أخطر وأسوأ شريحة من رواد مواقع التواصل الإجتماعي شريحة من " يهرفون بما لا يعرفون " ، الذين يستخدمون صفحاتهم الشخصية و منصات مواقع التواصل الإجتماعي للحديث والتنظير في قضايا خطيرة ومُهمة تحدث في المُجتمع وتحتاج إلى مُتخصصين للحديث عنها.
كقضايا القتل بدافع الشرف ، والعُنف الأسري ، وغيرها من القضايا ذات المساس بجوانب حساسة مُتعلِقه بالمنظومة العشائرية والمُجتمعية داخل المُجتمع.
لكي نكون عادلين وواقعيين فإن الشريحة الوحيدة المؤهلة للحديث عن تلك القضايا وتحليلها ورصدها من منظور علمي بحت هُم...
المُتخصصين في مجال علم الاجتماع ، وعلم النفس الاجتماعي ، وعلم الاجتماع الأُسري ، والمُتخصصين بمجال علم الإجتماع الجنائي ، والمُتخصصين في مجال الدراسات الجندرية ودراسات المرأة ، وعلم الجريمة ، والمُتخصصين في مجال البناء الإجتماعي للمُجتمعات العربية وضرورة وعي وإدراك تركيبة المُجتمع ونسيجه المُجتمعي مع ضرورة ربط تلك القضايا ذات الحساسية العاليه بتركيبة المُجتمع ، فلا يُمكن الحديث عن ظواهر إجتماعية تحدُث داخل مُجتمع ما بمعزل عن المحيط والوسط الإجتماعي والتركيبة الإجتماعية والعشائرية لذلك المُجتمع ، ولابد من ضرورة إطلاع من يُعطي لنفسه الحق للحديث عن تلك القضايا على جرائم القتل الواقعه على أساس النوع الإجتماعي ودوافعها والتاريخ والماضي لمُرتكب الجريمة اياً كان نوعها.
وخطابي بهذا المقال دعوة لشريحة أصحاب العقول الواعيه بعدم الانسياق لهؤلاء وبما يعرضونه من طروحات تتعلق بتلك القضايا عبر منصات مواقع التواصل الإجتماعي ؛ وهي طروحات لا تستند إلى أساس علمي مُتعمق أو حتى المُلاحظة بالمُعايشة وربطها بالمنظومة العشائرية ، وكُل ما سوف يطالبون به لن يسير في خط متوازن مع تركيب المُجتمع العشائري ، بل على العكس تماماً سوف تحمل طروحاتهم في مضامينها دعوات للتمرُد على التركيبة العشائرية داخل المُجتمع وتشويه العلاقة بين الجنسين ، جمعنا كمُتخصصين في مجال المُجتمع وعلم العمران البشري والإجتماع الإنساني نطمح لتحقيق الوعي المُجتمعي ولكن التوعية تحتاج إلى طرق سليمة وتتناسب مع تركيبة المُجتمع لكي تتحقق ؛ لنصل إلى بر الأمان.
نَحْنُ في زمن التخصُص وتقسيم العمل فليتكلم كُل صاحب اختصاص في مجال اختصاصه....
إبدي رأيك الشخصي كما تشاء ولكن لا تضع خُطة للمُجتمع يسير عليها مبنية على آراء شخصية وليست مبنية على رصد الظاهرة وتحليلها من منظور علمي.
ولا تطالبون بتطبيق مايُناسب الغرب بتطبيقه على مُجتمع عشائري لا يزال مُتمسك برواسب المنظومة العشائرية ، فكل مُجتمع وله خصوصيته ونسيجه الإجتماعي والعشائري الخاص به.
أتمنى أن نصل إلى مرحلة من الرُقي والوعي والنضوج الفكري بأن لا يهرف البعض بما لا يعرف ونُعطي الخبز لخبازوا.
وأتمنى أن نصل إلى مرحلة الإعتراف بجهلنا في العديد من الجوانب الحياتية ونصل إلى مرحلة التصالُح مع جهلنا بتلك الجوانب ؛ لنضع أقدامنا على أولى خطوات السير نحو المعرفة وتقصي الحقائق...... فالاعتراف بالجهل أولى خطوات المعرفة والفهم والإدراك.
وختام حديثي..........
ليس عيباً ولا عاراً أن نعترف بجهلنا.....ولكن العيب والعار أن نُمارس سياسة التجهيل للعقول المُبتدئة في معرفة وفهم حقائق المُجتمع وتعليبها تحت مُسمى المعرفة والفهم والإدراك والوعي.
يقول المُحامي والسياسي الأمريكي فرانك كلارك.....
"السبب في انتشار الجهل أن من يملكونه متحمسون جداً لنشره".