تكثر الخرافات, الممارسات و البدع في المجتمعات العربية و الغربية على حد سواء, منها البدع التي لا تمت إلى المنطق بصلة و منها الملموسة التي لا تفرق عن غيرها من الممارسات بدرجة الغرابة و سرعة الإنتشار. و حتى لوكانت تلك البدع متوارثة يجب على العقل و العلم إثبات مدى صحتها, لكن الإنسان بطبعه يبحث عن أي شي يريحه و لو كذبا" من خوفه من المجهول.
صب الرصاص, عادة تشيع في بعض المجتمعات الغربية و العربية يقوم بها المشعوذون و العرافون الهدف منها التنبؤ و التكهن بالمستقبل في الغرب أو لفك السحر و منع الحسد عند العرب. و يقوم الغرب بصهر الرصاص في إناء معدني ثم سكبه في الماء البارد, و بعدها التنبؤ بالطالع أو كشف المستقبل يوم رأس السنة الميلادية, بحسب معتقداتهم, من خلال الرموز التي يشكلها الرصاص في الماء البارد.
و تشتهر كل من النمسا, البوسنا, سويسرا, تركيا و ألمانيا بهذه العادة التي منعتها الأخيرة منذ العام 1998 من الممارسة بسبب السموم المنبعثة من الرصاص و التي تؤثر سلبا" على صحة المستخدمين.
اما عربيا", تستخدم الطريقة عينها مع الإختلاف في الهدف. بحيث أن العرب يعتبرونها طريقة فعالة لصد الحسد و فك السحر. و يعتبر الإسلام هذا النوع من الممارسات محرم و ليس له تأثير حسي معلوم و ليس أيضا" من الرقية الشرعية المأثورة. فالتداوي به هو نوع من الشرك بالله.
و عن حكمها في الإسلام, يقول الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى: " هذه الأمور ليست من الأسباب الشرعية, التي شرعها الله على لسان نبيه, التي يتوسل بها إلى رضى الله و ثوابه, و لا من الأسباب القدرية التي قد علم أو جرب نفعها, مثل الأدوية المباحة."
أما علميا", إن الأشكال التي ينتجها الرصاص هي تغيير فيزيائي طبيعي لتحول الرصاص من حالته السائلة إلى الحالة الجامدة.
ختاما", نقول بأن التعلق بالخرافات يؤثر سلبا" على المجتمعات و إنتاجيتها إذ إن تعلق الإنسان بما هو غير ملموس و غير شافي يؤدي إلى هلاك العقل و الطموح. فالمستقبل هو ما نخطط و نسعى له و ليس ما نكتشفه عبر الرصاص.