هيفاء (الأردنية) وحنان (السعودية) على أعلى قمّم السياسة والمسؤولية
بقلم: المستشار محمد الملكاوي – رئيس التحرير
"جوهرة العرب"
مؤخراً ... لم يأتِ اختيار جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين للسيدة هيفاء تركي الخريشا مستشارة لجلالته لشؤون السياسات في الديوان الملكي، من باب الكماليات أو الاستعراض أو الكوتا، مثلما لم يأتِ اختيار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود للسيدة السعودية حنان بنت عبدالرحيم بن مطلق الأحمدي لتكون مساعداً لرئيس مجلس الشوري السعودي بالمرتبة الممتازة على سبيل الصُدفة أو للديكور أو للزينة.
فكلاهما (أي هيفاء الأردنية وحنان السعودية)، خطفتا أنظار ملكين عريقين عتيقين مخضرمين، بسبب مهنيتيهما وأدائِهما، وهذه ميزة جديدة تُسجل لقيادتين حكيمتين تؤمنان بأن التميّز في الأداء والعطاء هو الفيصل في المناصب القيادية العُليا، المجاورة لمكاتب صُنع القرار في الأردن والسعودية. كما أنها تُسجل للمستوى السياسي المُتقدم والرفيع الذي وصلت إليه المرأة في البلدين الشقيقين.
قد لا تعرف هيفاء حنان، وقد لم تسمع حنان بهيفاء (مِنْ قبل)، لكنهما عملتا دونَ شكٍ بجدٍ وجهدٍ في مسارين متوازيين وفي بلدين جارين، للمنافسة بشرفٍ كبرياءٍ، وعزة المرأة الأردنية، وجلال المرأة السعودية لتبوء أعلى المناصب الوطنية والسياسية، القريبة من زعيمين عربيين لهما حضورهما العالمي اللافت في كل المحافل الدولية، واللذين يتصفان بحكمة الملوك والحِنكة والهدوء والرصانة في اتخاذ القرارات.
معروف عن جلالة الملك عبدالله الثاني أنه (جندي) أردني برتبة ملك، ومعروف عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان أنه مواطن سعودي برتبة (خادم) لأقدس مقدسات المسلمين، لهذا لا غرابة في امتلاكهما للرؤية الثاقبة التي تجعلهما يقودان مملكتين شامختين ومحفوفتين ومحفوظتين بحمد الله بالأمن والأمان والاستقرار، رغم كل الأخطار والتحديات التي تكاد تعصف بمنطقة الشرق الأوسط والخليج العربي.
ورغم هدوء وكياسة واتزان (هيفاء الخريشا الأردنية وحنان الأحمدي السعودية)، وأنهما عملتا بجدٍ واجتهاد خلف الكواليس دون إضاءة كاميرات أو بهرجات إعلامية، إلا أنهما أسمعتا العالم صوت المرأة الأردنية والمرأة السعودية الحقيقي، الذي ينطلق من وسطية واعتدال الإسلام، وأكدتا معاً، كلّ واحدةٍ من فناء تراثها وإرثها وعلمها وعملها بأن المرأة العربية الثرية بدينها وعروبتها وأردنيتها وسعوديتها قادرة على أن تكون قيادية لخدمة وطنها، وفق رؤى وتطلعات قيادتيهما، اللتين توسمتا فيهما الخير، في الأردن والسعودية.
وهُنا ... قد يحاججني أحدهم ويقول بأن هناك دول عربية أخرى منحت المرأة العربية حقها في أن تكون في الصدارة أيضاً. لهذا أرد عليه وأعترف وأقول (نعم)، فالإمارات والكويت والبحرين ومصر وغيرها من الدول العربية في المنطقة هي من الدول السبّاقة أيضاً في مجال تمكين المرأة من تبوء المراكز والمناصب القيادية العُليا في تلك الدول.
ولكنّي أضيف وأقول بأنه في الوقت الذي تغرق فيه منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي بالمخاطر والضبابية وفيروس كورونا من كل حدبِ وصوبٍ، وسادت الحروب الداخلية والفوضى في بعض الدول الشقيقة، مما تسبب في أن تدفع المرأة العربية في هذه الدول الثمن باهظاً وغالياً في هجرات وهروب ولجوء ومخيّمات وجوع وعطش، خرج على العالم ملكين حكيمين (الملك سلمان بن عبدالعزيز والملك عبدالله الثاني) ليؤكدا بأن المرأة السعودية والمرأة الأردنية، شريكتان حقيقتان في بناء بلديهما وبأعلى المناصب، إلى جانب أشقائهما الرجال، تحت خيمة واحدة هي خيمة الوطن.
فلتهنأ السيدة هيفاء تركي الخريشا الأردنية، والسيدة حنان بنت عبدالرحيم بن مطلق الأحمدي بالثقة الملكية السامية وبمنصبيهما القياديين المرموقين في الديوان الملكي الأردني ومجلس الشورى السعودي، فقد نالتا شرف تمثل الرجل قبل المرأة فيهما، في مرحلة الإصلاح الحقيقي في كل من الأردن والسعودية التي يقودها زعيمان مخضرمان ... وألف مبروك.