ضمن أطر التعاون الثقافي التي أسس لها بيت الشعر في المفرق قاعدة محلية واسعة في الأردن، أقام البيت أمسية شعرية تفاعلية، بالتعاون مع مديرية ثقافة محافظة إربد في مركز إربد الثقافي بعد أن جرى رفع الحظر الجزئي عقب جائحة كورونا، وشارك فيها أربعة شعراء هم: عمر أبو الهيجاء، والسوري محسن الرجب، وعاقل الخوالدة ومحمود أبو سنينة.
مدير ثقافة محافظة إربد الشاعر والقاص عاقل الخوالدة تولى إدارة الأمسية ووجّه بطاقة محبة واعتزاز وتقدير للشارقة "عاصمة الأدب والفكر والثقافة"، كما أشاد بدور بيت الشعر على الساحة الأدبية في مختلف أرجاء المملكة الأردنية الهاشمية.
وكان مدير بيت الشعر الأستاذ فيصل العجيان أكد أهمية جائزة الشارقة لنقد الشعر العربي التي أطلقتها إمارة الشارقة هذا العام 2020 بتميز ندر وجوده، تقديرا للأدب وللشعر، حيث تم دعوة المهتمين والباحثين للاشتراك بالجائزة، وجرى توزيع نماذج الاشتراك وشروط التقدم إليها على عدد من المهتمين، كما جرى تسليم عدد من هذه النماذج لرئيس رابطة الكتاب الأردنيين لفرع إربد، كذلك توزيع عدد من إصدارات دائرة الثقافة في الشارقة على جمهور الأمسية وشعرائها..
وقرأ الخوالدة قصائد متنوعة امتازت بصدق العاطفة وتدفقها وتلقائيتها، ومنها قصيدة بعنوان ((أشواقٌ إربديّة )) يقول فيها:
ما كانَ للبعدِ يا (حورانُ) معتادا
فلتحضنيهِ كَأمِّ الطفلِ.. إن عادا
ولتشهدي يا مروج ( الحصنِ) أنّ فتىً
من (الفدين) دعاهُ الشوقُ.. فانقادا
على يديهِ أطالَ الحلمُ غفوتهُ
وفي العيونِ تنامى الشوقُ وازدادا
يخشى العواذلَ والواشينَ، إن لهم
في حُرقةِ الشوقِ لوّاما وجلّادا.
الشاعر والصحفي عمر أبو الهيجاء قدّم مجموعة من لوحاته الشعرية بأسلوب رمزي حداثي تفرد بالغوص في روح القصيدة باحثا عن مكنوناتها بأسلوبه الشعري الخاص، ومما قرأه في قصيدة "كمنجة في الرياح":
أشم الأمل
من ثقب ثوب يرتديه العالم
أرتاح قليلا من فوضاي
من عزلة البيت المحجور
أثرثر مع شاشة الضوء
قلبي مزدحم بالخجل
الخجل المتساقط
من فوهة قميص مقدود
ثمة شيء
ماثل للطعن في الأبواب
أنا الغريب في الظل
كلما أخطأت نصوص المهارة
في اكتشاف الصراخ
أصغيت بملء الغيم
لدمع البحر على معجم اليابسة
وأشم الأمل
من فم كمنجة في الرياح.
الشاعر السوري مرهف الحس المملوء بالعاطفة والوجد محسن الرجب أمعن في وصف ألم البعد، وصور الرحيل، مرّ على هاجس الألم والحزن، حتى انه لم يتمالك نفسه شوقا وحنينا فانهال دمعه خلال القراءة الشعرية، ومما قرأه من قصيدة "يوم الرحيل":
رحلت عيوني قبل رحل رحالي
واستوطنت قلبي ثِقالُ جبالِ
يا أيها القلب المفارق ظلّه
هلَّا رفقت بحائر جوّالِ
تاهت بنا الأيام مسَّ غواية
فتهالكت قطعا بليل عِلال
وانأ المهمًش خلف كل غنيمة
عند الأباليس اللئام حبالي
فتقطعت سبل السلامة حينما
فكري تعلق زيفها المحتال
كم كنت أرجو من وميض شعاعها
أملا يدغدغ قامتي و خيالي.
أما الشاعر الشاب والطالب الجامعي محمود أبو سنينة ، فقد نثر الحنين والوجع وصدق الشعور منذ أولى قصائده حيث قرأ لوالدته قصيدة بعنوان (شِهناز) يقول فيها: