أراضٍ ومساحات شاسعة تنام عليها شعوب كسالى تسمى العالم الثالث، شعوب لها مناخ و جو معتدل يمكن لها فيه أن تزدهر، لكن على عكس ذلك تماماً، وجدوا أنفسهم يعيشون في زمن سيطرت عليه شعوب أخرى تدخلها كل موارد العالم، وهي من تحدد وتقرر سيرورة النظام العالمي.
لماذا ؟!
ان اول خطوة للخروج من العالم الثالث هو الاعتراف بالضعف وهو اول درجة لصعود سلم التطور الطبيعي، ثم معرفة أسباب ذلك من تدين مغشوش و سياسات عوجاء و شعوب تغلب عليه العاطفة بدل براغماتية الرجال وغيرها، عند ذلك يتضح لنا الطريق.
فمثلا اليوم نعيش أكبر مشاكل العالم الذي أنسى جميع الشعوب مشاكلهم الحقيقة وهو فايروس كورونا الحقيقة أن المتضرر الأكبر من هذا الفايروس هم شعوب العالم الثالث الفقير .
حتى و إن خيل للجميع أن العالم المتقدم والأكثر قوة هو المتضرر مثل أوروبا والصين وامريكا، فعدد الموتى ليس بخسارة ، والخسارة المؤقتة في الأقتصاد لن تضر كثيراً ما دمت تملك وسائل الإنتاج، فبالنهاية سيدفع الفاتورة تلك الشعوب الفقيرة الغير قادرة على توفير حاجاتها بذاتها ولا تملك شيئاً.
ولن ننسى أن النظام العالمي يتطلب دوما أزمات عالمية مثل هذا النوع من أجل الانتعاش.
لذلك لن اقول ما يقوله الأغلب، سأتحدث بدون عاطفة لاني عدو العاطفة عندما يتعلق الأمر بالسياسة.
أن النظام العالمي الحالي لن يسقط ابدا بعد هذه الأزمة و لكنها فقط ستستغلها لتعيد هيكلته.
والقوى الكبرى هي القوى الوحيدة التي تستحق العيش بهذا العالم لأنها اطاعت القانون الطبيعي في البقاء على هذا الكوكب وتماشت مع التطور في كل مجالاته.
وطبيعتنا كبشر منذ ظهورنا على هذا الكوكب نتصارع بشكل مستمر، والأقوى ياخذ كل شي و يقرر كل شي، فالبقاء للأقوى.
ومن ناحية أخرى فإن شعوب العالم الثالث الشعوب الضعيفة هي ليست مظلومة، بل إن الظلم ساقط عليها لا محالة و هي الملامة عليه قبل كل شي، فمن تخلف في سلم التطور الطبيعي فلا يلومن من ارتقى فيه على سيطرته المطلقة.
فبكل بساطة عندما يتعلق الأمر بالسياسة والسيطرة وفرض السيادة فكل شيئ يصبح مباح، حتى استخدام الفقراء من أجل حروب الأغنياء.
والشعوب العربية وشعوب العالم الثالث أجمع ينتظرون حلا من السماء دون المحاولة حتى بالدخول الى العالم المتقدم ومحاولة وضع بصمة عربية في هيكلة النظام العالمي الجديد.
حتى لو جاء حلاً من السماء فلن تحسنوا أستخدامه، فالمطر الذي تعطيه السماء لكم بالمجان لا تحسنون استغلاله و الناس دوما تعاني من مشكلة المياة.
كلمات نوعاً ما جافة وقاسية على ابناء العالم الثالث وانا ابن ذلك العالم، ولكنها حقيقة للأسف وكلما فهموا تلك الحقيقة، كلما ادركوا أن الخلاص هو بين أيديهم، فلا منقذ لأمة الا الأمة نفسها.
و ما دامت تلك الشعوب جبانة و غير قادرة على الخلاص، فستبقي تساق كالانعام على ظهر هذا الكوكب إلى أن يتغير حال وعيها بذاتها، و هذا أمر ليس قريب المنال حاليا.
لك وحدك أن تتفكر في الموضوع ثم تحكم في الأمر اخي القارئ بعيدا عن العاطفة وان تستعمل براغماتية الرجال في الرؤية.