لقد أراد الله سبحانھ أن یمتحن البشر لأنھ یحبھم ،ویرید الله أن یتفكرون في خلقھ بما حولھم وبحكمتھ سبحانھ في الوجود على
الأرض ،فأرسل للبشر فیروس صغیر الحجم یفتك بھم أن امتھنوا الحیاة بحنكة وحكمة وتفكر بخلق الله ،كما أرادھا الله لھم كي یتعاملوا مع ھذا الفیروس بحكمة وتریث وتفكر كما یتعاملون مع أي جرثومة فتاكة قد تصیبنا ،لا أن یجعلوه مصدر إرھاب ورعب للبشریة جمعاء كما تفعل بعض الدول في الوطن العربي والغربي أیضا ،وھو فیروس لا یرى بالعین المجردة لكنھ فتك بالعقول قبل أن یصل للجسد ،وسكن بالنفوس بشكل وحش مفترس یرید القضاء علیھم.
في الحقیقة المرة التي لا یعرفھا الكثیرون الذین ابتعدوا عن ذكر الله و عما جاء وأنزل في محكم كتابھ سبحانھ وھو یقول للبشر
"قل لن یصیبنا إلا ما كتب الله لنا"ولو أن كل أنسان مسلم أو كافر كان مؤمنا بذلك ما خاف للحظة من الفیروس لأنھ كما یقال في المثل العامي "المكتوب لیس منھ ھروب "فإذا كتب الله لنا الموت في الفیروس فھو أمر محتوم مكتوب ومحتوم ،ولو أجرینا مئات الفحوصات والإجراءات الوقائیة ،ولو قمنا بالتعقیم الطبي ودفعنا آلاف الدنانیر التي سحبت منا للتنقل بین البلدان للعمل وقضاء حوائجنا ،ویكفینا فحص واحد یؤكد خلو الفیروس من أجسادنا لكن بعض الحكومات للأسف تبتزنا مالیا ونحن المفلسون من الرعب ومن الجیوب الممتلئة بالدولارات التي یسحبونھا منا مقابل أجراء الفحص الإلكتروني عبر المنصات الكاذبة.
في كل رحلة فحص كورونا بمبلغ وقدره وحجر صحي وتكالیف ناھیك عن الخوف والرعب الذي یزرع في نفوسنا من ھذا الوباء
،والتجارب كثیرة أجریت علینا آلاف الفحوصات للكشف عن الفیروس في أجسادنا وآلاف الدنانیر دفعت مقابل التأكد من النتائج السلبیة أو الإیجابیة وفي كل مرة اتكالنا على الله أنھ لن یصیبنا إلا ما كتب الله لنا ،نعم ھناك أموات ووفیات من الوباء لكنھا مكتوبة لھم في اللوح المحفوظ وكما یقول سبحانھ ویدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشیدة ،والأمثلة كثیرة على حالات نجاة من أھوال موت محتم لكن الله أرادھم أن یبقوا على قید الحیاة ،دون التحضیر لمقابر خاصة لدفن موتى الفیروس.
في زیارتي الأخیرة لجمھوریة مصر العربیة رأیت العجائب ،الناس یعیشون بالبركة والتوكل على الله والمصریون شعب یحب
الحیاة رغم ظروفھ القاھرة صابر محتسب أمره بأنھ لن یموت إلا بما كتب الله لھم ،تسكن أراوحھم حیاة من نوع جدید ،وإیمانھم أقوى من قوة الصخور بصلابتھا وعظمة الأھرامات بحضاراتھا العریقة الشامخة ، وبقمم الجبال الشامخة العاتیة ، كلھم متوكلون على الله بما قدر لھم حیاة أو موت.
وإذا أردنا المقارنة بدول أخرى ھناك إجراءات احترازیة مشددة ونفقات عالیة مقابل الحفاظ على الأرواح كما یدعون ،ویطالبون
لقاء التنقل والسفر إجراء فحوصات مخبریھ واھیة دون فائدة ، وكلھا ذھبت أدراج الریاح لأن تكرار الفحص ألمخبري لن یمنع الموت عن أحدنا ولن یجعلنا بدون إصابة بالفیروس لأنھ كما یقولون سریع الانتشار في الجسد الضعیف المنھك الذي لا یقاوم
المرض بكریاتھ البیضاء ،لكن تلك الدول اتخذت من الفیروس ذریعة كمصاصي الدماء لیستنزفوا الأموال ممن یسیرون بالبركة
والتواكل على رب العباد لأنھ أدرى بنا وھو ما قدر لنا متى نغادر ھذه الأرض ولا تعني كورونا أنھا خطورة على البشر بقدر لأفكار المسممة وما یبث عبر الفضائیات لإرھاب الناس ،فلنصرخ بمن یدعون بأنھم یحاربون الإرھاب أن یتوقفوا عن ھذه الإجراءات ولیكتفوا بالتعامل العلمي المنطقي كما في كافة الأوبئة والأمراض الساریة والمكتوب لیس منھ ھروب.
نعود لشعب مصر العظیم أنھم أناس متوكلون مؤمنون بأن القضاء والقدر ھو أیمان راسخ ویقین بأنھ لن نموت إلا بما كتب لھ ولنا بموعد یحدده الله كما یوم الولادة ھناك یوم للرحیل بمرض أو غیره فلنتق الله في البشریة ولنتعامل مع الأمور بحكمة ولندع كورونا یعبر بسلام مثل أي مرض أو فیروس دون إرھاب لنا فلنتفكر ولنعود إلى الله ونخافھ قبل خوفنا من كورونا الواھیة .