رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

ذكرى الأستاذ الجليل العلاّمه روكس بن زائد العزيزي .. من كلمات المغفور له الشاعر سليمان المشّيني

ذكرى الأستاذ الجليل  العلاّمه روكس بن زائد العزيزي .. من كلمات المغفور له الشاعر سليمان المشّيني
جوهرة العرب - الشاعر سليمان المشّيني

 
مِن خالِصِ الحُبِّ من وجدانِ كلّ أبي

صُغْتُ التّحايا لشيخ الفكر والأدبِ

روكس العُزَيْزيْ به تزهو القوافي كما

تزهو العرائس في أبرادها القُشُبِ

روكس المربّي المثاليُّ الكبيرُ لَهُ

في قلبِ كلِّ وَفِيٍّ أرفعُ الرُّتَبِ

للعُرْبِ للضّاد ما قدَّمتَ من عَمَلٍ

يدعو إلى الفخر والإكبار والعَجَبِ

للفنّ للفكر ما أبدعتَ مِن أَدَبٍ

يضيق عن وصفه فَيْضٌ من الخُطَبِ

سبعون عاما صنعت المستحيلَ فما

أولاكَ حقاً بإِكليلٍ من الشُّهُبِ

سبعون عاما ولم تركن إلى دَعَةٍ

مُسْتَسْهِلاً كُلَّ دربٍ شائكٍ تَرِبِ

في رحلةٍ عظمت في قصدها شرفاً

بين المعاهدِ والطّلاب والكتبِ

أنشأتَ للأُردُنِ المحبوبِ نُخْبَتَهُ

تبني لخيرِ غدٍ وضّاءَ مُرْتَقَبِ

علّمْتَها عِزَّ أمجادٍ لنا سَلَفَتْ

بدَّدَتْ عَنْهُمُ ظلامَ الجهلِ والرِّيَبِ

هَيَّأْتَ جيلاً من الشبّان هَمّهُمُ

أن تستعيدَ عُلاها أُمَّةُ العَرَبِ

طوبى لمن جاوزَ الضّحضاحَ مقتحما

قلبَ العُبابِ بعزمٍ غيرِ مضطربِ

فالنّاس صنفانِ ملهي بمتعته

وآخرٌ للعُلى قد جدَّ في الطّلبِ

الناس صنفانِ سامٍ في مآربهِ

والثّاني يلهثُ خلفَ المالِ والنَّشَبِ

هذا يرى في عَلاءِ الشّعبِ عزّتَهُ

وذاك يمعنُ في هدمٍ وفي سَلَبِ

أُردنُّنا تِهْ بِفَذٍّ جِهْبِذٍ فَطِنٍ

له مكانته في العالم العربي

أمّا أوروبا فَسَلْ كم نال أوسمةً

تُنْبِئْكَ عن مُبدعٍ عَلاّمةٍ أَرِبِ

عرائسَ الشِّعرِ حَيِّ عالِماً عَلَماً

يُنْمى إلى أرفع الأنسابِ والحَسَبِ

هُمُ العُزَيْزاتُ في حِلْمٍ وفي كَرَمٍ

وفي احْتدامِ اللظى أو زحمةِ الكُرَبِِ

مِن مادَبا ملعبِ الفرسانِ مَنْبِتُهُمْ

أرض المروءةِ ساحِ الخيلِ والقُضُبِ

رمز المآثر مُذْ كانت وديرتها

غابِ البطولةِ والأبطالِ واليَلَبِ

أخت الحضارةِ والعرفانِ في زمنٍ

أردنّنا عاش فيه عصرَه الذهبي

يا أُرْدُنَ السّؤددِ الموروثِ يا وطني

قُمْ سائلِ الدهرَ عن تاريخهِ يُجِبِ

أليسَ فيكَ حضاراتُ الدُّنى نشأت

وشمسُ عِلْمِكَ في الآفاق لم تَغِبِ

هذا سُفوكْليس يروي في مسارحنا

آياً من الفنّ ترقى ذروة السُّحُبِ

أنباطُكَ الصِّيْدُ مِن صخرٍ بَنَوْا قِدَما

بتراءهم بِمَضاءٍ قُدَّ مِن لهبِ

أليسَ جندكِ في اليرموكِ من هزمت

قُواهُمُ جيشَ محتلٍّ ومغتصبِ

أردنّنا قلعة شمّاءُ شامخةٌ

بالصّعب تهزأ بالأنواءِ بالنُّوَبِِ

ما كانَ مُذْ كان إلا رايةً خفقت

في كلّ معركة بالنّصرِ والغَلَبِ