جيش إليكتروني أردني تطوّعي على (تويتر) للدفاع عن الأردن ... فيه كتائب وسرايا وقناصين ومدفعية ثقيلة للرد الإليكتروني السريع
"جوهرة العرب" - خاص / المستشار محمد الملكاوي – رئيس التحرير
بدون (مارشات) عسكرية، أو (طوابير) صباحية ومسائية، أو (مناورات) بالذخيرة الحيّة، و (المسير) الليلي الطويل، بكافة (يطق – عِدّة وعتاد ومستلزمات) الجندي المُقاتل، شكّل نخبة من بنات وأبناء الوطن أغلبهم من فئة الشباب جروبات، أنا أسمّيها باعتزاز (كتائِب) إليكترونية أردنية تطوعية على (تويتر)، بهدف الدفاع عن الأردن، والرد إليكترونياً على الأعداء والمُزاودين والحاقدين على الأردن، الذين يستخدمون بخُبث الإشاعات والخداع والتضليل الإعلامي والكذب والتدليس للإساءة للأردن وقيادته والشعب الأردني، على السوشيال ميديا.
شابات نشميات وشباب نشامى، تعرّف مُعظمهم على بعضٍ على (تويتر) من خلال (بوستاتهم) وتعليقاتهم وردودهم للدفاع عن الأردن، فبدأوا أول الأمر بدعم بعضهم البعض إليكترونياً ضد الهجمات التي يشنّها الأبالسة والشياطين الكارهين والحاقدين على الأردن، أو على الذين يزادون على الوطن من الداخل والخارج، تحت مسميات كاذبة وهي الوطنية المزيفة وحُبّ الوطن الأسود، فيما هم أفاعٍ وثعابين هدفها دسّ السمّ بالدسم في المجتمع الأردني، وبين المواطنين البسطاء عبر فيديوهات ملوّثة أو بوستات وتعليقات وردود آسنةٍ.
ولكن بعد ذلك ولغايات مؤسسية العمل وتحقيق أكبر فائدة من الجهد الجماعي قام هؤلاء الشباب بتجميع صفوفهم في جروب واحد أو أكثر على شكل كتيبة عسكرية (كما أحبّ أن أسمّيهم)، ولكل واحدٍ فيهم وظيفة ومهمّة رئيسية في كل قضية تطوعية.
وككل جيوش العالم التقليدية بأسلحتها البالستية وطائراتها ودباباتها ومجنزراتها، فإن لهذه الكتائب الأردنية التطوعية غُرف عمليات وميادين للرماية والقصف والراجمات الإليكترونية والصواريخ (التويترية) التي لا تخرج اعتباطاً، خاصة ضد الحِسابات الوهمية على تويتر، أو الحِسابات الموجهة خصيصاً ضد الأردن، أو الأشخاص الذين امتهنوا مهنة الإساءة الدائمة للأردن بمناسبة وغير مناسبة.
وغرف العمليات الإليكترونية هذه كما قال لي السيد يزن مقابلة (منسّق) جروب / كتيبة (النشامى) على تويتر يتم فيها التداول اليومي لكل ما يجري على الساحة الأردنية، لدعم كل نشاط (تويتري) يخدم الأردن، فيما يتم تصميم الطريقة الإليكترونية المناسبة للهجوم أو للرد المعاكس، على الأعداء والمُزاودين والحاقدين، فأحياناً يكون الرد عنيفاً بمدافع ثقيلة وصواريخ شديدة التفجير، خاصة للحِسابات العدوّة والحاقدة والمُشككين والمُزاودين المعروفين، وأحياناً يكون الرد لإظهار الحقائق، بمودة ودفء واحترام بهدف التوضيح والتوعية وتحسين صورة الأردن، والحفاظ على علاقات الوطن مع الدول الشقيقة والصديقة، التي قد تتعرض أحياناً من قِبل حِسابات حاقدة أو كاذبة أو وهمية إلى إساءات باسم الأردن والأردنيين.
ولأني شخصياً (كمستشار إعلامي ومحلل سياسي وأمني) أحد الشهود على تأسيس مثل هذه الكتائب، فقد فوجئت ذات ليلة برسالة من أحدهم، والذي عرّفني على اسمه وصفته، وطلب مني رقم هاتفي لأمر طارئ، وأخبرني هاتفياً بأنهم في الجروب (الكتيبة) تداولوا مسألة دعوتي للانضمام للجروب بعد دراسة مستفيضة للبوستات والتعليقات والردود التي كنت أقوم بها على تويتر ضد حِسابات وهمية وأشخاص معروفين هدفهم الإساءة للأردن بشكل دائم، وقد تشرفت بانضمامي لهذه الكتيبة التي أتعامل فيها مع شابات وشباب لم ألتقِ وجاهياً مع أي واحدٍ منهم حتى الآن، لكننا نلتقي إليكترونياً على تويتر، وأحياناً في غرفة العمليات التي يتم فيها تداول القضايا الإعلامية المهمّة جداً في الأردن.
ولست أنا الوحيد الذي تم دعوته لمثل هذه الكتائب بهذه الطريقة، فهناك أساتدذة جامعات وإعلاميين ومعلمين ونشطاء في المجتمع وموظفين في القطاعين العام والخاص ومتقاعدين، ومواطنين أردنيين مغتربين وغيرهم، الذين اتفقوا جميعاً على أن يكونوا جزءاً من (جيش إليكتروني) أردني تطوعي لحماية الوطن إعلامياً عبر تويتر.
وأجمل ما لمسته في هذه الكتائب بأن كل واحد فيهم هو عضو برتبة ضباط، وموزعين على سرايا (مجموعات)، ولكل سريّة (مجموعة) دورها الخاص في الاقتحام أو الالتحام أو الرد أو التوضيح أو الإشادة أو إعادة التغريد على تويتر وغير ذلك من أساليب الرد، وبعضهم كان يؤدي دوره كقنّاص لاصطياد المزاودين والمُشككين بمعلومات مهمّة وخاصة يطلقها عليهم، مما تسهم في إجهاضهم وتسقطهم أرضاً فوراً أمام متابعيهم، بينما يقوم آخرون بأعمال الدورية المتقدمة للاستطلاع والرصد والمتابعة، وإبلاغ غرفة العمليات بأي تطورات جديدة ضد الأردن، لمناقشتها في (مطبخ) غرفة العمليات، وصولاً إلى وضع خِطة أو خِطط الرد حسب طبيعة كل قضية، لأن بعضها قد يحتاج إلى أكثر من خِطة للتعامل العاجل أو قصير أو متوسط أو طويل المدى معها في ذات اليوم، أو في الأيام اللاحقة.
ويتم بشكل يومي ومستمر (وفق ما قال السيد يزن مقابلة) تداول أبرز القضايا، عندها يبدأ مطبخ غرفة العمليات بفتح باب النقاش للجميع، وبحرية مطلقة بهدف تعزيز الولاء والانتماء للوطن وقيادته الهاشمية، ورفع مستوى الوعي، وتحسين صورة الأردن، إضافة إلى التصدي للاعتداءات على الأردن مِنْ قِبَل الأعداء والمزاودين والحاقدين. وفي بعض الأحيان قد لا يتم الاتفاق أو التوافق على خطة العمل أو على أحد الهاشتاقات، لهذا يتم بعد نقاشات مستفيضة بين الجميع، حسم الأمر من خلال عملية تصويت علنية ديمقراطية بين الجميع.
وبحسب (المقابلة)، فإن الجميع سواسية في الجروب (الكتيبة) فلا رئيس ولا مرؤوس بالمعني العسكري، لهذا لا يحتاج الأمر أكثر من مُنسقٍ للعمل المُشترك، وهذا هو سرّ نجاحها، وبذلك فإن الجميع هم شركاء في الجهود وبأعلى درجات المسؤولية الوطنية التطوعية، ومن هُنا تأتي قوّة الجروب (الكتيبة) لأن كل واحدٍ يشعر بأنه قائد.
وبـإطلالة موضوعية على الهاشتاقات التي تبنتها كتيبة (جروب النشامى) على سبيل المثال فقد تم إطلاق (10) هاشتاقات خلال الشهرين الماضيين وصلت إلى (الترند)، وأبرزها:
#الشهيد_علي_الجعارات، #همّي_أردني، #نحبك_سيدنا، #حمى_الله_الأردن، #النشامى_قدها، #الملك_يتابع، #صحتنا_مسؤوليتنا، #وعيك_قوتك، #الأردن_ينتخب، #بدأ_ التشديد_الأمني، مشيراً إلى بعض هذه الهاشتاقات وصل إلى (40) ألفاً، وبعضها إلى (30) ألفاً، علماً بأن الهاشتاق الواحد يحتاج إلى (1300) تغريدة فقط ليصبح (ترنداً).
ويبقى القول: إننا في موقع "جوهرة العرب" الإخباري الأردني نعتز بقواتنا المسلحة الأردنية (الجيش العربي)، وكذلك بأجهزتنا الأمنية جنود الحق والعيون الساهرة، وبالجيش الأبيض الذي يحارب فيروس كورونا في المستشفيات وكل ركن من أركان الوطن، مثلما نعتز أيضاً بالجيش الإليكتروني الأردني التطوعي الذي يفخر بأنه يدافع عن الوطن بسلاح التكنولوجيا والسوشيال ميديا. (م. م.)