من قرية ساكب في محافظة جرش انها لم تصدق ما تسمع من الأخبار عن كورونا وعن خطورة المرض وكيف ينتشر فكانت لا ترتدي الكمامة، وتخالط كما الأغلب.....
استمرت في زيارتها لمن تحب حتى جاء موعد الفرح لإحدى العائلات المقربه لها،
لا شك أنها ذهبت لتشاركهم فرحتهم فشاركتهم أيضا المرض.
من هنا تبدأ قصة الوعي المنسية والمرميه في الأدراج التي لا نلجأ لها إلا بعد المعاناه، قالت م. م:
انها بعد أن ذهبت للفرح وانتهت من السلام باليد،
الذي لا يخلو من القبل لكل عزيز.
جلست لتسمع إحدى النساء تقول:انا مفلوزه...
وما لفت انتباهها انها قامت بالسلام على هذه السيده كما قام الجميع، لكن ليس بحوزتها المعقم لتعقم يداها.
ولا تستطيع أن تمنع الهواء عنها في وسط هذا العدد من النسوة، تداركت تفكيرها سريعا بعد أن علت الموسيقى.
انتهى العرس الذي غادرته تاركه كل ما فعلت من عادات خاطئه هي والكثير الكثير.
عادت إلى بيتها بين أطفالها، عادت وجاءت لهم بالفيروس اللعين الذي لا تراه بينهم ولكنه يراهم.
ايام تمر بروتينها العادي الذي لا يصدق كل ما يسمع عن كورونا، وتخرج السيدة من بيتها لتذهب لاحدى الأماكن العامه التي لا نستطيع ذكرها وكانت مزدحمه أيضا عانقت وصافحت وتنفست،
وعادت إلى ذلك البيت الذي أصبح هوائه مسمم، وعمم نفسه عمم.. في أماكن قامت بزيارتها، وخالطها ذلك الطفل الذي لعب مع أصدقائه في الحاره
مسكين.
تنام لتستيقظ من ألم الحراره وضيق النفس،ما زالت لا تبالي حتى جاءت لحظة سماعها بأنها خالطت مصابه قبل كل هذه الأحداث، هنا يدق باب قلبها الخوف، فقلبها يعاني الان من الاحساس بزائر ثقيل يجلس كما البرميل على صدرها،
وبعد ساعات تكون في مستشفى جرش الذي يأخذ العينه بعد الشك بإصابتها.
تنتظر وتنتظر يرن الهاتف، تضغط الأخضر فتسمع صوت يؤكد لها إصابتها بكورونا،
صدمت!!!!!!!!
قلمي :
حقيقة...
هو كورونا يا سيدتي....
ما زال غيرك بالشارع وفي المقاهي والأفراح وفي البيوت يجلس غير مباليا لكل ما يسمع من أخبار...
ويشكك بها....
كورونا سفاح بلطجي لا يستطيع أن يسجنه احد..
لا نعلم اي سلاح يحمل وكيف يميز ضعفنا ويهجم.
وهنا بدأت خطة العلاج التي لا تعتمد على طبيب ولا على كادر صحي منهك ضعيف،
هو قوقل الطبيب..
هوقوقل الممرض..
تبحث عن الوصفه وتحجر نفسها ، بدأت أعراض خفيفة على أطفالها، لكن ليس هناك ما يسمى تقصي وبائي لكل الحالات المخالطه، وهنا أنين لزوجها فألمه أشد من المها،
وهناك آخر مخالط أصيب، وهذا المخالط خالط الكثير،
ومازال بيننا المصاب الخفي.
في سؤالي الأخير لها:
بعد أن تتشافي من المرض، هل ستعود حياتك كما كانت من قبل..
خروج ودخول بلا كمامه وبلا قفازات؟؟
قالت:انا انام الأن بالكمامة خشية أن يتالم الهواء،بالكاد لن تعود حياتي كما كانت طالما كورونا في هذا العالم....
انتهت قصتها التي روتها حتى تقول لأهلها وعشيرتها..
لهذا العالم...
:أن كورونا بيننا لا نراه... فكونوا حذرين من هذا العدو الغدار...