حرفة التنفس .. صناعة الخواطر وجبر الخواطر .. بقلم الدكتور حازم صيام

جوهرة العرب - د. حازم صيام

من الأهمية بمكان  جبر الخواطر في العلاقات الإنسانية ،وقد سمعت من الفقهاء بأن جبر الخواطر من أعلى  المنازل في الدين، ومن أهم ما يتعبد به إلى  الله .. لهذا تعمقت في جبر الخواطر فوجدت إن هناك ما هو أكثر ايجابيه من جبر الخواطر.. ذلك أن السلبية والإيجابية في الشيء توارد عليه  بطريقه تناولنا لهذا الشيء..ولو نظرنا للخواطر لوجدنا إن صناعة الخواطر جانب إيجابي ،بينما جبر الخواطر هو جانب سلبي من وجهه نظر تكوين الشيء و صناعته.. بمعني إن صناعه الأشياء جانب إيجابي بينما  إصلاح الأشياء جانب سلبي.. والأصل في الأشياء هو الايجابية..

لنضرب مثالا من القوات المسلحة فالدفاع الجوي الإيجابي هو استخدمنا لصواريخ تحمي سماءنا من طيران العدو.. بينما الدفاع الجوي السلبي هو إن نحمي أنفسنا داخل خنادق لنسلم من طيران العدو.. فالدفاع الجوي السلبي إذا ليس هينا.. فهو يحفظ حياتنا بينما الإيجابي يمنع الطيران المعادي برمته من الأصل ، إن إصلاح قدر مكسور هو جبر الخواطر بينما صناعه هذا القدر من جديد هو صناعه الخواطر .. ولقد علمنا من قبل ما هو جبر الخواطر فماذا عن صناعه الخواطر.. صناعه الخواطر ليست في إصلاح خاطر قديم ولكن في إيجاد خاطر جديد مثل ايجاد حاله حب وليده جديدة تلك هي صناعه الخواطر أو إنها الآثار على النفس  أو المودة إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمان ودا ( سوره مريم) .. فالود هنا هو صناعه الخواطر والله تعبدنا أولا بحبه ، وهذا الحب هو خاطر جد جديد وتعبدنا ثانيا بالحب بين الناس.. لهذا قال أحد ألصحابه إني أحب فلان فقال له ألنبي فهل أخبرته قال لا.. قال فاذهب فأخبره.. وأخبر الصحابي أخاه بذلك فقال له:  احبك الذي أحببتني فيه ،  إن الحب في الله من أوثق عري الإيمان وإن المتحابين في الله علي منابر من نور يغبطهم الأنبياء والشهداء علي مكانتهم قالوا صفهم لنا يا رسول الله قال المتحابون في الله المتبادلون في حب الله ،وكما إن جبر الخواطر هو ألكلمه الطيبة فإن صناعه الخواطر أيضا كلمه طيبه :  الم تر كيف ضرب الله مثلا كلمه طيبه كشجرة طيبه أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون.