحة كورونا واستقبال مواطنيها دون حجر لهم في الفنادق بل في بيوتهم أسوة بالدول الأخرى؛ عليها أن تدرك أهمية المساهمة التى يمكن أن يقدمها مواطنوها المهنيون والخبراء المقيمون بالخارج، والذين يمثلون بطبيعة الحال أحد أصول رأس المال البشري الذي يوليه سيد البلاد جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين جل اهتمامه.
متى ستنتهي ملحمة الابتعاد والغربة عن أرض الوطن. بالرغم من جمال أرض الغربة لكنها لن تحل مكان وطني ، متى سنطوي هذه الصفحة ونعود إلى أرض الوطن لنلتقي بالأهل والأحباب.
الأردن ليست حكرا على أحد؛ لا تصنفوا عودة الأردنيين على مزاجكم؛ ولا تسلبون الناس حقوقهم بالعودة إلى وطنهم ؛ كفاكم استهتارا بمشاعر الأردنيين في الخارج .
والله من وراء القصد؛ والله ولي التوفيق .