الكتابة عن "بثينه الطروانة" صعباً قليلاً، ليس لأنها تحمل تاريخاً في العمل العام، فهي مقبلة على هذا العمل بهدوء حذر، وبوجهة نظرها أن عمل الخير يأتي بالسر والخفيه بعيداً عن عيون الكاميرات الصحفية والإستعراض على جوع الفقراء وحاجيات الأيتام، وهذا الموضوع لانقاش فيه.
فهي صاحبة طرح مدني فهي كركية جاءت الى العاصمة عمان وحصدت في الانتخابات الماضية اكثر من خمسة آلالاف صوت وكان بينها وبين المقعد عشرات الأصوات، ثقلها العشائري الإنتخابي في الدائرة الثالثة في العاصمة عمان لايتعدى الخمسة وعشرين صوتاً في نفس الدائرة، فرغم ان قلبها الكركي وهواها عماني غير أنها وضعت "كسر التابوهات" التي تقول ان النائب يأتي على أسس عشائرية ومناطقية وليست برامجية، ووضعت هذا التحدي بين عينيها، والذي كان بينها وبين النجاح عشرات الأصوات غير أن الحظ لم يحالفها.
ولذلك ثقل بثينة في الدائرة ليس المال السياسي أو الدعم الحزبي، ولكنه البرنامج الإنتخابي الذي تحمله، فهي ترى أن سبيل الأردن الوحيد الآن هو دولة مدنية تنتخب مرشحيها على أساس برامجي، يدعم المساواة بين المرأة والرجل، ويعطي الفرصة للنساء بتولي المناصب القيادية.
قبل أيام كنت جالساً مع المهندسة بثينة والتي حدثتني عن حلمها في دولة مدنية قادرة على كسر يد الفساد ووضع بنية تحتية راسخة للمشاريع في الأردن بدلاً من محاولة الإلتفاف على القانون وكسب العمولات من "السمسرة" وعدم اقامة مشاريع إنتاجية قادرة على رفع الاردن اقتصادياً والتقليل من يد البطالة.
وترى أن العمل النقابي اساس في العمل العام، فخلال عملها في عضوية نقابة المهندسين كان لها دوراً في النقابة من خلال ترسيخ واحترام العمل النقابي والعمل على تطوير النقابة.
وبحسبها أن العمل النيابي ليس عشائري أو خدماتي، بل هو حاجة لتشريع القوانين لتطوير الحياة المدنية الأردنية، وتعديل قوانين كثيرة لحماية المرأة والعمل على تطوير القطاع الصناعي والهندسي والخدماتي الخ.
تبقى بثينة مهندسة قلبها كركي لايحمل ثقل عشائري في عمان ولكن ثقلها هو برنامجها الإنتخابي ومحبة الناس لها