ستون عاما من الفراق والرحيل ولكن لم تمنعهم مسافات الضحى ولا عشيات الليل في البحث عن تواقيع الماضي ودروس طهارة الأخلاق.. لم تثنيهم سنوات طوال من الفراق وعسر البحث عمن علمهم أبجدية الحروف .. عادوا إلى حنين الروح وبوح الذاكرة الممزوجة بالوفاء لمن أعطى.. افترشوا الطرقات وجابوا حارات الوجد وطرقات الوفاء كي يجدوا من علمهم ..القلم وما يسطرون.. سألوا عنه الابواب القديمة التي تفوح منها رائحة الحروف.. وحين اعياهم تعب الشوق إلى حنين الماضي وجدوا شيخا وقد كسى الشيب لحيته وفارق شعر رأسه سواد الليالي.. وجدوا شيخا جليلا قد شمر عن ساعدية كي يتوظا للصلاة في محراب التقوى .. وجدوا هيبة العلم القديمة التي تعثرت بعد رحيلهم .. انه المعلم المربي الفاضل الشيخ الجليل عبدالله محمود العلاونة اول معلم ومدير في بلدة الحمراء عام 1958
انها مرؤة الانعتاق نحو محاسن الأخلاق انها رد جميل من لمن أفنى ربيع العمر في محو امية الجهل..انها مكارم التربية التي دعتهم إلى هذا التحرر نحو رفعة نقاء الفكر ..وحدهم هم الأتقياء والانقياء الذين ييحثون عن ملاذات الطفولة حين عصف بهم شوق الحنين ..انهم منتدى ابن خلدون الثقافي برئاسة الأستاذ المتميز محمد صايل الخالدي رئيس المنتدى ومدير مدرسة الحمراء الثانوية الأستاذ منصور الناصر والكادر التدريسي الذين كرموا فضيلة المعلم الجليل. كل الشكر وجميل المودة لهم ولكل من ساهم في هذا التكريم .