رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

الدكتورة هناء الشلول عضو هيئة التدريس بجامعة جدارا .. شخصية أكاديمية متميزة .. رسالة من أحد طلبتها

الدكتورة هناء الشلول عضو هيئة التدريس بجامعة جدارا .. شخصية أكاديمية متميزة .. رسالة من أحد طلبتها
جوهرة العرب
 

تلقت الدكتورة هناء الشلول عضو هيئة التدريس بجامعة جدارا رسالة من احد طلبتها السابقين تضمن الشكر والتقدير على جهودها في دعم طلبتها .

و تاليا نص الرسالة
"نعم معلمتي وأختي الفاضله لكلاٍ من اسمه نصيب، فصدقآ حضوركِ يبث بأنفسنا " الهناء " في وقت الشدة قبل "الرخاء". 

لربما أقف خاجلآ أمام كيانكِ كمدرسه لم تبخل يومآ بتقديم ما في جعبتها من علم، لا بل انحني احترامآ واجلالآ لشخصية اكاديميه مميزه ذات كاريزما قياديه استطاعت بوقت وجيز ان تمد جسور الثقه في انفس الطلاب، فسرعان ما ذاع صيتها كالنار في الهشيم لتجد الطلاب يتهافتون نحو دائرة القبول والتسجيل قاصدين تسجيل موادكِ المطروحه ومنها "النحو والصرف" في وقتٍ هرعوا طلاب آخرين بغرض اسقاط مواد يدرسها محاضرين كانوا قد اتبعوا اسلوب بالٍ  ذو نهج تقليدي في طريقة الطرح و الشرح. 

لا بد لي هنا أن أضيف كلمة حق كتجربه شخصيه لامستها بصفتي كطالب سابق ، فلإنسان _كما يقال_ ضعيف بحق نفسه ذو شهاده مجروحه.

 أحد عشر عامآ مضى ولا زلت اذكر صاحبة الملامح الجاده ذات الأخلاق الدمثه لفتاة عصاميه قدمت من سهول حوران... من قمح وصفي... من حروف عرار... تلك الفتاه العشرينيه المفعمة بالنشاط والمتعطشه لإحراز التقدم والنجاح، كيف لا وهي مجبولة بطين اربد الخصب، وبخير قمحها اليانع. 

يحضرني في مخيلتي يا سيدتي صوت صدى خطوات قدماكِ الرصينتين في اروقة الكليه تقترب اكثر فأكثر بثقة ووقار نحو قاعة محاضرتنا في كل صباح باكر... بيدٍ تحمل علم زاخر وبيد أخرى قلم قد قارب على الجفاف حيث لطالما انهمك بخط الأشعار ونظم القوافي.

استذكر اناملكِ المغبره بلطبشور كبصمات تشهد حين تداعب ثمانية وعشرين حرفآ لتكون سجع تاره وطباق تارة اخرى. الحال تمامآ اقرب ما يكون لمايسترو ماهر يعتلي منصة الاوبرا وسط جمهور مذهول يصغي بشغف.

فعلى الرغم من صغر سنكِ وبداية نضوج مسيرتكِ الاكاديميه إلا أنكِ استطعتِ ان تزاحمي الكبار  مبكرآ، وذلك بفضل تبنيكِ لأسلوب ذو رونق خاص بالشرح وانتهاجكِ لاستراتيجية التبسيط لا التلقين والحشو!

لذا استطعتِ بحنكتكِ القياديه ان تتركي بصمة واضحه في قسم اللغات لتكن شاهده اليوم على مصدر الهام لي شخصيآ و لزملائي الطلبه.

 نعم استطعتِ ان تغيري اطراف المعادله وأثبتِ لكل من راهن يومآ عليكي انكِ وحدكِ الرقم الصعب! 

اليوم اذا ما بحثت عن اعمدة تخصص " اللغه العربيه" في الاردن ستتجه البوصله نحو الدكتوره "هناء شلول". فمن البديهي انت نتاج الجد والاجتهد اثمر إحدى أهم  القامات الاكاديميه على مستوى الجامعات الاردنيه حيث سرعان ما تلبث أن تسطر نجاح إلا ويتلوه آخر.

فعذرآ للغه العربيه اسمحي لي ان "اعرب" عن امتناني لكِ اليوم ولجهودكِ المتواصله بدعم المنظومه التعليميه ومخرجاتها، ولم يقتصر دوركِ كشخصيه اكاديميه فقط بل تجاوزتِ دائرة التعليم حيث اتخذتِ على عاتقكِ دور اجتماعي وسياسي.

فنحن اليوم نسمع صوت حنجرتكِ تصدح بالحق فبتنا نراكي "ضمير متصل" روحيآ بعشق ثرى الوطن وهموم قاطنيه، في زمن اكاد أن "اجزم" ان بعض الشخصيات ما هم الى "ضمائر مستتره" خلف مصالحهم الشخصيه و"ضمائر منفصله" عن حقوق المكلومين.

فأنتي "مضافة الى" بناء الجيل الشاب، الذي لا يقبل ان يقع في محل"نصب"  بل يخدم المجتمع صامدآ يأبى أن  تكون حركته "مجروره" ولا حتى أن تنتهي "بالكسره"

اعلمي جيدآ سيدتي أن علامة انتمائكِ "مرفوعة" الرأس بالشماغ "الظاهر على اخره"، "مجرور" بخيوط عز نسجتها انامل أم اردنيه حره. كل خيط يروي بين طياته كفاح  والدة نشمية احسنت التربيه تمامآ كما احسنت هدبها.

اخيراً وليس آخراً، اعلمي جيدآ يا سيدتي أن مثابراتكِ اليوم هو "المبتدأ" ونجاحكِ "خبرها".

فللأمانه، انتِ اليوم بمثابة ايقونة نجاح ومثال حي للأجيال الاردنيه الشابه القادره على تحدي الصعاب واحراز الألقاب.

دمتي بود،،،"