رئيس التحرير : خالد خطار
آخر الأخبار

المكتب الثقافي والإعلامي یستضیف الإعلامي أحمد الیماحي في جلسة "الإعلامي الإماراتي .. وحدیث عن رسالة الإعلام الیوم"

المكتب الثقافي والإعلامي یستضیف  الإعلامي أحمد الیماحي في جلسة الإعلامي الإماراتي .. وحدیث عن رسالة الإعلام الیوم
جوهرة العرب

نظم المكتب الثقافي والإعلامي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، جلسة بعنوان "الإعلامي الإماراتي...وحدیث عن رسالة الإعلام الیوم"، حیث استضافت الجلسة  الإعلامي الإماراتي "أحمد الیماحي"، وتم تقدیمھا عبر برنامج "زووم"، تزامناً مع مستجدات العمل عن بعد، وأدارت الجلسة الأستاذة صالحة عبید غابش، رئیس المكتب  الثقافي والإعلامي. 
 
وبدأت الجلسة بالحدیث عن تحدیات العمل الإعلامي الیوم في نقل الخبر، حیث أكد الیماحي أن التحدیات التي نواجھھا في حقل الإعلام الإماراتي كثیرة، وأضاف موضحاً:  "لابد وأن ندرك أن مسؤولیتنا في الحقل الإعلامي عظیمة، وترتبط بقوة بالمواثیق  الأخلاقیة التي درسناھا أكادیمیا، أي طالب الیوم في مجال الاعلام یأخذ دورة كاملة عن  أخلاقیات المھنة، وأولھا أن تكون أمیناً مع المؤسسة التي تعمل فیھا، وصادقاً تجاه  
الجمھور، مع الالتزام بالسیاسة التحریریة لأي مؤسسة تعمل بھا، والالتزام بالمواقف
الوطنیة التي نستمدھا من الثقافة والتراث والقواعد الرصینة التي نستمدھا من دیننا الحنیف
ولغتنا العربیة، فالإعلام ھو الجزء الرصین من المجتمع، ھكذا قدر لھ وھكذا یجب أن
یكون، لا یمكننا أن نفصلھ عن المجتمع، وعلینا أن ننشد الاحترافیة باستمرار، ولكن یجب
أن نترك مساحة لمشاعرنا، نحن محترفون ولكن نحتاج لحزمة من القناعات والمشاعر
والمبادئ المستمدة من دیننا و وطنیتنا وانسانیتنا.
وأضاف الیماحي، قائلا:
 واحدة من التحدیات التي تواجھنا ھي المخرجات، فلابد وقبل أن أصل لمھنة الصحفي أن
یكون لديّ تسلسل أكادیمي واضح، فنحن نشكو حقیقة من بعد المراحل الدراسیة والجامعیة
عن الواقع العملي، ما درسناه على مقاعد الدراسة خاصة الجامعیة بعید عن الواقع الذي
نعیشھ، والیوم نتكلم عن إعلام رقمي، ولا تناسبنا دراسة كتب من السبعینات، لذا نحتاج
لغربلة مناھجنا، نحتاج لوضع قاعدة صحیحة للإعلامي الإماراتي أكادیمیة وعملیة، كي
نجد إعلامي ناجح، وینبغي أن نفعّل الدور الرقابي للمجلس الوطني للإعلام، فالكثیر من
الدورات التدریبة الإعلامیة الیوم، لا تقدم لنا إعلامیین مؤھلین بالشكل الصحیح، لذا نواجھ
الیوم تحدیات في المخرجات الإعلامیة، ونعاني من ظاھرة التسرع في الوصول للشھرة،
دون تدرج، لذا بعض المخرجات لا تلیق بالشاشة، نحتاج لتدرج في الدراسة والتدریب والتخصص.

وأضاف مؤكدا على ضرورة الاھتمام بصنع إعلام مؤثر، وذلك لنستمر في السیر على نھج 
الشیخ زاید، طیب الله ثراه، حیث قال: 
"نحن جزء رصین من قیم المجتمع الاماراتي، جزء من سیاسات مؤسساتنا الإعلامیة، 
وجزء لا یتجزأ من قیم مجتمعنا، لا یمكن لھذه المنظومة أن تنفصل، الشیخ زاید، رحمھ 
الله، زرع قیم ووضع لنا دستور وخارطة طریق، تتحدث عن قیمنا في التسامح والتعایش 
والشفافیة".
وتساءل الیماحي قائلا: 
أین تصنع الریادة؟ وأجاب: الریادة في العمل الإعلامي لا تأتي من الجلوس في المكاتب 
وانتظار الأخبار من وكالات الأنباء، بل من العمل في المیدان، ومواجھة كل الظروف 
القاھرة للحصول على خبر. 
وتم خلال الجلسة طرح تساؤل آخر، حول ھل تشكل مواقع التواصل الاجتماعي تھدیدا 
لبقاء الوسائل التقلیدیة، شاشة التلفاز، والبث الإذاعي والصحافة المقروءة؟ 
حیث قال الیماحي: ھذه المسألة الجدلیة في الصحافة والإعلام، فتحت منذ سنوات ولم تغلق 
حتى الساعة، ولا أحد یمكنھ أن یعطینا حقیقة قاطعة، ولكن الواقع یؤكد أن ظھور المذیاع لم 
یلغِ الصحف، وظھور التلفاز لم یلغِ المذیاع، وبالتالي لن تلغي وسائل التواصل الاجتماعي 
وسائل الإعلام التقلیدیة، فلازال ھناك مثلا من یحب رائحة الصحف ویفضلھا كمصدر 
للأخبار. 
وأشار الیماحي لجانب مھم، وھو تغیر الكثیر من المفاھیم الیوم، فظھور وانتشار شخصیة 
ما عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ووجود الكثیر من المتابعین لھا، لا یعني أنھا أصبحت 
شخصیة إعلامیة، ھي شخصیة مشھورة نعم، لكن الإعلامي یحتاج للتدرج، لسنوات من 
الدراسة والتعلم والعمل لیصل إلى مكانھ، ولیس لعدد كبیر من المتابعین فحسب. 
وكان لابد من التساؤل حول تمكن الیماحي من اللغة العربیة التي یتحدث بھا بكل سلاسة 
وطلاقة، حیث قال: 
"لیس لھذا في الحقیقة وصفة سحریة، بل ھو بمثابة تراكمات إیجابیة منذ الصغر، والمسألة 
لیست في الكتب ولا في البرنامج الاكادیمیة ولا الدورات، بل في قدرتك على الالمام 
بأدواتك المھنیة، وثقافتك ولغتك وفھمك للكامیرا والأمور التقنیة، وأن تحظى بقبول 
الجمھور، وأن تكون على اطلاع واسع وقراءة مستمرة فحقلنا الإعلامي متسارع جدا". 
وأضاف موضحاً: " من تجربتي أنصح الجمیع بالسعي لطلب العلم، لا تجلس وتتحسر 
وتردد عبارة "لم یعلمني أحد"، فمثلا قبل أن أبدأ في التقدیم التلفزیوني، استعنت بمتخصص 
في علوم النحو، دربني على كافة القواعد النحویة لأتجنب الأخطاء، فالجھد الشخصي مطلوب للنجاح، كما یجب أن تكون أكبر ناقد لنفسك، لا تتوقف أمام المدیح، افرح بھ 
واشكر من مدحك، ولكن توقفك یعني تراجعك، بینما نقدك المستمر لنفسك یطورك.
وتحدث الیماحي عن أھمیة وجود قدوة لكل إعلامي، ولكن بشروط، حیث قال:
بالنسبة لي قدوتي في المجال الإعلامي كان سعادة الأستاذ تركي الدخیل سفیر المملكة 
السعودیة في الإمارات، فھو قامة شامخة، عنده المقدرة على صیاغة أسئلة ذات جودة عالیة 
وأسلوب مبھر في وقت وجیز، والكاریزما حاضرة لدیھ، ولكن یبقى السؤال الأھم، ھل 
وجود قدوة لنا یعني الانقیاد التام لھا والتقلید وتتبع الخطوات؟، بالطبع لا، لأنك إذا قلدت 
شخصاً آخر ستكون نسخة عنھ، بینما یحتاج كل انسان لأسلوب متفرد كي ینجح، والبعض 
یتعجل الوصول لشھرة وبالتالي یقلد شخصیة مشھورة، ویتحول لنسخة عنھا، ولكنھ لن یجد 
القبول من الجمھور. 
وبالنسبة للبرامج التي یفضلھا الیماحي، قال: 
أنا أفضل البرامج الاستقصائیة، التي یحصل فیھا الصحفي على المعلومة بنفسھ من 
المیدان. 
وقدم الیماحي كلمة لإعلاميّ المستقبل، حیث قال: 
"لا تستعجلوا النجاح والشھرة، النجاح الحقیقي ھو الذي یأتي بالتدریج، بعد سنوات من 
العمل والخبرة، وتمسك بقناعاتك مھما واجھت من عقبات، فقد كانت لديّ دائما قناعة أن 
الحیادیة یجب أن تغیب في ركائزنا الدینیة، والوطنیة وأمام الإنسانیة، ففي ھذه المواقف 
علیك أن تترك المجال لمشاعرك، لقیمك وقناعاتك. 
وفي نھایة الجلسة تم فتح باب الأسئلة أمام الجمھور، حیث طرحوا عدة أسئلة أجاب عنھا 
الإعلامي أحمد الیماحي، وأھمھا تساؤل حول إمكانیة تحقیق سبق صحفي دون الاخلال 
بأخلاقیات المھنة، حیث قال "الیماحي": 
 " تأكد من أدواتك، ثق بخطواتك، ھناك آلیة عمل واضحة في كل مؤسسة، وكل عمل یقدم 
یمر بعدد من المراحل والأشخاص، وھناك جھات اختصاص، لكل عمل تتحمل مسؤولیتھا 
كاملة، لذا علینا أن نعمل بمصداقیة وثقة مع الحرص على أھمیة العمل الجماعي، والتكاتف لیكون العمل المقدم على مستوى جید.