رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

متمردات بثوب مستعار على عاداتنا وثقافتنا وقيمنا .. بقلم الدكتورة انتصار الزيود

متمردات بثوب مستعار على  عاداتنا وثقافتنا وقيمنا .. بقلم الدكتورة انتصار الزيود
جوهرة العرب - د. انتصار الزيود

فجاة وسط ركام وتبعات جائحة كورونا التي استفذت الكثير من الجهود والإجراءات التي سببت تعطل كامل في مظاهر الحياة العامة، حيث منعت كافة أشكال التجمعات لأي سبب كان، نتفاجأ بوقفة احتجاجية على أثر جريمة قتل، ذات طابع غريب على مجتمعنا، وتنادي بشعارات توحي أن من نادى بها وكتبها قد كان ينتظر الفرصة المناسبة لينفث بسمومه وشعاراته الغريبة والدخيلة علينا كي يجد آذان صاغية والحجج كثيرة. 
شعارات بعدت مسافات كبيرة عن ما ألفناه وتعودنا عليه في مجتمع حاول على مدى العصور الحفاظ على أدبيات وعادات وقيم حافظت عليه من كل شائبة وكانت سبباَ في انضباط الأفراد والتزامهم بتعاليم وثقافة المجتمع . 
فتيات ونساء ظهرن مثل الشخصيات الكرتونية بين المحتجات يرفعن شعارت لتفتيت ما تبقى من تماسك الأسرة ووحدتها وكيانها القوى، لتطالب بالتحرر من كل ذلك، والعيش بطريقة فوضوية يعتريها الفلتان بكل أصنافه، بحجة التحرر من القيود الأسرية والعيش بالطريقة التي ترغبها تلك الفتيات دون حسيب أو رقيب، أو حتى سند يحميها ويقف معها في الشدائد وهذا السند يمثل في ثقافتنا الأسرة المتماسكه التي تحاول البعض منهن التفلت منها، ظناَ منهن أن هذا الاسلوب للحياة هو المناسب لكي تحيا المرأة بكامل حقوقها التي ينادي بها التنويريين والتحرريين الذين حاولوا تفصيل قوانين مناسبة لهذه المطالب لتخلع المرأة ثوب الحشمة وترتدي ثوباَ يناسب تطلعاتهم، وهي بالمناسبة مطالبات لهدم كيان الأسرة وتغيير دور المرأة الجذري، وأدائها لدور مغاير عن جبلتها التي جبلت عليها بحجة التغيير والتحرر. 
كانت تلك المطالبات قفزة غير موفقة في مجتمع أعطى للمرأة حقها ويحترم كيانها، تنفيذاَ لتعالم الإسلام التي تحث على احترام المرأة وتوقيرها باعتبارها نصف المجتمع، والتاريخ يحتوي في صفحاته الكثير من الأمثلة على النساء المؤثرات اللواتي قدمن للبشرية الكثير من الإنجازات، 
إضافة إلى طبيعة مجتمعنا العشائري الذي لا زال ينظر للمرأة أن عزتها واحترامها واجب على كل فرد حتى لو لم تربطة أية صلة قربى بينها وبينه، ويعاب على بعض الأفراد إذا تعرض بسوء لفتاة بالشارع، ويعتبر خارج عن منظومة الأخلاق والقيم  والعادات المتعارف عليها، حيث تخرج المرأة لشؤونها من الشمال للجنوب دون أن يمس كرامتها أحد وتعتبر أمانة حيثما حللت وتنقلت. 
كثيرة هي الجرائم التي تعددت أسبابها وحيثياتها الشائكة، بعضها مر دون الالتفات له وتم السكوت عليها، وكان الصمت يحيط بملابساتها، إلا أن هذه الجريمة كانت سبباَ في تنمر بعض النساء وتمردهن على ثقافة مجتمعنا وقيمه، وكان لسان حال تلك النساء اللواتي يطالبن بتلك الشعارت التي رفعت، فتح الأبواب جميعها على مصراعيها والعيش كما يحلو لهن بحجة جريمة القتل التي حدثت وبحجة أن الوضع الحالي فيه اجحاف لحقوق المرأة، وأنها ضحية مجتمع ذكوري مجرم يقتل ويفتك ولا يرحم.