رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

حقائق ودقائق عن منهاج كولينز .. بقلم الدكتورة انتصار الزيود

حقائق ودقائق عن منهاج كولينز .. بقلم الدكتورة انتصار الزيود
جوهرة العرب - د. انتصار الزيود

مارفا كولينز هي معلمة أسست مدرسة ويستسايد في ولاية الينوي الأمريكية بأحد الأحياء الفقيرة عام 1975م، وحتى أوضح حيثيات الدراسة، تم انشاء عدة مدارس بعد اكتشاف صعوبات التعلم وبدأت الدراسات والتجارب على تفسير هذه الحالة التي اندرجت ضمن حالات ذوي الاحتياجات الخاصة على يسار منحنى التوزيع الطبيعي للذكاء حيث سميت وقتذاك (بالإعاقة الخفية) نظراً للسمات التي تبدو على الطفل والتي تظهر قصوراً لديه في عدة مجالات منها القراءة والكتابة والحساب حسب التعريفات لها، إضافة إلى اضطرابات في العمليات النفسية الأساسية، وهي الانتباه، الإدراك، الذاكرة، والتذكر، وأثر ذلك تم إستحداث عدة مدارس في عدة دول لتدريس هؤلاء الطلبة الذين يتميزين بسمات تختلف عن الأطفال العاديين حيث يحتاجون لبرامج خاصة وطرق واستراتيجيات تعليمية متنوعة لا مجال لشرحها هنا.

والملفت هنا أن هؤلاء الأطفال لديهم مشاكل في الدماغ من حيث التحليل والتفسير والإدراك للمعلومة، ولديهم مشاكل في خلايا ووصلات عصبية في الدماغ، (تعمل أغلب طرق التدريب والاستراتيجيات على تفعيل وصلات عصبية أخرى موجودة في تركيبة الدماغ غير مستخدمة، نستطيع تسميها وصلات احتياط وانتاج خلايا عصبية مستحدثة كبديل للخلايا المتعطلة) ويجب التركيز هنا لخطورة الأمر حيث يتم تعطيل الخلايا الأصلية على حساب الاحتياط والجديدة، وبالتالي تشتيت دماغ الطفل لتلقي المعلومة بالشكل الصحيح، ولست هنا لفلسفة الأمر بل توضيح ماهية الوضع بالنسبة لاستخدام منهاج كولينز الذي تم اعادة تدوير استخدامه كما هو ولم يتم تقنينه على البيئة الأردنية، أو تحديثه بما يناسب قدرات الأطفال العاديين وتم العمل به بقالب لا يناسب قدرات الأطفال العقلية، لذلك جاءت نتائج الامتحانات لطلاب الصف الرابع مغايرة للمأمول ولا تصف قدراتهم الحقيقية، بل جاءت أغلبها محبطة لهؤلاء الأطفال بسبب الجهد الذي بذلوه هم وأولياء الأمورلكي يحصلوا على النتائج التي اعتادوا الحصول عليها.

لذلك نرجو من وزارة التربية والتعليم إعادة النظر بهذه التجربة للمنهاج واعادة المنهاج القديم وتطويره بما يناسب وقدرات الطفل السليم، ولا تكرر التجربة مع الصفوف اللاحقة لكي لا نقع في نفس المأزق ونتدارك الإشكال قبل أن يتفاقم، وبما أن شركة كولينز التي تنتج المناهج هي غربية وتحمل طرق لا تناسب البيئة الأردنية من حيث المسميات والطرق المتبعة واستراتيجيات التعلم، حبذا لو تكون تجربتنا ذاتية يقوم بها خبراء المناهج الذين تواجدوا في مواقعهم لهذه الغاية بدل استيراد منهاج جاهز غير واضح ، عانى منه المدرسين والطلبة وأولياء الأمور على حد سواء، 

وأختم دراستي هذه بأن مدرسة كولينز بمنهاجها قد تم إغلاقها لأنها لم تعطي النتائج المأمولة من هذه التجربة وتم تقييد ملفها، فكيف نستعيره نحن ونطبقه على طلبة المدارس العاديين لنخرج بنتائج محبطة للجميع.