جوهرة العرب - رنا حداد / مدير دائرة المنوعات والفن - جريدة الدستور
يجب ان لا ينكر احد ان المرأة هي الأكثر ذكاء ونجاحا وتفوقا من الرجل.
لا أقول هذا من منطلق جندري او انحيازا لبنات جنسي.. قولي هو خلاصة حياة امرأة.
لا يخفى على أحد ان الإنسان تتحكم فيه قوتان، احداهما قلبية واخرى عقلية.
ضمنا، معروف انه كلما زادت قوة، فإنها تزيد على حساب القوة الأخرى، فكلما زادت قوة القلب المتمثلة بالعاطفة، والتي تتهم بها المرأة غالبا، تغاضى العقل والعكس صحيح.
يؤخذ على النساء عموما ان العاطفة لديهن تتحكم في قراراتهن ومواقفهن من الحياة ومشاهدها، وليس العقل والمنطق!
لهؤلاء تحديدا.. من يكيلون تهمة العاطفية للمرأة التي تعي بإحساسها الفطري المخاطر وتصمم على ان تخوضها: مثلا تعرف أن الرجل (قد) يخدعها ويكذب عليها، تعرف ذلك بذكائها، ولكنها تسير خلف قلبها وتمني نفسها أن تكون مخطئة وأن يكون الرجل أكثر أمانا من (ظن). !
لا أعمم، وانما شواهد كثيرة مرت، فأمام الرجل، مشرعة ابواب الحياة ونوافذها، له الوقت والممرات. الأهم، ان مجتمعاتنا الشرقية تتيح له اعذارا واهية، بل لا تعيب عليه.
المرأة، الكائن الذي يعي تماما من قصص الأمهات والجدات، أن الحمل الذي تضمه في احشائها، قد يتسبب بموتها عند دخولها مخاض الولادة الصعب، وعلميا، معروف ان العقل يدفع الإنسان للهروب من الأخطار المتوقعة، ولكنها تغامر وتخاطر من أجل عاطفة الأمومة وقلبها (المتهم) يغلب عقلها!
نتحدث ايضا عن المرأة التي تتعاطف مع أولادها، فقد تخفي مشاكلهم عن الأب، قد (تمرر) لهم النقود بالخفية، كما تخبئ حصص طعامهم لحين عودتهم، هي نفسها، تعلم بذكائها ان هذا خطأ ولكن عواطفها تغلبها!
الأم.. الأخت.. الزوجة.. الحبيبة، تغفر وتسامح بكلمة طيبة، لكن الرجل لا يفعل ذلك!
المرأة وبكل انحياز، أكثر تضحية من الرجل، لا لأنها غبية ومغلوبة على أمرها، كما قد يظن البعض، لا، بل لأن قلبها أكبر بكثير من قلب الرجل، فهي تحب بلا سبب وتعطي بلا مقابل وتسامح وتغفر بلا شروط.