رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

يوم الكرامة .. يوم النصر والغلب .. من كلمات المغفور له الشاعر سليمان المشّيني

يوم الكرامة .. يوم النصر والغلب .. من كلمات المغفور له الشاعر سليمان المشّيني
جوهرة العرب - الشاعر سليمان المشّيني

يومُ الكرامة يومُ النّصرِ والغَلَبِ

عيدٌ يتيهُ على الأيامِ والحِقَبِ

يوم به سجّلَ الأردن مَلحمة

تعتزُّ فيها وتزهو أمّة العربِ

لما انتضى جيشنا سيف الكفاح وما

هابَ المَنايا ليدمي وجه مغتصبِ

وانقضَّ يُردي عدوَّ الحقِّ في هِمَمٍ

شَمّاءَ أَفتَكَ مِن نارٍ ومِن لَهَبِ

وصاح دونك يا أردن يا بلدي

فيض الدّماءِ يروي خالِد التُّربِ

يومُ الكرامةِ لن ننساه ما طلعتْ

شمسُ ولاح ضياء الفجرِ عن كَثَبِ

حَيِّ الأُباةَ سَمَوْا بَأْساً وتضحيةً

جنداً نشامى وَحَيِّ معظم الرُّتَبِ

مَنْ مِثلهم يصنع الجُلّى بروحِهِم

إِنْ ساروا للرَّوْع بالفولاذِ واليَلَبِ

شادوا من البَذْلِ طوداً شامِخاً وذُرى

يعلو سموّ عُلاها شامخ الشُّهُبِ

في كلِّ شِبْرِ لهم فِعلٌ ومَكرمَةٌ

قد سُجِّلَتْ بمداد الفخرِ في الكُتُبِ

شبابه نشقتْ عطر الإِبا أنفاً

مِن خير أمّ حَصان حرّة وأَبِ

أردنُّ يا مَنْبِتَ الأبطالِ مِن قدم

يا مهدَ كلّ شريفٍ مُنْتَمٍ وأَبي

أردن مذ كانت الدنيا حمى شَمم

رأس المعالي وليس الرّأس كالذّنبِ

يا دارةَ الأمل المَرْجوْ لنا أبداً

إلى غَدٍ مُفْعَم بالعِزِّ مُرتقبِ

ترابُ أرْضِكَ يا ذا السّيف قد جُبِلَتْ

ذرّاته بدمٍ كالمُزنِ مُنْسَكِبِ

في كلِّ شِبرٍ شهيد قد ثوى وفم

يصيح هذا عرين السّادة النّجبِ

مَنْ داسَ أرْضَكَ أرض العِزِّ يحرقه

لظى ويرجعُ بالخسرانِ والعطبِ

مَحَوْتَ أسطورةً لِيَهودٍ قالَ قائلها

لم ينهزم جيشهم يوماً وينغلبِ!!

كم صفحة سَجَّلَتْ يُمْناكَ مُشرِقَةٍ

أَغْنَتْ صَحائفنا بالبَذْلِ والدَّأَبِ

كرَّسْتَ جهدك للعَلْياءِ هِمْتَ بها

لم تَهْفُ للعرض الفاني أو النّشبِ

ما قُمْتَ فيهِ تَسامى أن يحيط بهِ

نَظْمٌ مِن الشِّعرِ أو نَثْرٌ من الخُطَبِ

والقدسُ كم شهدت من موقف بطلٍ

كنتَ النَّصيرَ لها بالخطبِ والكُرَبِ

أيُّ الرّجال إِليكَ المنتمين إذا

ناداه واجبه الرّوحَ لم يَهبِ

صوت المدافع يشجي سمع فتيته

كأنّهُ وَتَرٌ قد جُنَّ مِنْ طربِ

جيشٌ عظيمٌ إِذا سارَتْ كَتائِبُهُ

لا يملك الخَصم إلا الجدّ في الهربِ

جيش لَهامٌ إذا ما العادي واجهه

يرتدّ مندحراً رأساً على عقبِ

سيستعيد لنا الأقصى وجيرته

ويرجع المهدَ بالأرواح والقُضُبِ