آخر الأخبار

الدكتور عبدالمنعم الخالدي يكتب : المرأة ودورها في ابتعاث القيم

الدكتور عبدالمنعم الخالدي يكتب : المرأة ودورها في ابتعاث القيم
جوهرة العرب - د. عبد المنعم الخالدي – استاذ اللغة العربية

للمرأة مكانة عظيمة في الإسلام، فقد أكرمها الله بأن جعلها أم الأنبياء والرسل، وقد تجلت مكانتها ببعثة النبي محمد – صلى الله عليه وسلم- ودعوته تكريم المرأة وحفظ حياتها وصون حقوقها، ومن بعد فقد أدت المرأة دورا هاما في إعداد الأجيال وتنشئتهم التنشئة السوية من خلال زرع القيم والأخلاق الحميدة التي انعكست على الأمة الإسلامية بأبنائها الذين حملوا شعار الفتوحات، فالمرأة تكوين أساسي وجزء هام من المجتمع – -إن لم تكن المجتمع ذاته- في المجالات كافة، فهي الأم والزوج والأخت والأبناء وبصلاحها تصلح الأسرة والمنظمومة المجتمعية.واليوم تنادي العديد من المنظمات والمؤسسات العالمية بالدفاع عن حقوق المرأة وتمكينها غير أن المتتبع لهذه المؤسسات والمنظمات – في أغلبها- يجدها تنادي إلى الانفتاح السلبي ومحاولة تشويه صورتها بين أبناء أمتها والسعي لتحريف بوصلة الحق بنشرها الرذيلة وإشغالنا عن التكليف المناط بنا والذي أقره الشرع الإسلامي، ومن المؤسف أن وجدنا الكثير من الشعارات التي رفعتها بعض المنظمات والتي تتعارض مع تعاليم ديننا الحنيف فضلا عن تعارضها مع قيمنا وتقاليدنا التي نشأنا على حبها ومحاولة سلخ هويتنا وثقافتنا، وإن ما نراه من انحطاط وتراجع في المستويات كافة لم يأت محض الصدفة؛ بل أعده المغرضون منذ سنوات طوال، ولهذا فالواجب علينا – نحن أبناء الأمة الإسلامية- الوقوف في وجه هذا العدوان السافر الذي يستهدف البنى الأسرية وهدمها والنيل من ديننا وثقافتنا وتقاليدنا، ولعل الاهتمام بالمرأة يعد من الركائز الأساسية في المحافظة على المنظومة المجتمعية العربية، فهي منشئة الأجيال ومرسخة الدين والقيم، والواجب علينا أن نحافظ على كرامتها كما أمرنا ديننا الإسلامي فتكون المربية الفاضلة التي تحسن الزرع فنجني الثمار، وفي هذا الجانب وجب علينا التنبيه إلى العديد من الدعوات الدخيلة والمشبوهة التي في ظاهرها الحسن وباطنها الخبث ، وما أجمل أبيات الشاعر حافظ إبراهيم عندما قال: الأُمُّ مَدرَسَةٌ إِذا أَعدَدتَها أَعدَدتَ شَعباً طَيِّبَ الأَعراقِ الأُمُّ رَوضٌ إِن تَعَهَّدَهُ الحَيا بِالرِيِّ أَورَقَ أَيَّما إيراقِ الأُمُّ أُستاذُ الأَساتِذَةِ الأُلى شَغَلَت مَآثِرُهُم مَدى الآفاقِ .

المصدر : مركز الإصباح للتعليم والدراسات الحضارية والإستراتيجية