أول (فريق طبيب من البادية الأردنية) في ضيافة موقع "جوهرة العرب" – الدكتور خلف منصور الجادر السرحان
·أول فريق طبيب من البادية الأردنية تبوأ أرفع مواقع المسؤولية في الخدمات الطبية الملكية
·(37) عاما أمضاها مع المرضى بغرف العمليات يزرع الأمل بالحياة في قلوبهم ويرسم الابتسامة على وجهوهم
·لأول مرة بتاريخ الخدمات الطبية الملكية ساهم (الجادر) بفتح آفاق التعلم خارجياً للأطباء الشباب والممرضين مجانا
·وضع خطة تطويريه لتقديم خدمات طبية لأجل تخفيف العبء على المرضى
·ستبقى الخدمات الطبية الملكية منارة لكل قاصد علاج
·عنوانه الوفاء والإخلاص للوطن والمليك وربعه الأردنيين
·يتغنى بالرعاية الهاشمية التي حظيت بها الخدمات الطبية الملكية
"جوهرة العرب" / خاص – كتب عبدالله اليماني
الفريق الطبيب المتقاعد خلف منصور الجادر السرحان، قامة طبية أردنية وطنيه، وصاحب أيادي بيضاء وصدر واسع، وهو إنسان خلوق، عشق الجيش منذ كان طالبا في مدارس القوات المسلحة الأردنية، من الصفوف الابتدائية وحتى تخرجه من الثانوية. وقد علمته مدارس الجيش العربي أقصر طرق الإخلاص، إذ علمته مدارس الجيش الإخلاص للعرش الهاشمي وإلى الأردن أرضا وشعباً.
إنني أكتب عن السرحاني ابن قبيلة (السرحان)، التي مضاربها في البادية الشمالية من الأردن الغالي. ابن قرية مغير السرحان مسقط رأسه. وتاريخه الطبي الحافل بالانجازات المميزة.
واكتب عنه لأنه يستحق الكتابة والإشادة، لِما قدم وما يزال يقدم للمواطن ورفعة الوطن، من خبراته الطبية ومسيرته التي علمته معنى الإخلاص والتضحية والبذل والعطاء، وكيف يكون الوفاء. فقد كان على مدار سيرته شُعلة من الحيوية والنشاط والهمة العالية، سيرته عطرة ومعطرة برائحة الشيح والقيصوم والبعيثران والزعتر، وحليب النوق والحَلال (الأغنام والماعز) وخبز الصاج (الشراك )، وإبريق الشاي ع الحطب . ودعوات (أمه ) له ، قائلة : (كِل يا وليدي).
الباشا (خلف ) يستحق الكتابة عنة ، والإشادة فيه ، لعدة اعتبارات أبرزها انه قدم للوطن والمواطن وما زال يقدم ما يملك من خبرات جراحية للمرضى، وقد ورث هذا البذل والعطاء والتضحية والفداء من مدارس الجيش الأردني التي علمته معنى الإخلاص والعطاء والوفاء، يعالج ولا يبغى من وراء ذلك إلا رضى الله ، مستمدا تقديم، خدماته الطبية الإنسانية الجليلة تيمنا بمكارم الهاشميين لأبنائهم الأردنيين .
وأثناء تولية قيادة الخدمات الطبية الملكية وضع نصب عينية (تمكين الكوادر) في مختلف التخصصات، بالاطلاع على آخر المستجدات العلمية والطبية والجراحية في العالم، لديمومة الخدمات الطبية، وحتى تبقى في طليعة دول الشرق الأوسط صرحا (طبيا متميزا)، بكوادرها (وأجهزتها الطبية الحديثة)، وأيضاً لمواكبة التقدم الطبي العالمي، وتسخير ذلك لخدمة المرضى. فلهذا يستحق هذا البدوي الأردني الشكر والعرفان تقديراله.
وهذا ليس مستغربا على أبناء الصحراء الأردنية، فأبناء البادية تربوا على الجُود والتضحية وحب الخير للناس ومساعدة الملهوف .
في (مغير السرحان) الوادعة الجميلة، ولد وترعرع وعاش طفولته فيها، وتنفس هواء البادية الأردنية الشمالية، وتغذى على خيراتها. وفي مدرستها (المتواضعة) ذات الغرفة (الصفية الواحدة) ومعلمين (اثنين) التابعة للثقافة العسكرية، درس لغاية الصف الخامس الابتدائي. بعدها انتقل إلى مدرسة (الهاشمية العسكرية)، وواصل مشواره التعليمي، حيث أنهى دراسته الثانوية (بتفوق ) في كلية الشهيد فيصل الثاني. ومن المتعارف عليه أن كل طالب في مدارس الثقافة العسكرية يُعطى رقما عسكريا، حيث كان رقمه (6122). لهذا هو يفخر بأنه عشق (الجندية) الحياة العسكرية ، وحب الوطن في هذا المدارس.
وتقديرا لتفوقه في دراسته، أرسله (الجيش العربي) على نفقته إلى اليونان، في بعثة دراسية خارجية، وهناك تعلم الطب بكلية الطب العسكرية. في جامعة أرسطو طاليس في سالونيك. وفي مراحل الدراسة كان يتوق إلى العمل في الخدمات الطبية، وعندما تخرج (طبيبا)، التحق بأشرف مؤسسة طبية عسكرية وهي الخدمات الطبية الملكية لمعالجة المرضى برتبة ملازم أول عام 1978م، وواصل حياته العملية طبيباً عسكرياً في مواقع العمل المختلفة، من عيادات إلى غرف العمليات. وحتى إحالته على التقاعد برتبه فريق عام ( 2015) م. وطوال خدمته، أجرى مئات العمليات الجراحية. فكان ومازال نجما بين النجوم يضيء المكان، ويعطي الأمل لكل من يبحث عن ضوء في نهاية نفق مظلم.
** وضع خطة تطويرية للتخفيف على المرضى
وعند توليه مسؤولية قيادة الخدمات الطبية الملكية (مديرا) لها، وضع خطة تطويرية لمرافقها، لمعرفته بأن هناك شكوى مريرة تتمثل بتأخير إجراء العمليات الجراحية، والازدحام الشديد والأزمة المرورية داخل المدينة الطبية، فلذلك وضع خطة لحلها بهدف التغلب على (المعاناة) من فترة انتظار المرضى لإجراء العمليات الجراحية، والأزمة المرورية الخانقة، وتخفيف الضغط عن المستشفيات الأخرى.
فوضع حلول لها من خلال وضع خطة لبناء مستشفيات مصغرة للعمليات اليومية، وطب وجراحة العيون والأسنان والأنف والإذن والحنجرة وجراحة أمراض الأعصاب والحالات اليومية، والعمليات الجراحية والتداخلات العلاجية وأمراض وجراحة النساء والتوليد. وهذا الحل يجعل المرضى والمرافقون الذين يراجعون المستشفيات المصغرة، لا يدخلون مستشفى مدينة الحسين الطبية إطلاقا. بحيث لكل مستشفى بوابة وموقف للسيارات. ولكنّه لم يرَ هذه الخطة على الأرض كما قال اللواء الجادر حيث إحيل على التقاعد ليتولي فارس من أبناء الخدمات الطبية الملكية مهمّة المسؤولية، ليتولى خدمة الوطن والمواطن من على منصة الخدمات الطبية الملكية، ويتمنّى على سلفه أن يعيد دراسة هذه الخطة، لأنها ستخدم الخدمات الطبية الملكية والمرضى وذويهم.
** لأول مرة بتاريخ الخدمات الطبية الملكية فتح (الجادر) آفاق التعلم خارجيا للأطباء الشباب والممرضين مجانا
ولأن لدية نظرة لزيادة العلم والمعرفة في مجال التطور الطبي، وافق على إيفاد أطباء وممرضين إلى جامعة ثوماس جيفرسون الأمريكية العريقة في مدينة فيلادلفيا مجانا، فكان ذلك من انجازاته على صعيد القوى البشرية حيث تم تدريسهم وتأهيلهم وهذه المبادرة تعتبر الأولى في تاريخ الخدمات الطبية الملكية.
وهذا الانفتاح جعل الخدمات الطبية الملكية تتزود بآخر ما وصل إليه العلم الطبي الحديث على مستوى العالم، وآخر ما توصلت إليه التكنولوجيا العلمية الحديثة، وبهذا نجح الفريق السرحان في زيادة العلم والمعرفة لكوادر الخدمات الطبية المختلفة، وإكسابهم المهارات في كل جديد، ومتجدد في التطور الطبي، هذا إلى جانب إفساح المجال أمام الأطباء الشباب والممرضين بفتح آفاق التعلم خارج البلاد مجاناً.
** أول مرة في عهده يتسلم الأردن رئاسة المجموعة الإقليمية العربية للطب العسكري
وخلال قيادته للخدمات الطبية فقد تسلم الأردن ولأول مرّة رئاسة المجموعة الإقليمية العربية للطب العسكري من دولة الإمارات العربية ولمدة عامين.
**بدايات الفريق الطبيب الجادر وزراعة الكلى
وكانت بدايات الباشا (خلف) بالاختصاص بزراعة الكلى في مستشفيات لندن، وتحت إشراف مؤسسي علم زراعة الأعضاء في العالم عام (1993) بزراعة الكلى.
* * يفاخر بما وصلت إلية الخدمات الطبية الملكية من انجازات (أصحاب الأوائل)
الفريق الطبيب الجادر يفاخر بأن الأردن من الأوائل بين الدول العربية في زراعة الأعضاء، إذ تم أجراء أول عملية قلب مفتوح / تغيير صمام عام 1970، وأول زراعة الكلى عام 1972، وإجراء أو عملية قلب مفتوح / تطعيم الشرايين في الأردن عام 1973، وزراعة الكبد عام 2004، والقرنيات ثم الأسنان، بجهود الرواد الأوائل من فرسان الخدمات الطبية الملكية، أصحاب الأيادي الأردنية النظيفة التي تصنع المعجزات باستمرار .
وقد أسهمت هذه الانجازات بتأسيس جمعية التبرع بالأعضاء التي ، تبنتها جلاله الملكة رانيا العبد الله، كما دعم سمو الأمير رعد بن زيد تشجيع المواطنين على التبرع بالقرنيات، لمساعدة فاقدي البصر.
** حصى الكلى أهم مشاكل عصرنا الحالي
وهنا أود أن استثمر اللقاء مع الفريق الطبيب الجادر لتسليط الضوء على أهم مجالات الأمراض التي أبدع في علاجها، وأهمها حصى الكلى، وأعراض سرطان المثانة والتدخين باعتباره السبب الرئيسي للضعف الجنسي لدى الرجال.
* * الوفاء والإخلاص للوطن والمليك وربعه الأردنيين مرتكزات أساسية لا يحيد عنها
أمضى الطبيب ( خلف باشا ) الـ (37) عاما في مستشفيات الخدمات الطبية الملكية وغرف العمليات، وتحت أضوائها ورائحة الدم والبنج وبين غرف المرضى وأسرّتهم، لإنقاذ حياتهم، ويزرع الأمل بأجسام المرضى، ويصنع الابتسامته على وجوههم ويتألم لتألمهم، ويمارس دوره الوطني والطبي المُشرّف بمنتهى الأمانة والإخلاص والحرفية العالية وفي كلّ الأوقات، وقد أجرى مئات العمليات الجراحية من زراعة الكلى إلى عمليات البروستاتا وغيرها، فضلا عن الفحوصات الأخرى، والنصح والتوجيه للمرضى للتأكد من صحتهم بشكل عام، والجهاز البوليّ بشكل خاص.
ودائماً على باب غرفة العمليات ينتظر أهل المرضى لكي يسمعوا منه خبرا مفرحا عن مريضهم أو مريضتهم، فيبادروه بالسؤال: (طمنّا يا دكتور ... طمنا يا باشا)، فيبتسم وهو مرهق والعرق يتصبب من على جبينه ووجه ويقول: (الحمد لله ... مبروك ... نجحت العملية).
** عاش المعاناة والألم ويعطي بلا كلل ما تعلمه في الطب وتاريخه ناصع البياض
دائماً يذكر بالخير والوفاء صاحب الفضل بإنشاء الخدمات الطبية الملكية الأردنية، المغفور له بإذن الله الملك الحسين رحمة الله، الذي أمر بإنشاء مدينة الحسين الطبية،وقدمها هدية للشعب الأردني .
ويحرص (خلف باشا) بكل أحاديثة على ضرورة الحفاظ عليها، ويقول: (ستبقى مفخرة أردنية) نعتز بها، مثلما يعتز بمدارس الثقافة العسكرية ومعلميها وفضلهم علية فهم الذين علموه كتابة الحروف، وزرعوا في قلبه (حب الوطن)، ومعنى (الرجولة والانتماء للوطن والعرش الهاشمي) طيلة فترة دراسته في مدارسها.
ويستذكر الفريق الجادر التطور الذي شهدته وتشهده الخدمات الطبية الملكية، والذي ما تم لولا تضحيات (أبطال) الخدمات الطبية، الذين كانوا وما زالوا يصلون الليل بالنهار، من أجل تقديم الخدمات الطبية والصحية الجراحية والدوائية والعلاجية اللازمة لكل مريض، مكتسبة سمعة عربية وعالمية واسعة، مؤكدا أن ازدهار (الطب أردنيا) ، يعتبر مفخرة يجري تداولها في كل مكان وزمان وساهم باستقطاب المرضى العرب والأجانب على حد سواء. لهذا فإن من ينتقص من دورها، الصحي الحيوي والمهم على الصعيدين الوطني والعربي إلا جاحد وناكر للمعروف.
**متقاعدو الخدمات الطبية الملكية
والسرحان لم ينس إخوانه المتقاعدين العسكريين إذ كان ينظر إليهم، بأنهم جزء لا يتجزأ من الذين ، على رأس عملهم ، وان الواجب يحتم ، علية أن يهتم بهم ، ويستمع إلى مطالبهم ، وهمومهم وتطلعاتهم ، وذلك من اجل تقديم ، رعاية طبية فضلى تليق بهم، وكان يلبي كل المناشدات التي تستوجب طلب المساعدة الطبية الإنسانية العاجلة .
وقد حرص على الاهتمام بأطفال العاملات في الخدمات الطبية الملكية عبر إيجاد بيئة مناسبة لأطفالهن ب (إنشاء وتأهيل الحضانات)، فضلا عن حرصه على سلامة وصحة كوادر قوات حفظ السلام الأردنيين العاملين في الخارج، حيث امتنع عن إرسالهم إلى أي دولة ظهر فيها وباء خطير .
لقد تدرج في عمله إلى أن تولى منصب مدير عام الخدمات الطبية الملكية، بعد مسيرة حافلة عمل فيها مستشار أول جراحة الكلى والمسالك البولية، وزراعة الكلى وعقم الرجال. وقد حصل على البورد الأردني في الجراحة العامة، وجراحة الكلى والمسالك البولية، كما حصل على الدبلوم في المسالك البولية من جامعة لندن، وهو عضو الجمعية الأمريكية لجراحة المسالك البولية، وعضو جراحي الكلى والمسالك البولية والتناسلية الأردنية، وعضو الكلية الملكية للأطباء.
هذا هو النشمي الأردني الطبيب الفريق المتقاعد خلف منصور الجادر السرحان يكرس نفسه في علاج المرضى في عيادته الخاصة قبل أن يفكر في (( جيب )) المواطن.