" لا داعي للهلع " بقلم الكاتبة كارين العاشق

جوهرة العرب : الكاتبة كارين العاشق

تكثر مشاكل هذا العصر و ضغوطاته, إذ يتعرض الفرد منا للكثير من المشاكل اليومية المتكررة. و لم يعد ينقصنا  سوى فيروس كورونا, الذي زاد الطين بلة و أضاف إلى القلق المستمر من هموم الحياة اليومية, نكهة جديدة مختلفة من الهلع المنتشر في نفوس البشر.

يخاف الإنسان اليوم من الغد, من ألم الفراق, فقدان المقربين, الخوف من عدم توفر فرص العمل و الحياة الكريمة بالإضافة إلى القلق على المستوى الشخصي صحيا". كل تلك الأمور تسير نحو المجهول, مما يؤدي إلى خلق حالة من الهلع قد تتطور إلى أن تصل لحدود حالة نفسية مزمنة تتبلور حتى تصل إلى نوبات الهلع.

فما هي نوبات الهلع؟ و ما هي أعراضها؟

نوبات الهلع هي عارض نفسي, و عندما نقول نفسي أي أنه ليس لديه أي مبرر جسدي صحي. يكون الجسم في حالة سليمة تم التأكد منها من خلال الفحوصات السريرية و المخبرية.

و قد يظهر هذا العارض ضمن أي من الإضطرابات النفسية مثل الإكتئاب و يمكن أن يظهر منفردا" في حالة الإضطراب الهلعي.

يشعر المصاب ضمن فترات مفاجئة بالخوف الشديد الذي يشمل الخفقان, التعرق, الإهتزاز, ضيق النفس, التنميل و غالبا" ما يشعر المريض بأن شيئا" سيئا" سوف يحدث أو بأنه سوف يفقد السيطرة على نفسه.

و يمكن أن تستمر تلك الأعراض من ثانية إلى ساعات.

تتراوح الأسباب المؤدية إلى نوبات الهلع بين بيولوجية, بيئية, إجتماعية و غالبا" ما تظهر في مرحلة البلوغ المبكرة و في الأشخاص الذين لديهم ذكاء فوق المتوسط. و يمكن الخلط بين نوبات الهلع و نوبات القلق لكن موضوعنا اليوم هو نوبات الهلع و طرق التخلص منها. يمكن أن يكون علاجها من خلال الدواء, بعد الإستشارة الطبية طبعا", للأشخاص الذين يعانون من نوبات متكررة. كما يمكن أن يساعد التدريب على التنفس و التدريب السلوكي على التخفيف من الأعراض و حدتها.

من أبرز أعراض الهلع عدم القدرة على التنفس بشكل صحيح, قد تساعدنا دراسة أجراها طبيب يدعى       " رونالد رابي" على تعلم طريقة في التنفس و التخلص من النوبات المزعجة و أشار إلى أنه يجب علينا إتباع هذه الخطوات:

أولا", يتم الجلوس مع وضع المرفقين على جانبي الأريكة من أجل الحد من تشنج الكتفين.

ثانيا", أخذ النفس عن طريق الأنف بهدوء و سكينة مع ملء الصدر بالهواء و حبسه لمدة 4 ثواني.

ثالثا", لفظ الهواء ببطء عن طريق الفم خلال 4 ثواني مع تكرار كامل العملية لبضع دقائق.

و مع مرور الوقت يشعر المصاب بأنه تخطى الشعور المخيف بالإختناق.

على أمل بأن نتخلص من الهلع نهائيا", نقول بأنه " لا داعي للهلع" و لكل مشكلة حل. فلننعم بحياتنا.